تعتبر الغزارة التهديفية السمة الأبرز للجولة الرابعة من دوري نجوم «QNB»، بعد أن خلت مبارياتها الست من أية مفاجآت ملموسة، من شأنها لفت الأنظار، واستمر الحال على ما هو عليه في جدول الترتيب العام، في ظل مواصلة الفرق الكبرى سلسلة انتصاراتها وتفوقها على نظرائها من الفرق الأقل إمكانيات. وعلى الرغم من أن الكثيرين كانوا يتوقعون أن تشهد هذه الجولة بعض الندية، خاصة مع إعادة ترتيب جميع الفرق أوراقها من جديد، خلال فترة التوقف الإجباري للمسابقة، بسبب الأجندة الدولية للمنتخبات الوطنية، والتي استمرت أسبوعين، إلا أنه من الواضح أن الجميع ارتضى نفس سيناريو ما قبل التوقف. وشهدت مباريات الجولة تسجيل 27 هدفاً في 6 مباريات، بواقع 4.5 هدف في المباراة الواحدة، وهو مؤشر يحمل في طياته اتجاهين، أحدهما إيجابي في جانب منه، يتعلق بالفاعلية الهجومية لعدد من الفرق، بينما الاتجاه الثاني سلبي، ويشير إلى تباين الفوارق الفنية بين الأندية الكبرى والأخرى الصغرى، والتي تؤكد أن المنافسة ستبقى محصورة، كما هو معتاد، بين 3 أندية على أكثر تقدير، بينما الأندية الأخرى ستكتفي بدور الكومبارس. الدحيل كان هو الفريق الأكثر لفتاً للأنظار بفوزه العريض الذي حققه على العميد الأهلاوي بنتيجة 6\1، بينما لم يفوت منافسه الرئيسي الزعيم السداوي الفرصة، وحقق هو الآخر فوزاً ثميناً على القطراوي بثلاثية مقابل هدف، في حين استعاد الريان توازنه بعد خسارته في الجولة الثالثة أمام الدحيل بنتيجة 5\3 في المباراة الشهيرة، ليحقق فوزاً كبيراً على المرخية بنتيجة 4\1. وتكررت الرباعية مرة أخرى في مباراة أم صلال مع العربي، بعد أن نجح صقور برزان في تحقيق فوز مستحق ومقنع على أبناء القلعة العرباوية 4\1، وحقق شواهين السيلية الذين يسيرون بخطى ثابتة هذا الموسم لإيجاد مكانة متقدمة في جدول الترتيب فوزاً مثيراً على الخريطيات 2\1، بينما كان فريق الغرافة هو الرابح الأكبر من الجولة بتحقيقه فوزه الأول في المسابقة، على حساب الخور بثلاثية نظيفة. ووفقاً لتلك النتائج تصدر الدحيل جدول الترتيب بـ 12 نقطة، يليه السد في المركز الثاني بالرصيد ذاته، وجاء أم صلال في المركز الثالث بـ 10 نقاط، ثم الريان في المركز الرابع بـ9 نقاط، يليه السيلية في المركز الخامس بنفس الرصيد، ثم الغرافة في المركز السادس بـ 5 نقاط، والخور في المركز السابع بـ 4 نقاط، ونادي قطر 3 نقاط في المركز الثامن، والعربي بالرصيد ذاته في المركز التاسع، ثم الخريطيات في المركز العاشر بنقطة، متقدماً على الأهلي بفارق الأهداف، وأخيراً المرخية في المركز الثاني عشر بدون رصيد. عودة بونجاح أهم مكاسب السد توصف مباراة الزعيم السداوي مع الفريق القطراوي كونها من أقوى المواجهات التي شهدتها هذه الجولة، خاصة أنها اتسمت بالقوة والندية والإثارة، على الرغم من أن فارق الإمكانيات والمواقف يميل بشكل واضح لعيال الذيب. الفريق