طهران - وكالات - أعرب مسؤولون إيرانيون عن غضبهم الشديد حيال استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه عن استراتيجيته الجديدة تجاه بلادهم، مساء أول من أمس، مصطلح «الخليج العربي». وكان أول المنتقدين في شأن هذا الموضوع، الرئيس الإيراني حسن روحاني، إذ دعا ترامب إلى قراءة التاريخ والجغرافيا بشكل جيد، والأدب والأخلاق والأعراف الدولية، قائلاً في خطابه الذي تلا خطاب ترامب: «يجب أن نقرأ التاريخ جيداً، وكيف تعاملت أميركا مع الشعب الإيراني، وأن نطالع الجغرافيا أيضا، كيف أن رئيس بلد ما، لم يتعلم اسماً معروفا لخليج دولي، هو الخليج الفارسي الذي تتحرك فيه السفن الأميركية من دون غاية وأهداف، على الأقل يسأل الخرائط التي في يد بحاريه». بدوره أكد محمود واعظي رئیس مكتب رئیس الجمهوریة، أن «الخلیج الفارسي، سیبقى إلى الأبد خلیجا فارسيا»، على حد قوله، مضيفاً إن «التصریحات التي أطلقها ترامب، ستعزز من تآزرنا ووحدتنا الوطنیة أكثر فأكثر». وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الآخر انتقد تصريحات ترامب حول مصطلح «الخليج العربي»، معتبراً أن ترامب باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عرضاً أكبر، كما فعل نفس الشيء في معرفته بالجغرافيا. وكتب على «تويتر» إن «الجميع يعرفون ان صداقة ترامب قابلة للبيع لمن يعرض أعلى سعر. والآن نعرف أن جغرافيته هي كذلك أيضاً». وفي اليوم التالي لخطاب ترامب، بدا أمس أن الإيرانيين لا يعيرون تصريحاته الكثير من الأهمية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب). وقال عباس، وهو موظف بنك يبلغ 40 عاما ولم يعط اسمه كاملا، «ان تصريحات ترامب تافهة لدرجة انها بالحقيقة تعمل لمصلحة ايران. فالحديث عن (الخليج العربي) يثير مشاعر سلبية لدى الناس هنا». ومحاولة ترامب مد اليد للايرانيين العاديين عندما أشار إليهم على أنهم «الضحايا الذين عانوا لأطول مدة» من نظام الجمهورية الاسلامية، يبدو انها لم تلق آذانا صاغية لإذ استذكر العديد منهم حظر السفر الذي فرضه عليهم في وقت سابق هذا العام. وكتب احد مستخدمي «تويتر»: «أكثر ما يثير الاشمئزاز في خطاب ترامب محاولته ان يظهر نفسه متعاطفاً مع الايرانيين»، فيما كتب آخر «للتذكير: لم تمض 6 أشهر بعد على حظر منح التأشيرات للايرانيين». وبعد كل التهديد والوعيد، فإن استراتيجية ترامب لم تكن بالشدة التي توقعها كثيرون. ورغم فرض عقوبات جديدة على «الحرس الثوري»، الا أن ترامب لم يصنفه منظمة إرهابية أجنبية، كما كان يتردد في الأسابيع التي سبقت الخطاب. وفسر ذلك من جانب بعض الجهات في ايران بالانتصار، إذ كتبت صحيفة «كيهان» المتشددة: «معادلة الحرس نجحت: ترامب لم يجرؤ على وضع الحرس على لائحة المنظمات الارهابية». وكان ذلك اشارة الى تهديدات في الايام القليلة الماضية بأن القوات الاميركية ستتلقى رداً «مدمراً» إذا ما وضع «الحرس» على لائحة الارهاب.
مشاركة :