150 لاعباً من مواليد السعودية على رادار لجنة الكشف عن المواهب

  • 10/15/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

أنهت لجنة الكشف عن المواهب من مواليد السعودية، أخيراً، المرحلة الثالثة من عملها، بعد زيارتها لمحافظة الأحساء، كبرى محافظات المنطقة الشرقية، حيث اختبرت عشرات المواهب من اللاعبين الذين ولدوا في السعودية وعاشوا فيها، وبعضهم لم يزر حتى بلدانهم الأصلية يوماً.ويأتي ذلك عقب القرار الذي أصدره رئيس الهيئة العامة للرياضة، تركي آل الشيخ، بهدف تحقيق فائدة كبيرة للكرة السعودية التي تعاني من قلة المواهب من المواطنين السعوديين في بعض المراكز في لعبة كرة القدم، خصوصاً في خط الهجوم، مما استدعى الاعتماد على أسماء محددة لفترة طويلة، وتحديداً في منطقتي الظهير الأيسر وخط الهجوم.وتضم اللجنة عدداً من الأسماء اللامعة في الكرة السعودية، يتقدمهم فؤاد أنور قائد المنتخب السعودي صاحب أول هدف سعودي في مونديال أميركا 1994، وكذلك محيسن الجمعان وحمزة إدريس نواف التمياط ومحمد نور ومحمد شليه.وبدأت اللجنة مهامها من مدينة جديدة، وتحديداً على الملعب الرديف لمدينة الملك عبد الله الرياضية. وفي المرحلة الثانية، تم التوجه إلى العاصمة الرياض. أما الأحساء، فكانت المرحلة الثالثة، على أن تكون جازان المرحلة الرابعة.وتم التركيز على مدن ومحافظات محددة لكونها الأكثر، من حيث المواهب، كما هو معروف عنها، ومن خلال عدد النجوم الذين برزوا في الكرة السعودية من المناطق التي تم استهدافها من قبل اللجنة.ومنحت اللجنة كل منطقة أو محافظة مدة يومين لاكتشاف المواهب، واختبرت العشرات بهدف اختيار الأنسب منهم، والمساعدة على إلحاقهم في أندية رسمية معتمدة من أجل صقلهم بشكل أكبر وتطويرهم، وليكونوا قادرين على تمثل المنتخبات الوطنية السعودية، خصوصاً مع إقرار قوانين وأنظمة تمنح الأندية فرصاً للاستفادة من المواليد، تم تطبيقه فعلياً في العاميين الماضيين.ولم تستفد الكرة السعودية من مجموعة كبيرة من مواليد المملكة على مدى عقود، حيث غادر بعضهم لدول خليجية مجاورة، أبرزهم النجم الإماراتي الحالي عمر عبد الرحمن (عموري)، الحائز على جائزة أفضل لاعب آسيوي، وكذلك عدد من أشقائه الذين كانوا يعيشون في العاصمة الرياض، وتدربوا في نادي الهلال تحديداً، لكن بكونهم يحملون الجنسية اليمنية تعذر الاستفادة منهم.ولا يقتصر ذلك على «عموري» وأشقائه، بل إن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين استفادت منهم دول خليجية مجاورة، مثل البحرين وقطر، حيث مثلوا فرقها ومنتخباتها بشكل إيجابي مؤثر.كما أن هناك لاعبين من مواليد السعودية يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية، ولو في الفئات السنية، من بينهم اللاعب مختار علي الذي ولد في مدينة جدة في عام 1997، من عائلة من الصومال، وتم أخيراً منحه الجواز السعودي، وهو يمثل حالياً فريق تشيلسي الإنجليزي في درجة الشباب.وغيره كثير من المواهب التي ينتظر أن تجد لها مكاناً في المنتخبات الوطنية السعودية لطالما حلمت به، لتأتي هذه الفرصة في ظل الحراك الكبير الذي تشهده المملكة في كل المجالات، ومن بينهما المجال الرياضي، وبدعم من القيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.ويقول المتحدث الرسمي للجنة المواهب، فؤاد أنور، إن هذه اللجنة ستقوم بالدور المطلوب منها لرصد أفضل اللاعبين من المواليد، وسيتم رفع ذلك للهيئة العامة للرياضة، المرجع الرئيسي لهذه اللجنة، حيث سيتم مساعدتهم بكل تأكيد على تطوير مستوياتهم، واستغلال موهبتهم لخدمة الكرة السعودية، حيث ترعرعوا على هذه الأرض الغالية، ومن الأولى أن يتم الاستفادة منهم والعكس، بدلاً من البحث عن فرص في دول أخرى، وهذا يؤكد بعد النظرة لدى القيادة السعودية والهيئة العامة للرياضة، في ظل حراك كبير تشهده البلاد على كل الأصعدة والمستويات.وبيّن أنور، خلال وجوده مع زملائه في اللجنة في محافظة الأحساء، أن التركيز يتم على اللاعبين في مراكز محددة، خصوصاً رأس الحربة، وأيضاً يتم البحث عن المواهب التي تملك بنية جسمانية قوية مميزة، ولها مستقبل كبير في خدمة الكرة السعودية، على المدى القريب والبعيد.