القطراوي أثبت أن لديه ما يؤهله للحصول على مكانة أفضل مما عليه الآن في جدول ترتيب أندية الدوري، لا سيما أنه نجح في الصمود أمام فريق السد المتصدر قمة المسابقة، مناصفة مع الدحيل، وسبب إحراجاً كبيراً له في معظم فترات اللقاء، حتى جاء الحسم بأفضلية الخبرة التي يمتلكها نجوم السد، وفي مقدمتهم النجم الإسباني تشافي، وحسن الهيدوس، وبوغرطة حمرون، وبغداد بونجاح. وبالتأكيد فإن أي فريق يواجه السد يجب أن يضع في اعتباره صعوبة مراقبة مفاتيح لعبه، نظراً لتعددها في صفوفه، أضف إلى ذلك أن أسلوب لعب السد في حد ذاته من شأنه أن يرهق خصومه، خاصة من يلجأ لأسلوب التأمين الدفاعي، لاعتماد السد بشكل واضح على امتلاك الكرة أطول وقت ممكن، لكن الفريق القطراوي نجح، إلى حد كبير، في التعامل بواقعية مع هذه الأمور، وكان بإمكانه تحقيق نتيجة أفضل من ذلك. يبقى أبرز المكاسب التي خرج بها السد من هذه المواجهة، إضافة إلى النقاط الثلاث، وهي العودة القوية لماكينة أهدافه التي لا تهدأ الجزائري بغداد بونجاح، الذي استطاع أن يسجل في أول ظهور له مع الفريق عقب عودته من الإصابة. الشواهين تواصل التحليق بنجاح يعد السيلية أحد الفرق القليلة التي استطاعت أن تثبت وجودها هذا الموسم، فمن جولة لأخرى يواصل الفريق تقديم عروضه القوية محققاً انتصاراً جديداً في المسابقة، وهذه المرة أمام الخريطيات المكافح بنتيجة 2/1. وعلى الرغم من تأخر الشواهين بهدف مباغت، خلال تلك المواجهة، إلا أن لاعبيه نجحوا في قلب النتيجة والعودة من جديد بقوة، بفضل حالة الانضباط التكتيكي والروح القتالية التي بدا عليها الفريق، وهو الطابع الذي يميزه دائماً، ويجعل له هويته الخاصة في الصمود، ومقارعة أي منافس مهما كان اسمه أو قوته، وهو ما يحسب لمدربه التونسي سامي الطرابلسي. وإذا كان السيلية قد نجح في التفوق بشكل واضح في تلك المواجهة، إلا أن هذا لا ينفي أن فريق الخريطيات قدم هو الآخر أداء طيباً نسبياً، مقارنة بالمستوى الذي ظهر عليه في مواجهاته السابقة، وهو ما يمكن البناء عليه في المواجهات المقبلة، باعتبار أن الفريق في حاجة لتحقيق فوز واحد لاستعادة الثقة من جديد. الدحيل يجبر الأهلي على إعادة ترتيب أوراقه لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الدحيل، أو المتشائمين من النادي الأهلي، يتوقع أن ينتهي لقاء الفريقين معاً بهذه النتيجة العريضة، والتي كان قوامها سداسية مقابل هدف وحيد، لأسباب عدة، في مقدمتها أن الأهلي لم يكن في يوم من الأيام هذا الفريق السهل الذي يمكن التفوق عليه بسهولة، حيث كان دائماً ما يبدع ويتألق أمام الفرق الكبيرة، وفي أحيان كثيرة يحقق المفاجآت، لكن ما يحدث هذا الموسم يؤكد أن هناك أمراً ما أصاب العميد الأهلاوي بالعطب، مما أفقده رونقه السابق. مواجهة الفريقين كانت تسير منذ البداية في اتجاه واحد لصالح المتصدر فريق الدحيل، الذي فرض