الإمارات: منع التطرّف ومحاربة العنف مسار حتمي

  • 10/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكّدت معالي د. أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أنّ الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، من أجل توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق السلام ومكافحة الإرهاب وتنظيماته، تصطدم في أحيان كثيرة بأدوار مضادة من بعض الدول، التي تتخذ من هذه التنظيمات المعادية للحضارة والإنسانية، وسيلة لتحقيق مصالحه، من دون أدنى اعتبار لحق الشعوب في العيش بأمان، وأن تحافظ على سيادة دولها ومكتسباتها الوطنية. وقالت القبيسي، في الكلمة التي ألقتها أمام اجتماعات الجمعية العامة الـ 137 للاتحاد البرلماني الدولي في سان بطرسبيرغ الروسية، إنّ دولة الإمارات اتخذت، بالتعاون مع بعض الدول الشقيقة، إجراءات ضمن حقوقها السيادية، دفاعاً عن النفس، وصوناً لأمن شعوبنا، مضيفة: «ليس لدينا شك في أن قطع التمويل عن الإرهاب المدفوع وتجفيف منابعه، أحد أهم وسائل التصدي لخطر هذه الظاهرة الخبيثة، ومنع التطرف ومحاربة أيديولوجيات العنف، مسار حتمي لا بديل له». وأضافت أنّ دولة الإمارات تحرص على مواصلة التزامها ونهجها الثابت على صعيد تقديم المساعدات والدعم الإنساني والإغاثي للمحتاجين، دولاً وشعوباً، في كل مكان، ومن دون تفرقة، ولن نفقد الأمل في جدوى رسالتنا الإنسانية وأهدافها الحضارية، وفي نشر السلام وقيم الخير والحد من نوازع الشر. وقالت معالي د.القبيسي: «إننا في دولة الإمارات، نؤمن بأنّ علينا واجب والتزام إنساني مهم، فالإمارات التي تستند منذ تأسيسها على مبادئ وقيم غرسها مؤسسها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ترى أن نجاحها في بناء نموذج مثالي للتعايش والتسامح على أرضها، يملي عليها ضرورة العمل الجاد والمتواصل، من أجل تكريس التعددية والعيش المشترك، لبناء عالم يشعر الجميع فيه بالأمان والسلام». وأضافت أنها رسالة الإمارات، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، توظف في ظل شعار «عام الخير» كل الطاقات والمبادرات الإنسانية من أجل نشر الخير في منطقتنا والعالم، مشيرة إلى أنّه لا يمكن الحديث عن الحضارة بمعزل عن القيم والمبادئ التي تعكس موروث الشعوب ونظرتها للحياة، فالقيم هي قوة بناء تستند عليها الشعوب في صناعة حضارتها، والمبادئ تتكامل وتترابط. قناعات راسخة وأوضحت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أنّه لا حديث عن تسامح دون احترام للآخر، ولا حديث عن اعتدال دون إعلاء لقيمة الحوار، فالمبادئ لا تتجزأ، وهذه هي قناعتنا الراسخة، مؤكّدة أن هذا ما نحتاجه بشدة في منطقتنا التي تعاني ضعف قيم التعايش وطغيان الطائفية والمذهبية. وقالت معالي د.القبيسي: «والتزاماً بهذه المبادئ، فإننا ندين الانتهاكات التي ترتكب ضد الإنسانية في أي مكان، فنحن ندين منع وصول الأدوية والأمصال والمساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي وصالح، ونندد أيضاً باستخدام الأطفال كدروع بشرية في ساحات المعارك من جانب هذه المليشيات، كما ندين الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ضد أقلية الروهينيغا في ميانمار». ولفتت معالي د. القبيسي، إلى أنّ هذه الجرائم ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، وأنّ هناك مسؤولية تقع على عاتقنا كبرلمانيين للتصدي لهذه الانتهاكات، وترجمة التزامنا بأهداف الاتحاد البرلماني الدولي، وبالقانون الدولي الإنساني، ونأمل أن نشهد تحركاً دولياً عاجلاً لإنهاء هذه الجرائم، مضيفة: «إنّ علينا كبرلمانيين أيضاً، مسؤولية حيوية في التصدي لخطر الاستهانة بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ونؤكد أنّ الصمت بات خياراً غير مطروح، في ظل استمرار بعض الدول في تقويض أسس الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، إنّ منطقتنا تعاني معضلات معقدة، ومزيجاً متشابكاً من الإرهاب والتطرّف، فضلاً عن التدخلات التوسعية للقوى الإقليمية». إنهاء هيمنة وطالبت د. القبيسي، بضرورة إنهاء فكر الهيمنة والمخطّطات التوسعية، والالتزام بقواعد ومبادئ القانون الدولي، لا سيّما احترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والعمل على نزع أسباب التوتر، وفي مقدم ذلك، تأتي دعوتنا المتكررة لإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، وتسوية القضية سلمياً، سواء عبر الحوار المباشر أو التحكيم الدولي، ونؤكد