وقعت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي (دافزا) مذكرة تفاهم مع هيئة المدن الاقتصادية السعودية بهدف وضع أسس لتفاهم بين الطرفين فيما يتعلق بالتعاون على تطوير اقتراح ذي قيمة مشتركة وفرص استثمار تنشأ في المنطقة الحرة بمطار دبي وفي المدن الاقتصادية السعودية مما سيسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى منطقة الخليج العربي عبر دولة الإمارات والمملكة. وقع المذكرة في الرياض الدكتور محمد أحمد الزرعوني مدير عام «دافزا» ومهند عبد المحسن هلال الأمين العام لهيئة المدن الاقتصادية في السعودية. وتأتي الاتفاقية في إطار العمل المشترك والورش المشتركة التي عقدها الطرفان خلال الأشهر الماضية، وذلك لدراسة وتحديد أوجه التعاون وتبادل الخبرات لاستدامة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاعات اقتصادية منوعة حيوية، وذلك تعزيزاً لتجربة المستثمرين الأجانب في توسعة أعمالهم في الأسواق الإماراتية والسعودية بما يتماشى مع توجهات البلدين في التنويع الاقتصادي واستدامته. تعاون وأعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي عن ثقته الكاملة بالنتائج الإيجابية التي سيثمرها التعاون بين الطرفين، حيث تربط دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، علاقة استراتيجية واقتصادية أزلية تعززها الجذور التاريخية والجغرافية المشتركة مع المملكة العربية السعودية بقيادة أخيهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وقال إنه في إطار التنسيق والتشاور والتعاون المشترك في مختلف المجالات وعلى جميع الصعد ستعمل «دافزا» على ترسيخ العلاقات وتعزيز الانسجام الاقتصادي التام في كل ما يصب بمصلحة المنطقة والتنمية الاقتصادية. وأوضح سموه أن العلاقة التكاملية التي أنشئت بموجب مذكرة التفاهم ستسهم في تنشيط المحركات الاقتصادية الداعمة لأنشطة وأعمال المستثمرين الأجانب في الأسواق الإماراتية والسعودية لتوسعة أعمالهم بما يصب في تحقيق أجندة رؤية الإمارات 2021 في زيادة تنافسية الاقتصاد الوطني وصدارة المؤشرات التنافسية العالمية وخطة دبي 2021 في جعل اقتصاد الإمارة محوراً رئيساً في الاقتصاد العالمي عبر إطلاق مجموعة من المبادرات ذات القيمة المضافة المرتفعة، الأمر الذي يؤكد أن التكامل والمواءمة الاقتصادية القائمة بين البلدين ستسهم في تعزيز آلية العمل الاقتصادي المشترك لتحقيق المكامن الاقتصادية الحقيقية للمنطقة، ودعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تعزيز التنافسية الجاذبة لاقتصاد المملكة. وأكد سموه تفاؤله بهذه العلاقة النموذجية بين «دافزا» و«المدن الاقتصادية السعودية» في تحديها سباق التميز والتنافسية خليجياً وعالمياً لتعزيز وزيادة تدفق المسارات الاستثمارية الأجنبية المباشرة للمنطقة، وتمكين سلاسل التوريد العالمية للاستفادة من الفرص التي ستثمر عنها مبادرات الطرفين. عوامل النجاح من جانبه قال الدكتور محمد الزرعوني إن التكامل الاقتصادي يعد من أهم عوامل النجاح، خصوصاً وأن العلاقة الإماراتية السعودية تشهد اهتماماً من قبل قيادة البلدين. وأضاف «يأتي دورنا في تحقيق المكامن الحقيقية لدور المناطق الحرة في إمارة دبي بدفع عجلة التنمية الاقتصادية على صعيد الدولة والمنطقة.. ونحن سعداء بما أثمرت به الورش المشتركة بين دافزا وهيئة المدن الاقتصادية السعودية التي تشترك في رسالتها الاقتصادية التي من شأنها نقل المنطقة إلى مرحلة جديدة من التكامل والتعاون ستؤثر بشكل مباشر على علاقة وأعمال المستثمرين في المنطقة الحرة». وقال إن هذا التعاون يأتي استكمالاً للعلاقة النموذجية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية المدعومة بتكامل الرؤى تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى تمتعهما بقدرات اقتصادية هائلة، حيث يشكلان أكبر اقتصادين في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وكلا الطرفين يعملان نحو رؤى مستقبلية واضحة تتماشى مع الخطط والمبادرات الاستراتيجية في دولة الإمارات والمملكة. تعزيز العلاقة من جانبه، رحب مهند بن عبد المحسن هلال بزيارة وفد «دافزا» إلى هيئة المدن الاقتصادية السعودية.. موضحاً أن العلاقة مع المنطقة الحرة بمطار دبي مستمرة منذ الجولة التي نظمتها الهيئة لوفد المنطقة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مطلع العام الحالي. وقال إن مذكرة التفاهم تعمل على تعزيز العلاقة بيننا بغرض التعاون في كل المجالات المتاحة بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.. مضيفاً أن «هذه الزيارة هي فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول آليات العمل المتبعة وأهم التحديات ورفع مستوى التنسيق بين الهيئة والمنطقة الحرة بمطار دبي». وبعد مراسم التوقيع عقد الأطراف ورشة عمل بالتعاون مع مدينة إعمار الاقتصادية - المطور لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية - لاستكشاف فرص التعاون وكيفية تطوير المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية عموماً وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تحديداً، الأمر الذي سينتج عنه مبادرات استراتيجية في المستقبل القريب لدعم المذكرة الموقعة وتحقيق غاياتها الاقتصادية. واختتم الوفد زيارته بجولة ميدانية في المدينة التي تضم ميناء الملك عبدالله ومنطقتين صناعية وسكنية ومنطقة أعمال مركزية والمنطقة الأكاديمية. تسهيل المعاملات تنص الاتفاقية على أن تقدم كل من دافزا وهيئة المدن الاقتصادية ما بوسعهما لتسهيل معاملات المستثمرين ضمن نطاقهما الجغرافي والذين يرغبون في توسعة أعمالهم التجارية. وتأتي هذه الاتفاقية استكمالاً للخطوات الناجحة التي أثمرت عن زيارة وفد هيئة المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية إلى دافزا في شهر يونيو الماضي، حيث اختارتها كنموذج يحتذى به في مجالات الاستثمار والتنمية الاقتصادية والخدمات الذكية التي تصب في صالح بناء اقتصاد قوي، وذلك نظراً لدور «دافزا» الريادي في مسيرة التنمية الاقتصادية وباعتبارها قوة دفع رئيسة لعجلة النمو التجاري في دولة الإمارات والمنطقة.