كلمته منذ البداية، وصال وجال بفضل قدرات لاعبيه، لا سيما في الخط الأمامي الممثل في يوسف المساكني، ونام تاي هي، ويوسف العربي، والذين مثلوا خطورة مستمرة على دفاعات فريق الأهلي، الذي لم يكن له حول ولا قوة. ولعل الأسلوب الهجومي الذي يتبعه فريق الدحيل هذا الموسم، هو ما يصعب على كل منافسيه فرصة الصمود كثيراً، خاصة أن المهارات الفنية العالية للاعبيه تمنحهم دائماً الأفضلية، وهذا ما شاهده الجميع في المباراة، بعد نجاح المغربي يوسف العربي في تسجيل 4 أهداف (سوبر هاتريك)، واكتفى الكوري الجنوبي نام تاي هي، والتونسي يوسف المساكني بتسجيل الهدفين الآخرين. وقد كشفت المواجهة أن الدحيل مصمم على أن يكون فرس الرهان الأول في المسابقة هذا الموسم، في المقابل بات فريق الأهلي في حاجة ماسة إلى إعادة ترتيب أوراقه من جديد، خاصة أن هذه الهزيمة هي الثالثة له على التوالي، وذلك حتى لا يجد الفريق نفسه في موقف صعب، وتحت ضغوط البحث عن مخرق للابتعاد عن شبح الهبوط بمرور المباريات. طرد أمين منح الغرافة الفوز الأول لم يأت نجاح الغرافة في تحقيق فوزه الأول على الخور بثلاثية نظيفة مصادفة، بعدما لعبت خبرة الفرنسي جان فيرناديز مدرب الفهود دورها في حسم هذه المواجهة، لا سيما أنه تعامل بحنكة مع مفاتيح اللعب جيداً في صفوف منافسه، وفي مقدمتهم البرازيلي ماديسون، وهو أمر يبدو منطقياً للغاية، باعتبار أن المدرب الفرنسي يعلم كل كبيرة وصغيرة عن فريقه السابق، ويدرك تماماً إمكانيات لاعبيه. ولعل النقطة الفارقة التي منحت الفهود فرصة حسم المباراة لصالحهم هي واقعة طرد كلود أمين حارس مرمى الخور في الدقيقة 21 من عمر المباراة، وهو وقت مبكر جداً الأمر الذي أعطى لاعبي الغرافة أفضلية عددية، نجحوا معها في إحراز أهدافهم الثلاثة، والعبور بالمباراة إلى بر الأمان. في المقابل، لم تساند الظروف فريق الخور في تقديم مستواه المعهود، خاصة أن الطرد الذي تعرض له حارسه كان في وقت مبكر للغاية، وهو ما أربك كثيراً من حسابات مدربه بانيد، وبدلاً من التفكير في تحقيق الفوز حاول قدر المستطاع الصمود في مواجهة منافسه، وهو لم ينجح في تحقيقه. العربي يرفع الراية البيضاء لا يمكن بأي حال من الأحوال التعاطي مع الفوز الكبير الذي حققه أم صلال على العربي بأنه يعبر حقيقة عن قوة الصقور، رغم أن الفريق بالفعل يقدم مستويات متميزة هذا الموسم، بقدر ما يعكس الانهيار الغريب الذي يعانيه الفريق العرباوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وبالنظر إلى سيناريو تلك المواجهة، يتأكد للجميع أن فريق العربي هو مجرد شبح لهذا الفريق صاحب الاسم العريق الذي صال وجال في البطولات المحلية في الماضي، ولم يتبق منه غير اسمه فقط، فقد وضح أنه لا يملك أية مقومات إيجابية تجعل منه ذلك الفريق الند أمام منافسيه، فلا شكل، ولا أداء، ولا مضمون. وقد نجح التكتيك الذي لعب به محمود