عدم التخلّي عن حقنا المشروع في هذا الصدد، وذلك من أجل إشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. وأضافت معالي د. القبيسي: «في منطقتنا أيضاً، تعد الأزمة اليمنية مثالاً لتأثير الدعاية المضللة وخلط الأوراق، فقد قدمت دول التحالف العربي، الكثير من أجل دعم الشعب اليمني ومساعدته على الصعد السياسية والإنسانية والصحية، وعملياتها العسكرية تمت وفقاً للشرعية، الدولية وأنقذت الشعب اليمني مما كان يخطط له، علينا أن نتذكر جيداً أنّ السبب الرئيس لهذه العمليات، هو التدخّل الخارجي السافر لدعم المليشيات الانقلابية التي تهدد الأمن والاستقرار في الدول المجاورة لليمن، والملاحة الدولية في باب المندب، تهديداً مباشراً وخطيراً، لذا، فإنّ الأوضاع الإنسانية المعقدة في هذا البلد الشقيق، ليست ناجمة عن دور التحالف العربي». معلومات مغلوطة وأردفت معالي القبيسي: «وفي ضوء ما سبق، نستغرب ما ورد في التقرير الأممي الأخير، بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، الذي اتهم دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، بهدم المدارس والمستشفيات، ونرى أنّ اعتماد التقرير على معلومات مغلوطة، واكتفاءه بتوزيع المسؤوليات، هو استمرار لنهج تدوير الأزمات لا تحديد المسؤوليات، فليس من المنطقي أن تساعد دول التحالف أطفال اليمن الشقيق بيد، وتخذلهم باليد الأخرى، كما أن خصوصية العلاقات التاريخية مع الشعب اليمني، تحول بيننا وبين ارتكاب أي أخطاء أو تجاوزات إنسانية بحق هذا الشعب الشقيق». ولفتت إلى أنّ ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي ترزح منذ نحو 70 عاماً تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، كان وسيظل أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكّدة أنّ القضية الفلسطينية ستبقى دائماً قضيتنا الأهم، كعرب، وسنواصل الدفاع عن المقدسات الإسلامية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الإرث الإنساني والحضاري، مشددة على أن إحلال السلام لن يتحقق، إلا من خلال تسوية حقيقية لهذا الصراع، كما نعرب عن تقديرنا للدور المصري الحيوي في إنهاء الخلاف بين الفلسطينيين. وقفة دولية ولفتت معالي د. القبيسي، إلى أنّ التهديدات الناجمة عن التجارب الصاروخية لإيران وكوريا الشمالية، تمثّل تحدياً بالغ الخطورة للأمن والاستقرار الدوليين، وأن تطبيق اتفاقيات الحد من التسلح والانتشار النووي، يتطلّب وقفة دولية جادة، التزاماً بمسؤولياتنا كبرلمانيين أمام شعوبنا، مضيفة: «نتطلع إلى تحرير كامل المدن والأراضي العراقية والسورية والليبية من قبضة تنظيم داعش، واستئصال جذور الإرهاب في الدول العربية والعالم أجمع، وفتح الباب لعودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، والتوصّل إلى حلول سياسية عادلة، تضمن العيش المشترك ووحدة الدول وتماسكها، وتنهي طموحات الهيمنة والمخططات العدائية التوسعية للقوى الإقليمية». وأردفت معالي د. القبيسي: «ورغم كل ما سبق من تحديات، يبقى لدينا رصيد كبير من التفاؤل بغد أفضل، فعملنا المتواصل وإيماننا بدورنا كبرلمانيين، كفيل بإطلاق الطاقات الإيجابية الكامنة، واتحادنا وتعاوننا، يبقى قوة لا يستهان بها لصياغة المستقبل الذي تحلم به أجيالنا المقبلة». يضم وفد المجلس الوطني الاتحادي المشارك في الاجتماعات، في عضويته، كلاً من على جاسم أحمد، والدكتور محمد عبد الله المحرزي، وحمد عبد الله الغفلي، وجمال محمد الحاي، وسعيد صالح الرميثي، وعلياء سليمان الجاسم، وسعادة أحمد شبيب الظاهري، الأمين العام للمجلس. شكر أعربت معالي د. أمل القبيسي في بداية كلمتها، عن شكر دولة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي، إلى رئيسة مجلس الاتحاد في روسيا، فالنتينا ماتفيينكو، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتنظيم الرائع، وتوجهت بالشكر إلى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، صابر تشودري، والأمين العام للاتحاد، مارتن شانجونج. وقالت إنّ قيادة شودري للعمل البرلماني الدولي خلال السنوات الثلاث الماضية، كان لها كبير الأثر في تطوير عمل الاتحاد البرلماني الدولي، وستظل فترة مميزة في تاريخ العمل البرلماني، مثمّنة ما بذله من جهود ملموسة، ومتمنية لرئيس الاتحاد المقبل التوفيق والنجاح. وأضافت معالي د. القبيسي: «نثق بأنّ اتحادنا سيمضي على نفس الدرب، وسيبقى صوتاً للشعوب، ومنبراً حراً للدفاع عن القيم والمبادئ والأمن والاستقرار».

مشاركة :