الزي التنكّري يؤذي طفلك من عمر سنتين إلى ثلاث

  • 10/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لعبة «التنكّر» ليست مضرّة بالأطفال، ولكن في سنّ بناء الهويّة، يصبح اللعب بصورة الطفل مسألة صعبة، بل مقلقة أيضاً. لذا لا تتمادي كثيراً. تريدين إلباس طفلك البالغ من العمر 30 شهراً زيّ شيطانٍ صغير في إحدى المناسبات. حضّرت التفاصيل من الألف إلى الياء: العباءة السوداء والحمراء، والذيل المشقوق، والأذنان المدبّبتان... تلبسينه بحماسة وتضعينه أمام المرآة وفجأةً، يجهش بالبكاء! يقلقك ردّ فعله، تسألين نفسك: ألم يدرِ أنّ ما يرتديه مجرّد زيّ؟ ألم يفهم أنّه يتحوّل مؤقّتاً إلى شخصيّةٍ خياليّةٍ بهدف اللعب والضحك ليس إلّا؟ صورة هشّة عن نفسه يقول الخبراء إنّ الطفل البالغ من العمر أقلّ من ثلاث سنوات لم يبنِ بعد شخصيّته، لذا لا يعنيه أن يستبدل أخرى بها، فالزيّ التنكّري يمتّع الأهل وليس الطفل. بين السنتين والثلاث سنوات من عمر الطفل، يعتبر الأخير محاولاته في التنكّر ألعاباً يكتشف عبرها هويّته: فتنتعل الفتاة الكعوب العالية الخاصّة بأمّها، والصبيّ يرتدي نظّارة والده وساعته. يكون الطفل في خضمّ بناء شخصيّته وتحديدها ليصل إلى «الأنا» التي يختارها. ويتدخّل الأهل في اعتراف الطفل بذاته عندما يغيّرون فجأةً مظهره. فالتنكّر يشوّش صورته غير المكتملة عن نفسه لأنّه يخاف أن يرى نفسه يتحوّل إلى شخصٍ آخر أو شخصيّةٍ أخرى! خصوصاً أنّه لا يعرف أي ماض أو مستقبل، ويعيش في الحاضر والفوريّة. لما كان الأهل لا ينفكّون يقولون له إنّه يتغيّر ويكبر، فيظنّ الطفل أنّ هذا الأنف الأحمر الذي ظهر فجأةً في وسط وجهه خلال التنكّر سيبقى معه إلى الأبد! مع هذا، يرى الطفل الكبار يتحضّرون للحفلات ويتمنّى مشاركتهم. لذا ينصح الخبراء الأهل بأن يتعاملوا معه بحذرٍ شديدٍ فيضعونه إزاء المرآة ويشرحون له ما يفعلونه ويتقدّمون خطوةً تلو الأخرى بتأنٍّ. على سبيل المثال، إذا كان الطفل سيتنكّر بزيّ قطٍّ، بعد موافقته على هذا الخيار طبعاً، يبدأ الأهل برسم شاربين صغيرين له. لا داعي لطلاء وجهه بالأكمل لأنّ عليه تمييز نفسه خلف هذا التنكّر. وفي حال لم يرد ذلك فلا داعي للإصرار عليه. حذر من أزياء الآخرين التنكّريّة يقف الطفل في حفلاته التنكّريّة الأولى إزاء الأزياء التي يختارها إخوته أو أقرباؤه أو جيرانه، لذا لا يجب أن تتركيه وحيداً يواجه هذه الشخصيّات الغريبة عنه، من السحرة إلى الوحوش، لأنّه قد يصل إلى حالة هلع. رافقيه واطلبي من الأولاد إزالة أقنعتهم كي يعرفهم. تستطيعين أيضاً اللعب معه من خلال التنكّر البسيط كارتداء عباءةٍ أو قبّعةٍ أو ما شابه. ومجرّد أن يكتمل بناء شخصيّته، يتحمّس الطفل ليتّخذ شخصيّة البطل الخارق أو الأميرة الساحرة، فهو حين يبلغ من العمر أربع سنوات، ينشّط التنكّر مخيّلته ويسمح له بالحلم وهذه عمليّة بنّاءة للغاية.

مشاركة :