لا تغلق السينما المصرية أبوابها في وجه أبنائها من الفنانين مهما طالت فترات الغياب لأسباب مُختلفة، فعقب الثورات العربية ابتعدت عن الساحة السينمائية أسماء عدة بعضها بسبب الانخراط في العمل السياسي مثل المخرج خالد يوسف الذي ترشح للبرلمان المصري، أو جراء تصريحات سياسية أوقعت أصحابها في مشاكل كثيرة، وعرّضتهم لانتقادات حادة ممن يخالفونهم في الرأي. ولكن عودة هؤلاء لم تكن مستحيلة. أحدث العائدين إلى السينما المصرية المُخرج خالد يوسف بعد غياب دام ست سنوات كاملة، منذ آخر أعماله السينمائية «كف القمر» إنتاج عام 2011. ويأتي قرار العودة من خلال عمل سينمائي بعنوان «كارما» يشارك في بطولته نجوم كثيرون أبرزهم خالد الصاوي، وغادة عبد الرازق، وعمرو سعد، ودلال عبد العزيز، وزينة. ويدور الفيلم حول الفوارق في المجتمع المصري بين الطبقات، بالإضافة إلى قضية الفتنة الطائفية، ويشهد التعاون الرابع بين المُخرج خالد يوسف والفنان عمرو سعد بطل العمل، بعد ثلاثة أفلام هي «خيانة مشروعة»، و«دكان شحاتة»، و«حين ميسرة»، كذلك يشهد انتهاء الخلافات بين المُخرج والفنانة المصرية غادة عبد الرازق التي دامت سنوات منذ آخر أعمالهما «حين ميسرة». في هذا السياق، قال يوسف إنه سعيد بالعودة إلى الفن، مؤكداً أنها ستكون عودة كاملة عقب انتهاء الفترة البرلمانية الراهنة. وأوضح أن لكل فترة إيجابيات وسلبيات وهو ليس نادماً على أي أمر، مضيفاً أنه سعيد بالتعاون مع الشركة المُنتجة «الحبتور للاستثمار» التي ستشكِّل إضافة إلى السينما المصرية، كما أشار. وفي السياق نفسه، استطاع «الشيخ جاكسون» الذي شارك في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، وترشح لمسابقة الأوسكار أن يعود بالممثلة المصرية بسمة بعد غياب طويل عن الساحة الفنية بدور صغير منذ آخر أعمالها «واحد صحيح « مع الممثل هاني سلامة عام 2011. وكان الغياب برفقة زوجها السياسي البارز عمرو حمزاوي وإقامتها في الخارج بسبب بعض آرائها السياسية ومضايقات البعض لها آنذاك، كما قالت، ذلك قبل أن تقرر العودة إلى الفن من خلال «الشيخ جاكسون» مع المُخرج عمرو سلامة، وهي كانت شاركت المُخرج عمرو سلامة في تقديم أولى تجاربه السينمائية «زي النهاردة» عام 2008. من الفنانين الذين كانوا غابوا بسبب آرائهم السياسية أحمد عيد، ولكنه عاد خلال يناير الماضي بفيلمه الجديد «ياباني أصلي» ليكسر حالة الغياب منذ عام 2012 حينما قدّم آخر أعماله «حظ سعيد». رأي النقد تقول الناقدة ماجدة موريس إن السينما تفتح أبوابها للفن ولا تأخذ بالمواقف السياسية والحكم يعود إلى الجمهور في جودة العمل الفني من عدمها، ومن حق الفنان التعبير عن رأيه كمواطن. ولكن عند عودة الفنان، هل يبقى الجمهور متأثراً بتلك الآراء السياسية؟ تجيب موريس: «لا يجب أن يتأثر، لأن لكل منا وجهة نظره المختلفة في الأمور السياسية، فالجمهور يهمه الأعمال الفنية، ويفهم جيداً الرسالة التي تحملها». وتؤكد الناقدة أن آراء الفنان السياسية لا تعبِّر سوى عن وجهة نظره، وهو من يتحمّل نتائجها ولا يجب أن يضعها الجمهور كميزان للحكم على العمل الفني.
مشاركة :