ـ بين مرحلة سامي ومرحلة ريجيكامب تأتي المعطيات الفنية على الميدان، لتنصف هذا الأخير وتنصف فكره وأسلوبه وقناعاته الفنية، التي بدأ معها الهلال يعود إلى حيث قوته وتماسكه وفنون كرته، ولعل الذي رأيناه في بدايات الدوري وفي الآسيوية، وبالتحديد في لقائي الذهاب والإياب أمام السد القطري، هو التأكيد على مدى ما يمتلكه هذا الروماني من مقومات المدرب الخبير. ـ بالأمس القريب أشتاط أنصار الزعيم غضباً على إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لكونها قررت إلغاء عقد الجابر، أما في مرحلة اليوم ففي تصوري أن تلك الأصوات والقناعات تحولت من خانة الغضب إلى خانة الفرح، لكونها بدأت ترى تغييراً جوهرياً في منظومة هلالها فنياً وتكيتيكاً وحتى عناصرياً. ـ قد يكون من المبكر الحكم على ريجيكامب، على اعتبار أنه لايزال في بدايته، لكن بمعطيات اللقاءات السابقة هنالك أشياء اختلفت في رتم الفريق، والسبب خطته وتكتيكه وقراءاته الصحيحة للهلال أولاً، وللخصم ثانياً. ـ ريجيكامب يعد المكسب الأكبر الذي فاز به الزعيم كما يعد النقلة النوعية التي جاءت لتنصف الأمير عبدالرحمن بن مساعد، هذا الرئيس الذي وأقولها بكل مصداقية وحياد بات عاملاً مؤثراً في صناعة هلال المستقبل، ليس فيما يختص بجلب المدرب البارع والمحترف النجم فحسب وإنما بات عاملاً مؤثراً في رسم خارطة الاحترافية الإدارية والاستثمارية، وما تلك العقود الكبيرة التي تكالبت على الكيان الهلالي إلا شهادة الإثبات على ما بذله إدارياً. ـ الهلال تأهل لدور الأربعة واقترب من الحلم الذي لا يزال يراود أنصاره، لكن الذي يستحق الذكر هنا هو ضرورة التركيز على العين الإماراتي، وعدم المبالغة في تجاوز السد؛ فالعين يمتلك كل الأدوات الفنية القوية، رأيناه أمام الاتحاد كيف نازل، وكيف سيطر، وكيف حاز على بطاقة التأهل بفوزين: الأول بثنائية في عقر داره، والثاني بثلاثية في الشرائع. ـ هنا ولكي أختصر المضمون بودي أن أشير إلى أهمية العقلانية في التعاطي جماهيرياً وإعلامياً وإدارياً للقائي دور الأربعة، أما المبالغة والتقليل من قوة الخصم فهذه إشكالية كبيرة، قد تنعكس بآثارها السلبية على الهلال وهو مالا نتمناه لممثلنا الكبير في هذا الاستحقاق القاري الهام. ـ مبروك لزعيم آسيا وسيدها وكبيرها هذا التأهل، وحظا أوفر للمونديالي الذي خسر مهمته، لكونه نازل بمدرب (متواضع) لم يحسن توظيف لاعبيه، ولم يحسن كذلك قراءة خصمه. ـ الاتحاد بعد هذا الإخفاق يحتاج إلى قرار (الصدمة) الذي يعيد له حيويته وعنفوانه، وهذه مسؤولية إدارته التي يجب أن تستوعب من درس الآسيوية جيداً حتى تضمن لفريقها موقعاً متقدماً في مسابقات الموسم وسلامتكم.
مشاركة :