في ظل الاستياء العالمي المتركز على نشاطاتها النووية بشكل رئيسي، لفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية انتباه الأوساط السياسية العالمية إلى بؤرة صراع في العراق تعتزم إيران دعم أحد طرفي صراعها بشكل واضح في الفترة المقبلة، فالنزاعات التي تشهدها كركوك، والتي تبدو بعيدة عن اهتمام المعنيين بالشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط،ـ هي الأرض الخصبة التي يمكن لطهران أن تجد فيها موطئ قدم لنفوذها السياسي. وقالت الصحيفة الأميركية إن “إيران تتدخل في الوقت الحالي لدعم ميليشيات بعينها في كركوك، والتي ظلت تحت سيطرة القوات الكردية منذ عام 2014، وذلك في أعقاب تراجع الجيش العراقي أمام مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن هناك ميليشيات إيرانية استعدت بشكل أمثل للسيطرة على قاعدة عسكرية وحقل نفطي وبعض البنية التحتية الرئيسية في المدينة، وهو الأمر الذي ينذر بسيطرة إيران على مدينة حيوية في شمال العراق. وتجتهد بغداد بشكل وثيق للتخلص من كافة النفوذ الإيراني في البلاد، لا سيما في ظل مساعيها للتقارب مع المملكة العربية السعودية، والتي ظلت على مدار سنوات طويلة، إلا أن الأشهر القليلة الماضية، شهدت لقاءات بين قادة البلدين، حيث التقى صاحب السمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي ذي النفوذ السياسي الكبير بالعراق. ويُنظر إلى تحركات إيران على أنها محاولة جديدة لفرض نفوذها السياسي والعسكري في العراق، وذلك على الرغم من كافة محاولات بغداد لنبذه، وهو الأمر الذي يحتم على الولايات المتحدة الأميركية التدخل السياسي من أجل التمدد الإيراني، مشيرة إلى أن طهران ستحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم بعد تلقيها العديد من الخسائر السياسية، كان آخرها تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم التزام طهران بكل ما جاء في الاتفاق النووي، والذي تم توقيعه خلال 2015 برفقة القوى الدولية. وأدى رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، التصديق على أن طهران تمتثل للاتفاق النووي الذي تم توقيعه برفقة مجموعة من القوى الدولية في 2015، إلى ارتفاع التوقعات بإمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران، فبموجب القانون الأميركي، يتعين على الرئيس التصديق كل 90 يومًا على أن إيران تمتثل للصفقة، وسيكون أمام الكونغرس الآن 60 يومًا لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران من عدمه.
مشاركة :