وتتركز الجهود على اختيار لاعبين من أعمار ما بين 18 و28 عاماً، على أن يتم إلحاق المواهب بالأندية الرسمية، سواء في دوري الأمير فيصل بن فهد للدرجة الأولى أو دوري المحترفين السعودي، حسب الأنظمة واللوائح المعمول بها والأعداد المحددة لكل فريق.وتشير المصادر إلى أن من تم رصدهم وتسجيل أسماءهم من قبل اللجنة المكلفة بلغ أكثر من 150 موهوباً، نصفهم تقريباً من المرحلة الأولى التي اختتمت في مدينة جدة، حيث تمتاز جدة بوفرة المواليد فيها، خصوصاً أن هناك نسبة كبيرة من العوائل غير السعودية التي تعيش في المنطقة الغربية، نتيجة وجود الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة.من جانبه، بيّن المدرب الوطني حمد الدوسري، مساعد مدرب المنتخب السعودي للشباب سابقاً الذي أشرف لسنوات متلاحقة على فريق القادسية الذي يعتبر من أكثر فرق المنطقة الشرقية من حيث المواهب والنجوم في الكرة السعودية، أن هناك عدداً كبيراً من المواهب منعها عدم امتلاكها الجنسية السعودية من اللعب في الأندية الرسمية، مما جعل وجودها يقتصر على ملاعب الأحياء والدورات الرمضانية وغيرها من المناسبات التي لا تشترط أن يكون اللاعب ممن لديهم الجنسية السعودية.وأضاف: «حتى في فترات التجربة التي تبدأ عادة قبل بداية كل موسم، يلتحق الكثيرون من اللاعبين المواليد بالتدريبات، ولكن يمنعهم من المواصلة عدم وجود الجنسية السعودية لديهم، وهذا ما حرم الكرة السعودية من مواهب كثيرة على عدة عقود، وبعضهم كان يمثل ثنائياً مع لاعبين سعوديين حققوا نجاحات كبيرة في الكرة السعودية، من بينهم ياسر القحطاني الذي تم اكتشافه من الدورات الرمضانية، وسعود كريري، وغيرهم».وأشاد الدوسري بقرار الاستفادة من المواليد، والسعي لاكتشافهم وتطويرهم، معتبراً أنها خطوة شجاعة وجبارة في الاتجاه الصحيح لأن هناك كثيراً من الدول حول العالم، إن لم يكن جميعها، تولي اهتماماً بهذا الجانب، ويتم الاستفادة ممن يعيشون على أرضها في أي مجال، بما في ذلك المجال الرياضي.في حين بيّن المدرب عبد العزيز الخالد أن الفكرة تعتبر رائدة جداً ومهمة جداً، ولها دور فعال في الجانب الاجتماعي، فضلاً عن الجانب الرياضي.وأضاف: «من شبه المستحيل أن يتم اكتشاف اللاعب الموهوب خلال دقائق معدودة، وليس من المعقول أن يتم حصر اكتشاف 10 آلاف لاعب موهوب خلال أيام معدودة، بل إنه من المهم أن يكون هذا المشروع وطني، وتكون الأندية بوابته الحقيقية والراعي له، من خلال تبنيها هذه المواهب، ولا يكون الدور مقتصراً على اللجنة، كما أن اللجنة يجب أن يكون لها وقت طويل ومتاح من العمل على مدار العام، وليس لأيام معدودة، مع الإشادة بدور الهيئة العامة للرياضة في هذا الجانب».وأكد الخالد، الذي سبق أن قاد عدداً من الفئات السنية بنادي الهلال، وكذلك في المنتخبات السعودية، أن الفكرة تحتاج إلى مساحة واسعة للتنفيذ، كما تتطلب وقتاً وجهداً كبيراً حتى تؤتي ثمارها، ولا يتم التعجل بالحكم عليها وعلى نتائجها، مشدداً في ختام حديثه على أهمية عدم إهمال المواهب السعودية في الجانب الآخر على حساب المواليد.أما المدرب خالد الجيزاني، والد اللاعب المهاجم السعودي وليد الجيزاني الذي لعب في عدد من الأندية السعودية، فبين أن هناك وفرة في اللاعبين المواليد لم ينالوا الفرصة في الأندية السعودية نتيجة الأنظمة المعمول بها سابقاً.وأضاف: «أعتبر هذا القرار حكيماً جداً، وإن كان متأخراً، فهذا خير من ألا يأتي، وهناك عدد كبير من اللاعبين المواليد في المنطقة الغربية، وتحديداً في نادي الوحدة في مكة المكرمة، حضروا واختبرت قدراتهم، ووقفت الجنسية عائقاً لهم، وبعضهم هاجر إلى دول مجاورة وأبدع، أو حتى إلى الدول الأوروبية. وفي النهاية، خسرت الكرة السعودية هذه المواهب».وأشار إلى أن تجربة وجود مواليد في الأندية السعودية في دوري الدرجة الأولى «دوري الأمير فيصل حالياً، أثرى هذا الدوري في الموسمين الأخيرين، على أمل أن يثري القرار الجديد الكرة السعودية بمجموعة كبيرة من المواهب في الوقت الآني والمستقبل».

مشاركة :