تنظيم «داعش» يخسر مدينة الرقة معقله الأبرز في سوريا

  • 10/17/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خسر تنظيم «داعش» اليوم الثلاثاء، مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضها ضد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية. وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم «داعش»، الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت إلى تقلص مساحة «الخلافة الإسلامية»، التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014. وفور إعلان قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها بالكامل على المدينة الثلاثاء، تجمع عدد من مقاتليها عند دوار النعيم، الذي شهد على عمليات إعدام وحشية نفذها التنظيم خلال سيطرته على المدينة. ورفع المقاتلون رايات قواتهم الصفراء ابتهاجاً وسارعوا إلى التقاط الصور أمام أبنية مدمرة، فيما لم يتمكن آخرون من حبس دموعهم من شدة تأثرهم. وقال المقاتل الشاب شفكر هيمو لـ«فرانس برس» من دوار النعيم، «سترجع الفرحة إن شاء الله إلى المدينة كافة، ذهب اللون الأسود (راية التنظيم) والآن بات دوار النعيم أصفر» اللون. وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة «فرانس برس» بعد ظهر الثلاثاء، «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة»، مؤكدا، «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة». وأضاف، «انتهى كل شيء في الرقة»، مشيراً إلى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام»، التي زرعها مقاتلو التنظيم في وسط الرقة. ومن المقرر بحسب سلو، أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية «قريباً في بيان رسمي عن تحرير المدينة». وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي هجوماً واسعاً في محافظة الرقة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، لتتمكن بعد سبعة أشهر من دخول مدينة الرقة. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 3250 شخصاً، بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من يونيو/ حزيران. وأشار إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة. ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار، وبينهم أم عبدالله المقيمة في مدينة كوباني (عين العرب)، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من الرقة.«فرحتنا لا توصف» وقالت لـ«فرانس برس» بتأثر واضح، «فرحتنا لا توصف.. عندما أخبرتني شقيقتي أن الرقة تحررت، بدأت تبكي وأنا أيضاً. الحمدلله، الحمدلله». وجاء إعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على المدينة بعد استعادتها صباحاً الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد مقاتلي التنظيم من دوار النعيم. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المتطرف في الأيام الأخيرة. وجراء الاعتداءات الوحشية وعمليات الإعدام الجماعية التي نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، استبدل سكان المدينة إسم دوار النعيم، بدوار «الجحيم». وتسارع التقدم العسكري في وسط المدينة بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الأسبوع الماضي، بموجب مفاوضات قادها مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة. وبموجب الاتفاق أيضاً، خرج 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم وأفراد من عائلاتهم، من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن. وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً، لكن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون لـ«فرانس برس» الأحد، «نحن مصرون على عدم السماح للمقاتلين الأجانب بمغادرة المدينة»، مضيفا، «موقفنا كان أن يبقوا ويقاتلوا أو يستسلموا من دون شروط».سلسلة خسائر ومع سيطرة هذه القوات على المدينة اليوم الثلاثاء، «يكون وجود تنظيم داعش في كامل محافظة الرقة، قد انتهى»، وفق عبد الرحمن. وحذرت منظمة إنقاذ الطفل «سايف ذي شيلدرن» في بيان الثلاثاء، من أن انتهاء العمليات العسكرية في الرقة لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقالت مديرة المنظمة في سوريا سونيا خوش، «قد تصل العمليات العسكرية في الرقة إلى نهايتها.. لكن الأزمة الإنسانية هي أكبر من أي وقت مضى». ومني تنظيم «داعش»، بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، حيث يتعرض لهجمات من قوات متعددة على جبهات متنوعة. في سوريا، يحتفظ التنظيم حالياً بسيطرته على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص وحماة (وسط)، وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في محافظة دير الزور، «مركز ثقله»، على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها. ويقول الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس، لوكالة «فرانس برس»، «مع خسارته الرقة، بات التنظيم محصوراً في قطاع من الأراضي تمتد على طول وادي الفرات إلى دير الزور». ويتصدى التنظيم حالياً في محافظة دير الزور لهجومين منفصلين، الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من واشنطن. وباتت مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم في شرق سوريا. وفي العراق المجاور، ما زال التنظيم يسيطر على مدينتين في منطقة صحراوية في غرب البلاد. وتشهد سوريا منذ مارس/ آذار 2011، نزاعاً بدأ باحتجاجات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سرعان ما تحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف تسببت بمقتل أكثر من 330 ألف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية، وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

مشاركة :