قصة 217 «فاروق» طلبوا تغيير أسماءهم بسبب الملك: «اللي عمله خلاني مكسوف من نفسي»

  • 10/16/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مجلة «الاثنين والدنيا» بتاريخ 8 سبتمبر عام 1952، في تقرير يحمل عنوان «217 فاروق يغيرون أسماءهم»، عن واقعة شهدها المجتمع المصري عقب نجاح ثورة يوليو وعزل الملك فاروق من منصبه، باتخاذ عدد كبير ممن اسمائهم «فاروق» قرارا بتغييرها، في سلوك اعتبروه مناصرًا للثورة، حيث توجهوا جميعا إلى «مكتب الصحة» وسألوا الموظفين عن الإجراءات وبدأوا في اتباعها. بدأت الواقعة بقصة حكتها المجلة في صفحاتها، عن شاب ذهب إلى وزارة الصحة يسأل عن الطريقة التى تتبع لتغيير الاسم، فقال له أحد الموظفين: «وعاوز تغير اسمك ليه؟!»، فرد: «علشان خاطر اللى حصل»، فعلق الموظف: «وإيه اللى هو اللى حصل؟»، ليتعجب المواطن قائلا: «بقى لسه لغاية دى الوقت ماعرفتيش إن مصر استقلت؟». ضحك الموظف لمنطق ابن البلد، الذى استطرد يقول وهو يضحك بدوره: «بقى اسمع يا حضرة، الموضوع وما فيه أن اسمى (فاروق)، واللى عمله الملك السابق فاروق مش كويس أبدًا، وخلانى انكسف من اسمى، وأنا دلوقت عاوز أغير اسمى». وأعجب الموظف بوطنية الشاب، فشرح له الإجراءات التى تتبع لتغيير الاسم من نشر الإعلان فى الصحف، إلى محو الاسم من سجلات الوزارة، وتدوين الاسم الجديد بدلا منه. سرعان ما انتقلت القصة الصغيرة من مكتب هذا الموظف إلى مكاتب زملائه، ومن ديوان وزارة الصحة إلى دواوين الوزارات الأخرى، ثم تبين أن هذا الشاب الناقم على اسمه، ليس هو أول «فاروق» يخجل من اسمه ويسعى إلى تغييره، فقد سبقه إلى هذه المحاولة عشرات وعشرات، كان كل منهم يتقدم بطلبه إلى مكتب الصحة، مع رجائه الحار فى أن يتم ذلك فى أقرب وقت، مهما يكن الثمن باهظًا. وعلى الرغم من أن جميع الذين كانوا يحملون اسم الملك فاروق، كانوا -فى أول الأمر- يتيمنون به، فقد كان هذا الاسم دائمًا مصدر متاعب لهم، وكان دائمًا نقمة عليهم، وعلى أصدقائهم، على حد ما قالته مجلة «الإثنين والدنيا». وأنهت المجلة تقريرها، بأنه طلبات من يريدون تغيير أسمائهم من «فاروق» إلى أسماء أخرى، بلغت 217 طلبا، والبقية تأتي، على حد تأكيدها.

مشاركة :