«ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع»، فالعصابة التي استهانت بالقانون، واعتادت تهريب السموم إلى البلاد، سقطت بتنسيق بين رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة للجمارك، وتبين أنها تضم 5 مواطنين وخليجياً، أحدهم مفتش في الجمارك، وآخر في الطيران المدني، يجلبون الحبوب المخدرة من هولندا عبر الشحن الجوي ويمررونها بالتنسيق مع المفتش وموظف الطيران. تفاصيل الإيقاع بالعصابة المنظمة، بدأ بمعلومات تواترت إلى عناصر إدارة المكافحة المحلية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، عن قيام خليجي بجلب كميات كبيرة من المؤثرات العقلية والحبوب المخدرة (كبتي) عن طريق الشحن الجوي بمساعدة مجموعة من الأشخاص، فأبلغوا المدير العام للإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد بدر الغضوري، فأوعز إليهم بسرعة التنسيق مع مكتب البحث والتحري برئاسة راشد البركة للتحري في الإدارة العامة للجمارك وسد باب التهريب. وعلى الفور انطلق المباحثيون وقاموا بضبط المتهم الخليجي في أحد الفنادق في منطقة الفحيحيل، وبتفتيشه عثر بحوزته على كمية من المواد المخدرة، وبمواجهته بالمعلومات والتحريات، أقر واعترف بضلوعه في مجال التهريب، وأرشد على شحنة كبيرة من المواد المخدرة يتم الانتهاء من إجراءات خروجها من المطار من دون كشفها عن طريق شركاء له، وهما مواطنان أحدهما يعمل في الإدارة العامة للجمارك بوظيفة مفتش في الشحن الجوي، والآخر يعمل في الطيران المدني. وفي ضوء المعلومات انطلق المباحثيون ورجال البحث والتحري الجمركي وضبطوا الموظفين اللذين استغلا وظيفتيهما لتهريب السموم، وبالكشف عن الشحنة التي كانت لا تزال في طريق الخروج من المطار في مبنى الشحن الجوي، تبين أنها عبارة عن مجموعة من حقائب السفر تحوي مليوني حبة خرجت من هولندا إلى الكويت عبر بوليصة «أمتعة شخصية»، باسم الخليجي. وطبقاً لمصدر أمني «تمكن المباحثيون من إلقاء القبض على الخليجي ومفتش الجمارك وموظف الطيران المدني، واعترفوا على شركاء لهم في التهريب (صاحب مزرعة ومواطن آخر)، وأقروا بأنه سبق لهم تمرير شحنتين الأولى ضمت مليون حبة كبتي في شهر أغسطس الماضي، والثانية 700 ألف حبة في شهر سبتمبر، وبالتوجه إلى المزرعة الكائنة في منطقة الوفرة لضبط متهمين آخرين، عثر فريق الضبط على 30 ألف حبة من بقايا التهريب الأخير، وعليه أحيل المتهمون والمضبوطات إلى الجهات المختصة». الجلاوي: «الجمارك» قادرة على تصحيح نفسها بنفسها قال المدير العام للإدارة العامة للجمارك المستشار جمال الجلاوي «لن أتوانى بصفتي مدير عام الجمارك عن إحالة كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن وسلامة البلاد، حتى وإن كان من منتسبي الجمارك، إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة لخروجه عن القانون». وأضاف، أن «الإدارة العامة للجمارك قادرة على أن تعدل نفسها بنفسها وإعادة النظرفي بعض الأمور»، مشيراً إلى أنه «سوف يجدد قريباً العمل كاملاً بالشحن الجوي بأفضل الأجهزة التقنية الحديثة لمساعدة المفتشين في أداء المهام المنوطة بهم على أكمل وجه».
مشاركة :