شدّد قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، أمس، على أنّ انتشار السلاح والمليشيات المسلحة خارج سلطة الدولة، خطر يهدد الحل السياسي للأزمة في البلاد. وشكّك حفتر في إمكانية نجاح الحوار السياسي الراهن، ملوحاً بوجود بدائل أخرى للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة. وقال حفتر إن الجيش لن يسمح لقوى الإرهاب بالنيل من أمن الشعب الليبي. وأكد حفتر ملاحقة الجماعات الإرهابية في كل مكان حتى القضاء عليها. وأكّد حفتر في كلمة له أمام المؤتمر الأمني الأول، الذي عقد بنغازي، أنّ القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ستكون رهن إشارة الشعب الليبي، موضحاً أنه لا شيء يطمئن المواطن بأن الحوار الجاري حالياً هو الحل. وأشار حفتر إلى أنّ القوات المسلحة تسيطر على المنطقة الممتدة من زوارة غربي طرابلس 60 كم عن حدود تونس، إلى مشارف الزاوية غربي طرابلس، مشيراً إلى أنّه لم يتبقَ سوى مدينة الزاوية، التي ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة تحت سيطرة الجيش، مردفاً: «الجيش الليبي فتح أبوابه منذ عام ونصف لكل من يؤيد الجيش، لدينا الكثير والكثير من الضباط والجنود، وسيساندوننا في تطهير مدنهم». وأشار حفتر إلى سيطرة الجيش على جميع المنطقة الغربية تقريباً، لافتاً إلى أنّ عناصر الإرهاب في المنطقة فروا جميعاً، والقليل منهم ما زال يختبئ في المناطق القليلة التي ستقع تحت سيطرة الجيش قريباً. كما أبرز حفتر أن الباب مفتوح على مصراعيه أمام الشعب لتحديد مصيره، في حال فشل الحوار في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. دعم للجيش على صعيد متصل، دعا المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، أبناء الشعب الليبي من عسكريين ومدنيين، لتطهير مدنهم وقراهم من العصابات والمليشيات ودعم الجيش. وطالب المجلس في بيان باقتفاء أثر صبراتة، بعد التحام أبناء الجيش مع الشعب، حتى تم تحريرها من العصابات الإرهابية. وأشار البيان إلى أن الحكومات المتعاقبة، فشلت خلال سبع سنوات عجاف، في حماية الشعب الليبي من الانتهاكات الجسيمة والجرائم المروعة التي تعرض لها الأطفال والشيوخ والنساء، فضلاً عن استنزاف الثروات الليبية غير المسبوق. استئناف حوار في الأثناء، انطلقت الجولة الثانية للحوار الليبي، والمفاوضات التي دعا إليها مبعوث الأمم المتحدة، غسان سلامة، بعد وصول كل الوفود المشاركة من طرابلس وبنغازي، على أن تتواصل حتى الثلاثاء المقبل. ومن المنتظر أن يخصص الجانب الأوفر من الحوار، لاقتراح تعديل المادة الثامنة من الاتفاق السياسي، بينما بحث الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، مع هيئات تمثل الطوارق والتبو والأمازيغ في ليبيا، التنمية المحلية والإدماج السياسي، والحقوق الدستورية لهذه المكونات. ووعد سلامة، خلال لقاء في مقر بعثة الأمم المتحدة بتونس مع ممثلي الطوارق والتبو والأمازيغ، بدعمهم لإقرار حقوقهم في الدستور، ودعم تنمية المناطق النائية، ومكافحة الهجرة غير القانونية والإرهاب. إلى ذلك، أكّد عضو كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب، جاب الله الشيباني، أنّ سلامة بدأ يسعى لتفصيل الاتفاق السياسي على مقاس شخصيات بعينها، مشيراً إلى أنّ سلامة قال في عدة لقاءات له، إنّ المجلس الرئاسي سيكون لمن يملكون قوة على الأرض، وذلك في تلميح لإقحام بعض الشخصيات وفرضها على الاتفاق السياسي، مشدداً على رفض هذا المبدأ.
مشاركة :