الريفيات يشكلن أكثر من ربع مجموع سكان العالم حيث يمثلن حوالي 43 بالمئة من القوة العاملة الزراعية. فهن يعتمدن إلى حد كبير على الموارد الطبيعية والزراعة من أجل كسب رزقهن وسبل عيش الآخرين، مشيرة إلى أن المرأة الريفية تنتج وتقوم بتجهيز وتحضير الكثير من المواد الغذائية المتوفرة مما يجعلها مسؤولة رئيسية عن الأمن الغذائي. وأضافت أن 76 بالمئة من الفقراء المدقعين يعيشون في المناطق الريفية. ويعد ضمان وصول المرأة الريفية إلى موارد الإنتاجية الزراعية عاملاً أساسياً في الحد من الجوع والفقر في العالم. وكشفت تقارير حديثة أن النساء في المناطق الريفية يمثلن نسبة 32.4 بالمئة من مجمل النساء في تونس و50.4 بالمئة من السكان في الوسط الريفي، مشيرة إلى أنهن يضطلعن بدور هام في الدورة الاقتصادية ويساهمن في تحقيق التنمية العادلة والمستدامة، حيث يعتمد القطاع الفلاحي بدرجة أولى على قوة العمل النسائية ويستوعب حوالي نصف مليون امرأة أي حوالي 43 بالمئة من النساء النشيطات اقتصاديا في الوسط الريفي.تعزيز قدرات المرأة الريفية وتمكينها ينعكسان إيجابيّا في شكل تحسن على مستوى الرفاه عموماً لدى الأطفال والأسر والمجتمعات وفي مصر أكد المجلس القومي للمرأة، أن المرأة الريفية تعمل أكثر من 16 ساعة يوميًا ما بين الحقل والمنزل وتساعد أسرتها بكل محبة وإخلاص وبدون أجر، فضلا عما تقوم به من دور حاسم في الزراعة والتنمية الريفية والتغذية، والحد من الفقر . وكشف تقرير حديث أصدرته وزارة التخطيط العراقية، حول خطة “أهداف التنمية المستدامة 2030-2015” التي وضعتها الأمم المتحدة، أن العراق لم يستطع أن ينجز ما كان مقرراً في أجندة الأهداف الإنمائية للألفية فيما يتعلق بالنهوض بواقع المرأة، بسبب الصراعات والعنف المتزايد في البلاد. وعلى عكس ما كان متوقعاً، أشار التقرير إلى حصول تراجع كبير في العديد من المستويات التنموية المتعلقة بالمرأة. وأشارت بيانات وزارة التخطيط فيما يتعلق بالمرأة الريفية، إلى أن النساء في العراق يدفعن ثمن تدهور مساحات الأراضي الزراعية وتعرضها للجفاف والتصحر بمرور الزمن. وبالأرقام، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة حالياً 14 مليون دونم، ثلاثة ملايين منها مهددة بالتصحر. ومن جانبها نبهت الخبيرة بعلم النفس الاجتماعي الدكتورة صبيحة الصالحي، إلى أن وضع المرأة الريفية سيسوء أكثر من السابق. كما عبرت في تصريح لموقع “إرفع صوتك” عن تخوفها من ألاّ تتحسن أوضاع المرأة الريفية بتاتاً. وأشارت إلى إنّ “واقع المرأة الريفية لن يتغير إذا لم تكسر القيود العشائرية، وتحدث سلسلة من الإصلاحات في المجتمع الريفي". وأضافت “بموجب السلطة العشائرية، تعي المرأة الريفية جيداً حقيقة وجودها الذي يتمحور حول الإنجاب والزراعة، وما دون ذلك سيكون بالصدفة بالنسبة لها. لأن كل شيء يخصها يجب أن يتم وفقاً لرغبة العشيرة المتمثلة بالأب والأخ والزوج وحتى الابن”. وقالت منظمة الأغذية والزراعة في وقت سابق إنه لوحظ أن المرأة تقوم بإنفاق حصة أكبر مما ينفقه الرجل من الدخل الإضافي الذي قد يتوفّر لها على تأمين الغذاء والصحة والملبس والتعليم لأطفالها. وبالتالي، فإن تعزيز قدرات المرأة الريفية وتمكينها ينعكسان إيجابيّا في شكل تحسن على مستوى الرفاه عموماً لدى الأطفال والأسر والمجتمعات، وهذا بدوره يسهم في بناء رأس المال البشري للأجيال القادمة.
مشاركة :