بدور بنت سلطان القاسمي، المؤّسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، على أهميّة الشراكات الثقافية والأدبية في مدّ جسور التّواصل الثقافي والمعرفي، بين مختلف شعوب العالم. أثر علاقات التعاون والعمل المشترك في تفعيل دور المعرفة والعمل الإبداعي في تبادل الخبرات، وتعزيز سبل الحوار بين ثقافات العالم. وأعربت عن إيمانها بأن الشركات الثقافية والأدبية يُمكنها مد جسور التفاهم، ولعب دور بارز في تعزيز التعايش السلمي بين الثقافات، وأضافت: "يُسهم دعم الشراكات المختلفة، بهدف توقيع الاتفاقيات وبيع وشراء حقوق النشر والتوزيع مع مختلف الناشرين على المستوى العالمي، في فتح آفاق التبادل الثقافي أمام الناشرين، وتعريف الأطفال واليافعين في جميع دول العالم بثقافتنا وآدابنا وقصصنا العربية الشهيرة، فضلاً عن دورها كسفيرة للمحبة والسلام، ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في العالم". وأوضحت القاسمي أنّ جهودها أثمرت بتحول "كلمات" من دار نشرٍ محليّة صغيرة، إلى مجموعة نشرٍ دوليّةٍ كبيرة، تمتلك تراخيصَ للنّشر والتّوزيع في 54 دولةً حول العالم، وأشادت بمزايا الاتّفاقيات التي وقّعتْها "مجموعة كلمات" مع كبرى شركات النشر العالمية مثل "بلومزبيري"، و"كوارتو"، و"غاليمارد"، مشيرةً إلى أنّ هذه الشراكات عادت بالفائدة والمنفعة المتبادلة على جميع الأطراف. وتناولت القاسمي خلال الجلسة النقاشيّة مجموعة الفرص الاستثماريّة الخاصة بقطاع النشر المتوفرة في المنطقة بشكلٍ عام وفي إمارة الشارقة بشكلٍ خاص، في ضوء الإنجازات التي حقّقتها الإمارة وحصولها على لقب العاصمة العالميّة للكتاب لعام 2019، وإنشائها "مدينة الشارقة للنشر"، التي ستصبح أكبر منطقةٍ حرة للنّشر في العالم عند افتتاحها. وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة النقاشية مع القاسمي، ماركوس ليفر، المدير التنفيذي لمجموعة "كوارتو"، ونايجل نيوتن، المدير التنفيذي لدار "بلومزبيري" للنشر، وهيدويج باسكيت، رئيس دار "غاليمارد"، وأدارها بورتر أندرسون، رئيس تحرير "ببلشنغ بيرسبيكتيف". • صناعة النشر الإماراتية وعلى المنصة الدولية عن صناعة النشر في أبوظبي، تحدثت فيها شيخة المهيري مدير ادارة المكتبات في دار الكتب بالانابة مقدمة عرضا شاملا عن واقع نشر الكتاب والمبادرات الحكومية والخاصة التي تدعم هذه الصناعة، وناقشت مع الجمهور الدولي الذي يحضر معرض الكتاب الأكبر في العالم، آفاق النشر في الدولة. واعتبرت أن قطاع النشر والمعلومات شهد نمو كبيرا منذ 2013 وقد عزز ذلك عدد من المبادرات الحكومية الداعمة التي تم تطويرها في دائرة الثقافة والسياحة مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض العين للكتاب، والدور المهم الذي يلعبه مشروع كلمة للترجمة في نقل العناوين العالمية الى العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تقدر الكتب الفكرية، والجائزة العالمية للرواية العربية التي أسهمت في نقل الرواية العربية إلى مستويات عالمية، ومشروع قلم الموجه لنشر الأدب الإماراتي واحتضان الواعد من المواهب، والموسوعة الشعرية التي تضم عددا واسعا من قصائد الشعر العربية من مخلف العصور في مكتبة إلكترونية متاحة للجميع، والاصدارات المتخصصة في التراث والتاريخ الشفاهي الإماراتي وغيرها من إصدارات من قطاع الثقافة، إلى جانب شراكات مع أطراف أخرى في هذا القطاع الحيوي. وأشارت المهيري إلى مبادرات لنشر الكتب تقوم بها مؤسسات أخرى في أبوظبي مثل شركة أبوظبي للاعلام و twofour54 مع توجه واضح نحو النشر الإلكتروني، وأصبح أمام الجيل الصاعد من الكتاب قنوات نشر متنوعة في القطاع الخاص. ولفتت إلى بعض التشريعات المساندة لصناعة النشر حيث صادقت دولة الإمارات على القانون الدولي لحماية حقوق الملكية وتطبقه، كما أنها سنت قانونا للقراءة اعطاها أولوية غير مسبوقة، وهي أمور تؤشر إلى مستقبل مزدهر لصناعة النشر في الدولة، فحسب اتحاد الناشرين الإماراتيين يساهم قطاع النشر بـ820 مليون درهم في الاقتصاد الوطني، ويجرى العمل على زيادة هذه المساهمة بشكل تنافسي بين إمارات الدولة، حيث تضم الدولة 10 مناطق حرة؛ اثنتان منها مكرسة للأنشطة المتعلقة بالنشر، كما أن الشارقة قد تم اختيارها عاصمة للكتاب من قبل اليونسكو عام 2019، بينما تستضيف دبي حدثا عالميا ينشغل بالأدب على مدى 10 أيام متواصلة، في ظل دعم لا محدود للكتب والقراءة بحيث أصبحت المكتبات جزءًا من كل المؤسسات في أنحاء الدولة. واعتبرت المهيري أن الخبرات الفنية المساندة لعالم صناعة الكتاب أصبحت متوفرة بكثرة في الدولة، غير أن التحديات تبقى في ايجاد حلول لمشكلات ضعف توزيع الكتاب، ودعم المحتوى الإلكتروني، والاهتمام بالتوثيق بما في ذلك توفير معلومات عن الكتب مثل عروض الكتب. • البرنامج المهني ونظمت هيئة الشارقة للكتاب خلال مشاركتها سلسلة اجتماعات ولقاءات تنسيقية مع عدد من ممثلي دور النشر، وشركات الطباعة، ووكلاء الحقوق والترجمة، من الناشرين الغربيين ونظرائهم من مختلف دول العالم، عبروا خلالها عن رغبتهم في تطوير تعاونهم مع مؤسسات النشر والطباعة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي. وأكد أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب على أن معرض الشارقة لهذا العام يستقطب من خلال البرنامج المهني مشاركة أكثر من 300 ناشر ومتخصص في مجال الحقوق، والترجمة من مختلف دول العالم. ويتضمن البرنامج تعريف المشاركين بالمُختصين في مجال النشر في الدول العربية والأجنبية، إلى جانب عقد اتفاقيات بين المشاركين في البرنامج. يذكر أن "معرض فرانكفورت الدوليّ للكتاب" يجمع أكثر من 7150 عارضاً من 106 دولٍ، ويُنظّم 4000 فعالية مختلفة، وانطلق المعرض بشكله الحديث عام 1949، لكن عمره يتجاوز أربعة عقود، إذ تعود جذوره إلى القرنين السّادس عشر والسّابع عشر، عندما كانت فرانكفورت منبراً لتتويج أباطرة روما، ومركزاً ثقافياً لتوزيع الكتب في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية بالقارة الأوروبية. محمد الحمامصي
مشاركة :