القطاع السياحي لاعب رئيس في «الاقتصاد الإماراتي الجديد»

  • 10/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزامناً مع الخطوات المتسارعة التي تخطوها نحو عصر ما بعد النفط وتنويع مصادر الدخل وترسيخ مكانتها الاقتصادية بين أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم برز القطاع السياحي كلاعب رئيس في هذا التنويع ليشكل دعامة محورية في ما يمكن تسميته بـ«الاقتصاد الإماراتي الجديد». ويقدر خبراء اقتصاديون ومسؤولون بالقطاع السياحي المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 170 مليار درهم، متوقعين أن يتجاوز عدد السائحين القادمين إلى الإمارات خلال عام 2017 مكتملاً الـ20 مليون سائح مؤكدين أن القطاع يتمتع بمعدلات نمو قوية ومتصاعدة منذ عدة سنوات. واستند الخبراء في توقعاتهم المتفائلة إلى عدة عوامل أهمها حجم الاستثمارات الضخم بالبنية التحتية للقطاع السياحي بمجالاته المختلفة خصوصاً في الترفيه والتسوق والأعمال والمؤتمرات، بالإضافة إلى مناخ الاستقرار والأمن الذي يتوافر بالدولة مع تطبيق استراتيجيات حكومية شاملة لزيادة الانتعاش في القطاع للمساهمة في إنجاح الجهود المبذولة في تنويع مصادر الدخل وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية بالناتج المحلي الإجمالي. تنافس وأكدوا أن هناك مؤشرات قوية تفيد بأن شتاء 2017 /‏‏‏‏2018 سيكون موسماً «ساخناً سياحياً» في الإمارات في ظل الارتفاع الكبير في حجوزات القطاع الفندقي لأفواج سياحية من داخل الدولة ومن كافة دول العالم، مشيرين إلى أن هذه الحجوزات بدأت مبكراً، فيما اشتدت حدة التنافس بين الفنادق العاملة بالدولة التي تسابقت في إطلاق العديد من البرامج الترويجية الجديدة المعدة خصيصاً لموسم الشتاء للسعي لزيادة عدد ليالي الإقامة الفندقية. وتوقعوا أن ترتفع التدفقات السياحية للدولة بنسب تتراوح بين 25% و30% خلال موسم الشتاء الجديد مقارنة بموسم الشتاء الماضي في ظل الطلب الكبير من قبل المقيمين داخل الدولة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على قضاء عطلات سياحية شتوية في الإمارات، مؤكدين أنه على الرغم من تسجيل زيادات ملحوظة بأعداد السائحين من مختلف دول العالم إلا أن السياحة الداخلية والخليجية تشكل العمود الفقري للسياحة الإماراتية وقاطرة نشاطها ونموها. حجوزات فاقت التوقعات وقال سعود محمد سلطان الدرمكي الرئيس التنفيذي لمؤسسة «بريمير للسفر والسياحة» إن كافة المؤشرات تؤكد أن دولة الإمارات ستشهد إقبالاً سياحياً كبيراً ومعدلات إشغال فندقية مرتفعة خلال الشتاء الجديد مع ارتفاع عدد النزلاء خصوصاً من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها والسياح الزائرين لها مؤكدا أن نسب الحجوزات المسجلة حتى الآن فاقت التوقعات. وأرجع هذا الإقبال الكبير إلى طرح العديد من العروض الترويجية والبرامج السياحية المتنوعة استناداً للمكانة التي أصبحت تتمتع بها دولة الإمارات كأفضل الوجهات السياحية انتعاشاً في ظل النمو الاقتصادي الذي تشهده ما يعكس التقدم الإيجابي للتنمية السياحية الشاملة الهادفة للوصول للسياحة المستدامة لتحقيق الأهداف المنشودة لاستراتيجية. وأشار إلى أن «بريمير للسفر والسياحة» أطلقت عدة برامج متكاملة لتنشيط السياحة الداخلية خلال الشتاء خصوصاً في الجزر الإماراتية المتنوعة التي تتميز بالجاذبية العالية وعلى رأسها جزيرة ياس. شمس الشتاء الدافئة من جانبه، توقع الخبير السياحي خلفان سعيد الشامسي أن يشهد موسم الشتاء استمراراً في الارتفاع القوي بإيرادات الإقامة الفندقية في الفنادق والشقق الفندقية بالدولة، موفراً دفعة قوية لقطاع الضيافة بالتزامن مع موجة الانتعاش التي يشهدها القطاع منذ فترة طويلة. وقال إن الطقس المعتدل في دولة الإمارات خلال فصل الشتاء من أهم العوامل التي ساهمت في خلق سوق سياحي متفرد محلياً بعيداً عن المناخ البارد والأحوال الجوية غير المناسبة في دول أوروبا وأميركا الشمالية، ما يعزز نمو أعداد السائحين القادمين من تلك البلدان للاستمتاع بشتاء الإمارات الدافئ مقارنة بالبرد القارس في بلدانهم في هذه الفترة من العام. أسعار تنافسية أما إيليني تسولاكو مدير عام فندق «الخالدية بالاس ريحان» فأكدت أن كافة المؤشرات تدل على أن موسم شتاء 2017 /‏‏‏‏2018 سيشهد انتعاشا كبيرا في كافة الفنادق العاملة في الدولة في ظل التنافس القوي الصحي في القطاع الفندقي لتوفير عروض بوسائل متعددة وبأشكال جذابة وأسعار تنافسية. وأكدت أن «الخالدية بالاس ريحان» استعد لاستقبال الموسم الجديد بباقات مميزة من العروض مشيرة إلى أن الفندق أطلق عروضاً تنافسية للإقامة والترفيه. وتوقعت