جابر، مدرب أم صلال، في إيقاف كل مفاتيح اللعب التي اعتمد عليها قيس اليعقوبي، واستغل كل الأخطاء الساذجة التي ارتكبها مدافعو الفريق، ومن خلفهم حارس المرمي، لذلك لم يكن من الغريب أن نرى تهديداً مستمراً على مرمى مهند نعيم، خاصة من الثنائي ساجبو الذي سجل 3 أهداف (هاتريك)، وزميله محمود المواس، في الوقت الذي لم يختبر فيه باسل زيدان حارس أم صلال بشكل جاد طوال المباراة. الريان يضرب بقوة من جديد استعاد الرهيب الرياني سريعاً، كما هو متوقع، توازنه بعد الخسارة المؤلمة التي تعرض لها في الجولة الثالثة أمام الدحيل بنتيجة 5/3، قبل توقف المسابقة، وعاد ليضرب بقوة فريق المرخية ويهزمه بنتيجة 4/1 في الجولة الرابعة من الدوري. وبالتأكيد كان الفوز شبه مضمون لصالح الريان، خاصة في ظل فارق الإمكانيات الكبير الذي يرجح كفته على المرخية الصاعد حديثاً إلى الدوري، لذلك أحكم الفريق منذ البداية قبضته على مجريات الأمور، ونجح مهاجمه المغربي عبد الرزاق حمد الله في افتتاح التسجيل مبكراً مانحاً فريقه أفضلية معنوياً، بينما أحبط منافسه كثيراً. وبالتأكيد كان للأخطاء الفردية الساذجة التي ارتكبها مدافعو الفريق المرخاوي دورها في زيادة غلة الأهداف، لا سيما أن منها ما جاء عن طريق النيران الصديقة، وتحديداً الهدف الثاني الذي سجله محمود عطية لاعب المرخية في شباكه. ويبدو أن الوجه الجديد على الدوري يدفع ثمن عدم الاستقرار الفني، الذي عانى منه بعد رحيل مدربه يوسف آدم، وتولي مدرب جديد هو أيمن منصور مهمة قيادة الفريق، اعتباراً من مباراة الريان، خاصة أن المدرب الأخير يحتاج المزيد من الوقت للتأقلم مع الفريق، وحتى يتعرف على قدرات وإمكانيات لاعبيه، لا سيما أن معظمهم من الوجوه المنضمة في بداية الموسم فقط. بطاقة مباريات الأسبوع الرابع الفريقان النتيجة الهدافون الغرافة - الخور 3 -صفر فلاديمير فايس هدفان وديوجو أمادو هدف السيلية - الخريطيات 2-1 تيمور خاليكوف وواغنر رينار للسيلية ورشيد تبركانن للخريطيات أم صلال - العربي 4-1 ساجبو هاتريك وإسماعيل محمود لأم صلال ومارديكان للعربي الريان - المرخية 4-1 عبد الرزاق حمدالله وسوريا وتاباتا وعطية بالخطأ في مرماه وللمرخية كوامي السد - قطر 3-1 مرتضى وبونجاح والهيدوس للسد ومحمد طيبي لقطر الدحيل - الأهلي 6-1 يوسف العربي سوبر هاتريك والمساكني ونام تاي للدحيل وكريستيان للأهلي جدول الترتيب بعد الجولة الرابعة المرتبة النادي المباريات فاز خسر تعادل له عليه الفرق النقاط 1 الدحيل 4 4 0 0 16 6 10 12 2 السد 4 4 0 0 11 4 7 12 3 أم صلال 4 3 0 1 9 2 7 10 4 الريان 4 3 1 0 14 9 5 9 5 السيلية 4 3 1 0 12 7 5 9 6 الغرافة 4 1 1 2 5 3 2 5 7 الخور 4 1 2 1 5 8 -3 4 8 قطر 4 1 3 0 5 8 -3 3 9 العربي 4 1 3 0 4 10 -6 3 10 الخريطيات 4 0 3 1 4 9 -5 1 11 الأهلي 4 0 3 1 2 11 -9 1 12 المرخية 4 0 4 0 3 13 -10 0;
مشاركة :