عواصم (وكالات) أعلنت الحكومة الصومالية، أمس، أن حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة، الذي استهدف تقاطع «كاي 5» بحي هودان التجاري المكتظ في مقديشو السبت الماضي، وصل إلى 276 قتيلاً، بالإضافة إلى إصابة 300 آخرين، وفقدان العشرات، بينما قال عبد القادر عبد الرحمن، مدير خدمة إسعاف بالعاصمة الصومالية: «إن عدد القتلى جراء التفجيرين اللذين وقعا أمام فندق سفاري، ومنطقة المدينة المنورة، حصدت أكثر من 300 قتيل»، مضيفاً أن عديد القتلى قد يرتفع نظراً لوجود عدد من المفقودين. وقال وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث بالصومال ماريان قاسم: «هذه الأرقام مرشحة للزيادة، في ظل استمرار إنقاذ ضحايا من تحت الأنقاض» واصفاً الهجوم بـ«الكارثة الوطنية». وأضاف قاسم في بيان: «إن الحكومة الصومالية دشنت مركزاً لإدارة عمليات للطوارئ أمس للمساعدة في التعرف إلى الضحايا، وتنسيق المساعدة الطبية، وتوفير الدعم اللوجستي». وجاء في بيان الحكومة أنه تم دفن ما لا يقل عن 111 جثة، وذلك بعد تعذر التعرف إليها من شدة الحروق التي لحقت بها. وبدأ سكان العاصمة منذ أمس الأول، بتقاسم أسماء وصور أقاربهم المفقودين على فيسبوك. وقال عبد الله نور الدين، أحد سكان مقديشو أمس: «مضى أكثر من 24 ساعة حتى الآن، ولا نعرف أي معلومة عن شقيقة أحد أصدقائي. يمكن أن نفترض أنها ماتت وأن بقاياها في مكان ما بين الجثث المحترقة». وذكرت الممرضة أيان محمد في مستشفى المدينة أنها رأت أشخاصاً ينهارون لدى مجيئهم إلى المستشفى بحثاً عن ذويهم بين الجثث. وأضافت: «أصيب البعض بالجنون بسبب ما رأوا. وتعرف البعض إلى ذويهم من أصابعهم وأجزاء صغيرة من جثثهم وانفجروا بالبكاء. لم أر في حياتي مشهداً رهيباً إلى هذا الحد». ووقع التفجير الانتحاري الدامي عند التقاطع الذي عادة ما يكون مكتظاً بالسيارات والحافلات والسيارات الأخرى، حيث توجد فنادق ومطاعم ومحال تجارية ومبانٍ حكومية. وقدر لـ«فرانس برس» أن زنة المتفجرات المستخدمة في التفجير تبلغ 500 كلج. ووصلت طائرة تركية لمقديشو أمس، من أجل توصيل مساعدات غذائية، وإجلاء 34 شخصاً لتلقى العلاج في تركيا، بحسب ما قاله الهلال الأحمر التركي. وتواصلت الإدانات للاعتداء المروع، إذ بعث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برقية عزاء ومواساة للرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، قائلاً فيها: «تلقيت ببالغ الألم نبأ التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في مقديشو، وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، وأبعث لفخامتكم ولأسر الضحايا وللشعب الصومالي الشقيق أحر التعازي والمواساة، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظكم من كل مكروه». من جهته، أعرب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن تعازيه للرئيس الصومالي في ضحايا التفجيرين الإرهابيين، معبراً في برقية عن إدانة المملكة واستنكارها للعمل الإرهابي. كما دانت الكويت والأردن وإسبانيا والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» بشدة، الاعتداءات الإرهابية، مؤكدة رفضها المبدئي والثابت الرافض لأعمال العنف والإرهاب كافة. «البنتاجون» تعرض تعزيز دعمها العسكري للصومال واشنطن (أ ف ب) أبدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» استعدادها لتعزيز دعمها العسكري للحكومة الصومالية بعد الاعتداء الإرهابي الدامي في مقديشو. وقالت متحدثة باسم البنتاجون أمس «سنكون مستعدين لدعم الحكومة الصومالية حين تطلب ذلك.. نحن ندرس ما يمكن أن نقدمه لهم». ونشر الجيش الأميركي قوة قوامها 400 شخص على الأرض تشارك في عمليتين بالصومال، إحداهما لتقديم المشورة وتدريب القوات الحكومية والأخرى للدعم اللوجستي.
مشاركة :