الأمم المتحدة: نظام الأسد و«دولة البغدادي» يرتكبان جرائم حرب

  • 8/28/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال محققون يتبعون الأمم المتحدة الأربعاء: إن الحكومة السورية وتنظيم دولة البغدادي يرتكبان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بينهما. وقال المحققون: إن قوات دولة البغدادي في شمال سوريا تنفذ حملة لبث الخوف تشمل بتر الأطراف والإعدام العلني والجلد. كما ذكر المحققون في تقرير من 45 صفحة صدر في جنيف أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال شهر ابريل، وارتكبت جرائم حرب أخرى تستوجب ملاحقتها قضائيا. وجاء في التقرير: "العنف استشرى متجاوزا حدود الجمهورية العربية السورية والتطرف بات يغذي الوحشية المتزايدة التي يتسم بها الصراع". ويشهد عدد الوفيات في السجون السورية ارتفاعا، كما يدعم تحليل الخبراء لنحو 26948 صورة، يقال إنها التقطت داخل مراكز احتجاز حكومية بين عامي 2011 و2013 "النتائج التي تم التوصل إليها منذ فترة طويلة بشأن التعذيب المنهجي ووفيات المحتجزين". وأضاف التقرير: "عادة ما يعقب الهدنات القسرية - وهي علامة على استراتيجية الحكومة في الحصار والقصف - اعتقالات جماعية لرجال في سن القتال ويختفي كثير منهم". وهذا هو ثامن تقرير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل ثلاثة أعوام، ويستند إلى 480 مقابلة وأدلة موثقة جمعها فريق اللجنة الذي يحاول بناء قضية بهدف الملاحقة الجنائية في المستقبل. وذكر التقرير أن تنظيم دولة البغدادي - الذي يجتاح العراق أيضا في مسعاه لإقامة دولة خلافة عبر الحدود - استطاع أن يجتذب مقاتلين أجانب لديهم قدر أكبر من الخبرة وتحركهم العقيدة وبسط سيطرته على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا ولا سيما في محافظة دير الزور الغنية بالنفط. وقال التقرير: "عمليات الإعدام في ساحات عامة أصبحت مشهدا معتادا أيام الجمعة في مدينة الرقة والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب". وتابع: "يشهد أطفال عمليات الإعدام هذه التي تكون بقطع الرقاب أو إطلاق النار على الرأس من مسافة قريبة.. يتم عرض الجثث في مكان عام وتعلق في أحيان كثيرة على صلبان قرابة ثلاثة أيام لتكون تحذيرا للسكان المحليين". وقال التقرير: إن قوات تنظيم دولة البغدادي ارتكبت جرائم التعذيب والقتل وأفعالا ترقى إلى الخطف والتهجير، في إطار هجمات على مدنيين في محافظتي حلب والرقة تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية. وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة في بيان: "تنظيم دولة البغدادي يمثل خطرا واضحا وقائما على المدنيين، ولا سيما الأقليات تحت سيطرته في سوريا والمنطقة". ووضع المحققون ومن بينهم كارلا ديل بونتي المدعية السابقة بالأمم المتحدة أربع قوائم سرية تضم أسماء مشتبه بهم يعتقد أعضاء اللجنة أنهم ينبغي أن يمثلوا أمام العدالة الدولية. وجدد المحققون في التقرير دعوتهم لمجلس الأمن الدولي لإحالة الانتهاكات في سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية. وقال بينيرو: "ينبغي أن تكون المحاسبة جزءا من أي تسوية في المستقبل، إذا كانت ستتمخض عن سلام دائم. أزهقت أرواح الكثير من الناس ودمرت حياتهم". 15 ألف مقاتل وفي سياق متصل، قدرت الحكومة الألمانية قوام ميليشات تنظيم "دولة البغدادي بنحو 15 ألف مقاتل. وجاء في رد وزارة الخارجية الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار"، والذي أعلن عنه اليوم الأربعاء، أنه يوجد في العراق وحدها نحو سبعة آلاف مقاتل من تنظيم "دولة البغدادي"، بينما يتراوح عددهم في سوريا بين 3 و8 آلاف مقاتل. وفي الوقت نفسه أشارت الوزارة إلى وجود "تفاوت" كبير في تلك التقديرات نظرا لتجنيد التنظيم لعناصر جديدة أو فقدانه عناصر تعرضت للقتل أو الأسر. وبحسب بيانات الوزارة، يمول التنظيم نفسه من إيرادات حقول النفط وعمليات الاختطاف ونزع الملكيات وفرض الإتاوات والتبرعات. من جانبها، اكدت الولايات المتحدة الثلاثاء مقتل اميركي كان يقاتل الى جانب تنظيم "دولة البغدادي" في سوريا، ليعزز ذلك مخاوفها بشأن الاجانب الذين يلتحقون بالتنظيمات المتشددة في الشرق الاوسط. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كاثلين هايدن في بيان مقتضب: "كنا على علم بوجود المواطن الاميركي دوغلاس ماك ارثر ماكين في سوريا، ويمكن ان نؤكد وفاته". واضافت: "سنستمر في استعمال كافة الوسائل التي نملكها لثني اشخاص عن التوجه الى الخارج والانضمام الى الجهاد العنيف وملاحقة العائدين". واعتنق ماكين (33 عاما) الاسلام منذ حوالى عشر سنوات، وقتل في معارك ضد "جبهة النصرة"، وفق ما نقلت وسائل اعلام اميركية. وكان ماكين في شبابه من هواة موسيقى الراب وكرة السلة في كاليفورنيا. وكانت هايدن ترد على معلومات ذكرتها محطتا "ان بي سي" و"سي ان ان" اللتان قالتا: ان ماكين قتل نهاية الاسبوع الماضي خلال مواجهات بين مجموعات سورية متنافسة. وابلغت وزارة الخارجية الاميركية عائلة ماكين بمقتله الاثنين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي: ان الحكومة على "اتصال مع العائلة وتقدم لها المساعدة القنصلية المتاحة". وبحسب "ان بي سي"، فإن ماكين كان يحمل معه 800 دولار وجواز سفره الاميركي حين قتل. ونقلت عن ناشط قوله: ان ماكين كان ضمن مجموعة من ثلاثة مقاتلين اجانب في "دولة البغدادي" قتلوا خلال المعارك. من جهته، قال مسؤول في الادارة الاميركية لـ"ان بي سي": ان "التهديد الذي نخشاه كثيرا هو ان يعود مقاتلون مثله الى الولايات المتحدة ليرتكبوا الاعمال الارهابية". والاسبوع الماضي قال مسؤولون اميركيون لوكالة فرانس برس: ان اكثر من 100 مواطن اميركي توجهوا للقتال في سوريا او حاولوا ذلك. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت الخميس ان ما لا يقل عن 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين دولة توجهوا الى سوريا منذ بدء النزاع قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف بينهم "عدد صغير من الاميركيين".

مشاركة :