السطل العربي

  • 8/28/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استطاعت الحملة التي تعرف بـ"تحدي الثلج" أن تحقق أكثر من 70 مليون دولار كتبرعات لصالح منظمة "اي ال أس"، التي تعنى بمكافحة "داء شاركو" أو المرض العصبي الذي يؤدي إلى تآكل الخلايا العصبية المسؤولة عن حركة الأعضاء والأجهزة البيولوجية في الجسم البشري، وبالتالي الموت، وذلك في بادرة عالمية عملت على إشعار الإنسان الذي لا يعاني من هذا المرض بالشعور الصعب الذي يشعر به المريض والألم القاسي الذي يتجرعه، كل ذلك بهدف خلق التعاطف معهم ودعمهم وتفهم طبيعة الصراع الذي يواجهونه. إلا أن الشاب البريطاني البالغ من العمر 18 ربيعا "كاميرون لانكاستر"، دفع حياته ثمناً لهذا التحدي وذلك بعد أن سقط في المياه العميقة بمدينة إنفيركيثينج أثناء قضائه يوما برفقة مجموعة من أصدقائه، ليطرح العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت مثل هذه الحملات تضع في عين الاعتبار الفروقات الجسدية للأشخاص، وأهمية التأكد من مدى ملاءمة مثل هذه الحملات مع الجميع. في عالمنا العربي خرجت مجموعة من الفنانين من أمثال راغب علامة، وفيفي عبده، ومايا دياب، ليقوموا أمام الكاميرات بقبول تحدي الثلج في وقت قام نجم الكرة والمدرب سامي الجابر بقبول التحدي، وكذلك كل من محمد نور لاعب الاتحاد، ومحمد الشلهوب لاعب الهلال، والفنان فايز المالكي ليؤذن بأن تتحول هذه الظاهرة العالمية إلى موضة محلية يتسارع باتجاهها المشاهير، ولكن دون أن يكون واضحا ما إذا كان حماسهم هذا فعلا لدواعي دعم المرض عالميا أم هو لمجرد الترويج الإعلامي والوجود في شبكات التواصل الاجتماعي. فنانو فلسطين ومن وحي معاناة أهلنا في غزة خرجوا علينا بتعديلهم الخاص، حيث حولوا الثلج لتراب من خلال حملة "سطل التراب"، وهي بادرة لا شك أنها تحمل في رمزيتها ما تحمله من قيمة التراب الفلسطيني لنا جميعا، إلا أنني وكمراقب محايد عليّ أن أقول بأن الدعم المأمول تحقيقه من مثل هذه الحملة المقلدة لا يمكن له للأسف أن يترك أثرا في تخفيف المعاناة الغزاوية ماديا أو سياسيا، إلا ربما إذا نظرنا لها باعتبارها ترويجا لصرخة استجداء لست مقتنعا أن غيرنا سيسمعها. كتبت سابقا أن لدينا مشكلة في الابتكار والإبداع التسويقي وقدرتنا على استخدام هذا النمط التأثيري على محيطنا، فإن كنا غير قادرين على ابتكار وتشجيع الإبداع العربي لدعم قضايانا الجوهرية فكيف لنا أن نستقل اقتصاديا ومعيشيا عن الغرب؛ كما يطالب دعاة المقاطعة!!

مشاركة :