دينا محمود (لندن) في ظل تفاقم عزلتها الخليجية والعربية، وبعد خسارتها المدوية للانتخابات التي جرت لاختيار مدير عام جديد لمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، برزت مؤشرات جديدة عن تزايد الخطر الذي يهدد هيمنة قطر على سوق الغاز الطبيعي المُسال في العالم حيث أكد تقريرٍ مطول نشره موقع «هيلنيك شيبينج نيوز»، أن ثمة تحديات جديدة صارت تواجهها، تتعلق بالكيفية التي ستتعامل من خلالها، مع الوفرة المتوقعة في المعروض من هذا المصدر الطبيعي للطاقة، بعد انتهاء فترة سريان عقود الإمدادات طويلة الأمد، التي أبرمتها بشروط مواتية لها في الماضي. وأشار الموقع إلى أن الوضع الراهن في سوق الغاز الطبيعي المُسال، لم يعد هو ذاك الذي كان سائداً عندما دخلت قطر السوق للمرة الأولى في مطلع القرن الحالي، باستثمارات ضخمة. وذَكَّرَ في هذا الشأن أن ذلك السوق كان يشهد آنذاك عدم توازن كبير ناجم عن الحجم الهائل في الطلب، مُقارنة بحجم ما هو معروض، ولذا كان كل شيء يصب في صالح القطريين، بوصفهم أصحاب احتياطيات كبيرة في هذا المجال. وفي ظل تلك الأوضاع كان طبيعياً أن تأتي العقود - كما قال الموقع في تقريره - على هوى البائع وهو قطر، وهي عقود جاءت بشروط تفضيلية لهذه الدولة واستمرت 20 عاماً. لكن الوضع في الوقت الحالي بات مختلفاً - بحسب التقرير - الذي أشار إلى أن العالم صار «مغموراً بالغاز، مع دخول منتجي الصخر الزيتي الأميركي وكذلك الموردين الأستراليين سوق الغاز الطبيعي المُسال للمرة الأولى، ليلقوا القفاز في وجه قطر» (في إشارة إلى دعوتهم إياها للتحدي والتنافس والتباري في هذا المضمار). وما يزيد المشكلات التي تواجهها قطر في الوقت الراهن، أن المشترين باتوا - بحسب تقرير «هيلنيك شيبينج نيوز» - أقل إقبالاً على إبرام عقود بعيدة المدى. وأورد التقرير بيانات شديدة الدلالة في هذا الخصوص، قائلاً «إنه في عام 2000 كان 5% من الصفقات الخاصة ببيع الغاز الطبيعي المُسال، ترتبط بأسعارٍ تُحدد بشكل فوري أو بعقود قصيرة المدى. لكن هذه النسبة ارتفعت العام الماضي لتصل إلى 28%»، كما قال لويس بارالا، المسؤول عن الأنشطة العالمية لوحدة النفط والغاز الطبيعي المُسال في مجموعة «بوسطن كونسلتينج» للاستشارات. وما يدل على أن كفة المشترين أصبحت حالياً هي الغالبة مُقارنة بوضع دولة تبيع الغاز الطبيعي المُسال مثل قطر، ما قاله بارالا من أن متوسط مدة العقد الخاص بشراء الغاز الطبيعي المُسال، كان يبلغ قبل 10 سنوات 17 عاماً، أما في 2016 فقد وصل متوسط مدته إلى سبع سنوات فحسب، وهو ما يعني وفقاً لهذا المصدر أن «المشترين صاروا يملكون زمام الموقف في أياديهم». ... المزيد
مشاركة :