عين عيسى (سوريا) (أ ف ب) - أعلنت قوات سوريا الديموقراطية الاحد بدء "المرحلة الاخيرة" من معركة الرقة، وذلك غداة خروج عدد من الجهاديين الاجانب من المعقل الابرز سابقا لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بموجب اتفاق. وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ اكثر من اربعة اشهر معارك لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة حيث لم يعد يسيطر سوى على مساحة لا تتجاوز عشرة في المئة. وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد لوكالة فرانس برس الأحد "نحن الآن في المرحلة الاخيرة من معركة الرقة". واعلنت قوات سوريا الديموقراطية في بيان بدء "معركة الشهيد عدنان أبو أمجد التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة". وأكدت القوات ان هذه المعركة "الحاسمة ستستمر حتى تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب". ويأتي الهجوم غداة التوصل الى اتفاق تسوية بوساطة مجلس الرقة المدني، الذي يضم ممثلين عن ابرز عشائر المحافظة، لاجلاء مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة. وبموجب الاتفاق خرج مساء السبت "قسم من (المقاتلين) الاجانب"، وفق ما قال المسؤول في مجلس الرقة المدني عمر علوش، من دون ان يتمكن من تحديد عددهم او الوجهة التي نقلوا اليها. ولكن من المرجح ان يكونوا توجهوا الى محافظة دير الزور (شرق) التي لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على نحو 50 في المئة منها. واضاف علوش ان مقاتلي التنظيم اخذوا معهم مدنيين "دروعا بشرية وخرجوا". وكان علوش أبلغ وكالة فرانس برس السبت أن اتفاق الإجلاء يشمل المقاتلين السوريين والأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية. ولا تزال بنود الاتفاق غير واضحة حتى الآن، في وقت أكد فيه مسؤولون محليون والتحالف الدولي ان الهدف من الاتفاق هو حماية المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في المدينة. - "القتال او الاستسلام" - ويأتي الهجوم الاخير في الرقة، وفق قوات سوريا الديموقراطية، بعدما "نجحت جهود مجلس الرقة المدني ووجهاء وشيوخ محافظة الرقة في إجلاء المدنيين المتبقين من المدينة وضمان استسلام 275 من المرتزقة المحليين مع عائلاتهم". وقال التحالف الدولي لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني الاحد انه من المرتقب خروج قافلة من الرقة "لتقليل عدد الضحايا المدنيين". واضاف ان "القافلة لم تخرج من المدينة حتى الآن"، ولكنها تستعد لذلك. واكد انها "تعني المدنيين العالقين في المدينة"، مشيرا الى عدم امكانيته تأكيد تقارير حول ما اذا كان المقاتلون المحليون في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية بين المزمع مغادرتهم. وكان التحالف الدولي اكد في وقت سابق ان المقاتلين الاجانب في التنظيم ممنوعون من مغادرة الرقة. وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون لفرانس برس الاحد "نحن مصرون على عدم السماح للمقاتلين الاجانب بمغادرة المدينة"، مضيفا "موقفنا كان ان يبقوا ويقاتلوا او يستسلموا من دون شروط". واضاف "آخر ما نريده هو ان نرى المقاتلين الاجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة الى بلادهم للتسبب بالمزيد من الرعب"، مؤكدا في الوقت ذاته ان التسوية التي تم التوصل اليها تعد "حلا محليا". وقال "قد لا نتفق بالكامل مع حلفائنا في بعض الاحيان، ولكن علينا ان نحترم الحلول التي يقدمونها لبعض القضايا". - "معارك صعبة" - وقدّر التحالف الدولي عدد الجهاديين الذين لا يزالون متواجدين في المدينة بـ"300 الى 500 ارهابي"، من دون ان يتمكن من تحديد جنسياتهم او ما اذا كانوا مقاتلين اجانب او مقاتلين سوريين محليين. وتوقّع التحالف "معارك صعبة خلال الايام المقبلة". وفي اطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران/يونيو في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على 90 في المئة منها، فيما "تدور المعارك في المساحة المتبقية" التي تتضمن احياء في وسط وشمال المدينة. وكان نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، قال لوكالة فرانس برس السبت ان "+داعش+ على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام". ويدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديموقراطية. ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار. وتحدثت آخر تقديرات للامم المتحدة عن نحو ثمانية آلاف مدني عالقين في المدينة وغالبيتهم باتوا دروعا بشرية للجهاديين. واكدت شيخ احمد لفرانس برس ان العديد من المدنيين تمكنوا من الفرار مؤخرا بموجب تسوية مجلس الرقة المدني. وقالت "هناك اعداد قليلة جدا (متبقية)، وهم يتوجهون باتجاه قواتنا في اي فرصة تتاح لهم"، مؤكدة ان قوات سوريا الديموقراطية "تقوم بتأمين ممر آمن لهم". ولن تكون خسارة تنظيم الدولة الاسلامية للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق، الدولتين اللتين اعلن فيهما "الخلافة الاسلامية" في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.مايا جبيلي © 2017 AFP
مشاركة :