اعتبر الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد علي بلال، أن علاقة الدوحة القوية مع طهران، تعيق التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بين قطر والدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وقال اللواء أركان حرب بلال، الذي قاد القوات المصرية في «حفر الباطن» السعودية إبان حرب «تحرير الكويت»، في حديث بالهاتف مع مراسل «سبوتنيك» الروسية، أمس، إنه «يوم أن تبعد قطر عن إيران، وتعلن أنها لن توافق على تصرفات لإيران في منطقة الشرق الأوسط، ستعود الأمور إلى طبيعتها في منطقة الخليج، وسيتم الرجوع إلى اتفاقية الرياض في 2013، والمصدق عليها في 2014». ورأى الخبير الاستراتيجي أن إيران تتخذ قطر «مخلباً» في منطقة الخليج، وذلك بخلاف دول أخرى لديها علاقة عادية، دبلوماسية وتجارية، مع طهران، لافتاً إلى أن العلاقة مع إيران لا تقتصر على الدول العربية، فهناك علاقات لدول مهمة مع تركيا وبريطانيا وغيرها مع إيران. اتفاقية الرياض ورأى اللواء بلال، أنه في حال تمكن أمير الكويت من أخذ تعهد من قطر بالالتزام باتفاقية الرياض والبند الخاص المتمثل في «عدم الموافقة على تدخل أية دولة كانت في شؤون المنطقة، وبخاصة اليمن»، ستعود الأمور إلى الحوار الطبيعي والعلاقات الاعتيادية. ويجري الحديث عن العودة إلى «المبادئ الستة»، الواردة في اتفاق 2013، والاتفاق التنفيذي المكمل الموقع بالرياض في 2014، التي وافقت عليها قطر في حينها؛ وهذه المرة مع «التزام قطر خطياً» بتنفيذ هذه البنود، التي تتضمن مكافحة الإرهاب والتطرف، وعدم توفير تمويل وملاذ آمن للجمعات المتطرفة، وكذلك وقف الحملات الاستفزازية والتحريضية. ووصف الخبير الاستراتيجي هذا البند بـ «المطاطي»، حيث «إن إيران لا تعترف بالتدخل في شؤون اليمن، وإنما تملك علاقة وتدعم طرفاً يمنياً»، في لفتة إلى جماعة الحوثي. واعتبر اللواء بلال أن الخطوات المقبلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال إيران، ستحدد مصير الأزمة، ويسعى الرئيس الأميركي تمرير قرار عبر «الكونغرس»، لتغيير بنود في «الاتفاق النووي الإيراني». وتابع: «سيبقى الأساس في الموضوع الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران… ترامب يصعّد وننتظر الكونغرس، ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا لا توافق على أي تغيير في الاتفاق.. عندما تعدّل أميركا من موقفها تجاه إيران بأي طريقة كانت، ستنتهي المشكلة، ونعود إلى البنود الستة في اتفاقية 2013». جماعة الإخوان وبالنسبة للبند في الاتفاقية المذكور، حول إبعاد، وليس اعتقال أو تسليم، عناصر جماعة «الإخوان» من قطر، أوضح اللواء بلال أن هذا البند يخص فقط «غير القطريين».
مشاركة :