ترتبط دولة قطر وماليزيا على مدى 43 عاماً بعلاقات ثنائية متطورة، يميزها طابع التعاون في مجال الطاقة والاقتصاد والاستثمار، وقد أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1974 على أساس التمثيل غير المقيم، حيث قامت سفارة دولة قطر في إندونيسيا بتمثيل الدولة.ومنذ ذلك الحين تعززت العلاقات بين قيادتي البلدين التي تميزت بالثقة المتبادلة، مما ساعد على توسيع وتطوير العلاقات السياسية والتجارية والسياحية والمصالح الأخرى بين البلدين، واتفق الطرفان على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى سفارة مقيمة عام 2004 إثر ترؤس دولة قطر لقمة منظمة التعاون الإسلامي للفترة من 2000 ـ 2003، والذي أعقبه قيام ماليزيا برئاستها للفترة من 2003 2006، وباشرت سفارة دولة قطر عملها بصفة مقيمة اعتباراً من سبتمبر 2004. وهناك محطات إضاءة كثيرة في مسار العلاقات القطرية الماليزية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، والتي شكلت مرتكزات هامة للتقدم بها على نحو لافت، سواء في مجال التعاون الدبلوماسي أو الاقتصادي أو الاستثماري والتجاري والثقافي وغيرها من المجالات الحيوية الهامة. وقد تعززت هذه المسارات في حقل العلاقات الثنائية منذ زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لماليزيا عام 2009، ومن ثم زيارة الملك الواثق بالله تنكو ميزان زين العابدين ملك مملكة ماليزيا في ذاك الوقت لدولة قطر عام 2010، وتوجت هذه العلاقات خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لماليزيا عام 2015، وهي زيارة تاريخية أثرت بشكل كبير في مسار التعاون الثنائي بين البلدين. كما شاركت دولة قطر في حفل مراسم تنصيب صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس، الملك الخامس عشر لماليزيا، بالقصر الملكي في كوالالمبور يوم 25 أبريل الماضي. التسهيلات القطرية فيما وصف نائب رئيس الوزراء الماليزي الدكتور أحمد زاهد حميدي زيارته الرسمية للدوحة خلال شهر فبراير الماضي بأنها إيجابية للغاية، كما أشاد بالتسهيلات التي تقدمها الحكومة القطرية للماليزيين، ومنها الإعفاء من رسوم التأشيرة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر للزوار الماليزيين لدولة قطر، كما أعرب في تصريحات له في يوليو الماضي عن أمله بأن يفتح المجال للشركات الماليزية للمشاركة في مشاريع التطوير بقطر، لا سيما وهي تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم 2022. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وماليزيا نحو 1.1 مليار دولار، وهناك جهود كبيرة لتعزيز التجارة البينية ورفعها إلى معدلات أكبر وتمثل الصادرات الماليزية الآلات والأجهزة الإلكترونية، المنتجات الخشبية، الآلات والمعدات الكهربائية، المنتجات المعدنية، ووسائل التنقل وما يتعلق بها، بينما تنحصر الواردات الأساسية الماليزية في المواد البترولية والكيميائية ومنتجات الألومنيوم والآلات والمعدات الخفيفة، وقد تطورت التجارة بين البلدين، حيث زادت بنسبة 188 % ومن المتوقع زيادتها خلال الفترة المقبلة. كما تساهم ماليزيا من خلال شركاتها في تطوير البنية التحتية في قطر، حيث توجد 15 شركة ماليزية تعمل في قطر في قطاعات مختلفة. الجانب الاقتصادي وفى الجانب الاقتصادي بحثت غرفة تجارة وصناعة قطر مع وفد ماليزي زار الدوحة العام الماضي، سبل تعزيز التعاون التجاري بالعديد من المجالات المختلفة على رأسها إنتاج وتصنيع منتجات الأخشاب. وفي هذا الإطار قال السيد محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر، إن مجتمع الأعمال القطري يرحب بالاستثمارات الماليزية والتي تغطي قطاعات المشاريع التي تنفذها الدولة، خاصة وأن هناك طفرة كبيرة في قطاع البناء والإنشاءات في قطر، وما تتطلبه من استخدام المنتجات الخشبية بكافة أنواعها على نطاق واسع، مؤكداً أن مناخ الأعمال بالدولة يستوعب وجود شراكات بين الشركات القطرية والماليزية في مجال تجارة المفروشات والأخشاب والعود، وذلك لتمتع الدوحة ببيئة مشجعة على الاستثمار. فيما أبدى أعضاء الوفد الزائر اهتمامهم بالتعرف على متطلبات السوق القطري، وطرح منتجاتهم فيه من الأثاث الخشبي والأبواب والإطارات الخشبية وأخشاب الصوان والحبيبي والعود والمركبات الخشبية الهندسية والبلاستيكية. وفي الجانب الثقافي وقعت جامعة قطر ممثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية اتفاقية تعاون مع جامعة مالايا الماليزية، وذلك بهدف تعزيز التعاون بين المؤسستين في مجال التعليم والبحث العلمي ، وبموجب الاتفاقية ستقوم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر بالتعاون مع أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا، بتنظيم الأنشطة الأكاديمية والبحثية المشتركة، وتبادل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين، كما تتضمن الاتفاقية تبادل المنشورات، والتقارير وغيرها من المواد والمعلومات الأكاديمية بين المؤسستين. وفي الجانب السياسي تقف دولة قطر وماليزيا على خط واحد من الوضع المتأزم في المنطقة، حيث أكد الجانبان في أكثر من مناسبة على ضرورة الوصول إلى حل سلمي لكافة هذه القضايا، خصوصاً القضية الفلسطينية، وثمنت القيادة السياسية في ماليزيا موقف قطر في دعم هذه القضايا من أجل تجنيب الشعوب مزيداً من القتل والتشريد ودعم الحق الفلسطيني.;
مشاركة :