إيليني تسولاكو أن تتجاوز نسب الإشغال الفندقي خلال الموسم الحالي المعدلات المرتفعة التي تم تسجيلها الموسم الماضي مرجعة توقعاتها إلى تنظيم فعاليات مهمة عديدة ومتنوعة خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام الجاري ويناير وفبراير ومارس وأبريل ومايو من العام المقبل. بداية الانتعاش وتوقع كمال فاخوري المدير التنفيذي لمجموعة «كريستال للفنادق والمنتجعات» أن تصل نسب الإشغال الفندقي بالدولة خلال معظم فترات الشتاء 90%، مشيرا إلى أن المجموعة أكملت استعداداتها لاستقبال موسم الشتاء الذي يتوقع أن يكون بداية لموسم الانتعاش بكافة الفنادق العاملة في الدولة نظرا لزيادة إقبال المواطنين والمقيمين بالدولة على ارتياد الفنادق في هذه الفترة للإقامة للاستفادة من البرامج التي تطلقها الفنادق خصوصاً في الشتاء. وجهة مثالية وقالت الخبيرة الفندقية نيفين عزت إنه من المتوقع أن يساهم تحسن المناخ في موسم الشتاء في رفع معدلات الإشغال في فنادق الدولة إلى مستويات ممتازة وأن تشهد الفترة المقبلة بشكل عام زيادة كبيرة في أعداد الأفواج السياحية القادمة للإمارات سواء بالنسبة لسياحة المعارض والمؤتمرات أو سياحة رجال الأعمال أو الأنواع الأخرى من السياحة، مؤكدة أن الإمارات دخلت مرحلة جديدة من الانتعاش السياحي، حيث يقصدها الزوار والسياح من مختلف بلدان العالم نتيجة لعمليات الترويج المكثفة للإمارات كمقصد سياحي واستثماري مهم على المستوى . وأضافت أن الإمارات تحولت إلى وجهة مثالية للسياح الذين يرغبون بقضاء عطلات قصيرة أو طويلة لتوافر خيارات متنوعة به تناسب مختلف الأذواق مع الاستمتاع بأروع المناظر، مشيرة إلى أن عملية الرواج السياحي في دولة الإمارات تصل ذروتها خلال شهور الشتاء بكافة الإمارات. حيث تستقطب أنماطاً مختلفة من السائحين من أجل الاستمتاع بما توفره الدولة من خدمات راقية كبلد سياحي مهم بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وطقسها المعتدل مع توافر خيارات التسوق لمختلف الطبقات الاجتماعية عالميا وتوافر البنية الأساسية الحديثة الراقية للسائحين من مطارات وموانئ ووسائل اتصالات ومواصلات، بالإضافة إلى وجود شواطئ رملية وخدمات متميزة والآثار التاريخية وانتشار الأمن والاستقرار وهي جميعاً عناصر مهمة وحيوية في عملية الجذب السياحي. المؤشرات الاولية تفيد المؤشرات الأولية أن المقيمين في الدولة سيحتلون المرتبة الأولى بنسبة تصل إلى 45% من إجمالي عدد السائحين ونزلاء الفنادق بالإمارات في شتاء 2017 /‏‏2018، فيما يأتي الخليجيون في المرتبة الثانية بنسبة متوقع أن تصل إلى 40%، يليهم الأوروبيون بنسبة بحدود 10% ثم العرب من غير الخليجيين والآسيويين وبقية الجنسيات بنسبة متوقعة بحدود 5%. 600 تشهد الحركة الجوية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية نشاطاً غير مسبوق في ظل كثافة الرحلات الجوية بين البلدين والتي وصلت إلى نحو 600 رحلة أسبوعياً موزعة على مختلف الناقلات. ويرجع نشاط الرحلات الجوية بين البلدين إلى مجموعة من العوامل منها تدفق الحركة السياحية، حيث تعتبر الإمارات الخيار الأول للعائلات الخليجية خاصة خلال الإجازات والأعياد التي يتجاوز فيها إشغال الرحلات إلى أكثر من 90% وهو ما يشجع الناقلات الإماراتية والسعودية على التوسع في رحلاتها بين البلدين سواء من حيث الوجهات أو عدد الرحلات أو أنواع الطائرات المستخدمة. فيما يعود السبب الآخر إلى نشاط العلاقات الاقتصادية وحركة التبادل التجاري التي يرفقها نشاط في الطلب على السفر. 39.2 بدأت السياحة الداخلية تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز نمو القطاع السياحي في الإمارات ومشاركته في الناتج الإجمالي للدولة، حيث بلغ حجم إنفاق سكان الدولة على السياحة الداخلية مع نهاية العام الماضي نحو 39.2 مليار درهم بنمو 1.3% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2015. وبات كثير من العائلات المقيمة في الدولة تفضل قضاء فترة الأعياد والإجازات داخل الدولة نتيجة لتنوع المنتج السياحي ووجود الفنادق بمختلف نجومها لا سيما الفنادق من فئة 5 نجوم التي تعتبر الخيار الأول للسياحة الداخلية، إضافة إلى الفنادق الاقتصادية والشقق الفندقية وهو ما يتناسب مع مختلف الشرائح المجتمعية. المخيمات الصحراوية تشهد المخيمات السياحية الصحراوية إقبالاً متزايداً من قبل السياح من مختلف الجنسيات تزامناً مع انطلاق موسم السياحة الشتوية، وتحظى سياحة السفاري في الامارات باهتمام كبير من قبل الوفود الزائرة، حيث تعتبر الصحـراء واحدة من أهم المزارات السياحية التــي تستقطــب كل عـام أعـداداً متزايـدة مـن السيـاح.

مشاركة :