صالح مسلم لـ«القبس»: حسابات خاطئة أدت إلى نكسة كركوك

  • 10/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نعيم درويش | وصف رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم تحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش بأنه «انتصار كبير لشعوب الشرق الأوسط والانسانية». وفي تصريح خاص لـــ القبس قال زعيم أكبر حزب كردي تتبع له «وحدات حماية الشعب»، المكوّن الرئيسي لـ «قوات سوريا الديموقراطية»: «مسألة الرقة انتهت، وسقطت عاصمة التنظيم الارهابي، ولنا الشرف نحن كقوات سوريا الديموقراطية وكطرف كردي بأننا حطمنا عاصمة هذا التنظيم الذي انطلق منها، وراح يتوسّع ليرعب الدنيا كلها». وشدّد رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» على ان سقوط عاصمة «داعش» سيؤثّر بشكل كبير في معنويات عناصر التنظيم. وإذ اكد الزعيم الكردي ان تحرير الرقة لا يعني نهاية «داعش؛ لأن هذا التنظيم عبارة عن ايديولوجيا وفكر، وربما يقوم بتغيير شكل عمله الى عصابات»، قال إن مقاومة ارهاب «داعش» ستستمر بأشكال ومناطق مختلفة، مشيرا الى ان التنظيم «لا يزال موجودا في دير الزور وحوض الفرات وصولا الى الحدود العراقية». وقال صالح مسلم لـــ القبس: «هناك رمزية كبيرة لسقوط داعش وعاصمته على يد شعب كردي مهمل في الزاوية، حتى ان البعض لا يعترف بوجوده، وما حصل يدل على صعود الشعب الكردي ليأخذ موقعه على صفحة التاريخ، ونحن لم نكن طوال تاريخنا ضد الشعوب الاخرى، ورغم الاعتداءات والسياسات المختلفة التي مورست ضدنا لم نكن يوما الطرف المعتدي، بل كنا في مواقع دفاعية، كما حصل مع داعش الذي نعرف الجهات التي اوجدته». كركوك والحسابات الخاطئة وعن التطوّرات المتسارعة في كركوك ودخول القوات العراقية اليها بعد انسحاب قوات البشمركة، قال زعيم اكراد سوريا: «ما جرى في كركوك انه كانت هناك حسابات خاطئة، سواء من طرف الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود البرزاني) او الاطراف الاخرى، وهذا يدل على اي حد يمكن ان تؤدي اليها القوموية والشوفينية، فالحسابات الخاطئة التي ارتكبتها بعض الاطراف حتى في الوسيلة والاسلوب أدت الى نتائج سلبية». وتمنى صالح مسلم «الا تجابه الاخطاء التي ارتكبت بأخطاء اخرى، فكركوك مدينة للجميع رغم وجود اكثرية كردية وشعوب عربية وتركمانية وسريانية»، مؤكدا ان «اي حسابات اخرى سلبية ستتسبّب في مشاكل في المنطقة ككل، والاخطاء التي حصلت في المدينة سابقا يجب الا تتكرر». ودعا رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» الى ما وصفها «بالأمة الديموقراطية التي تستطيع من خلالها الشعوب ان تعيش مع بعضها عبر الاعتراف المتبادل بالحقوق والمطالب وبحرية التعبير عن الذات والعقائد واحترام الخصوصيات»، مشيرا الى ان «مركز الامة الديموقراطية يمكن ان ينطلق من كركوك بالتحديد»، موضحا انه » اذا لن نستطيع ان نقنع الناس بالعيش المشترك والاعتراف بحقوق الآخر والاخوة بين الشعوب؛ فالمشاكل ستستمر، وان كانت جغرافيا كركوك في كردستان لكن هذا لا يمنع ان تعيش كل الشعوب مع بعضها في المدينة». وقال زعيم اكراد سوريا «الحدود القومية التي يحاول البعض ان يرسمها بين المناطق العربية والكردية يجب ان نتجاوزها، فعندما نقبل بالآخر، رسم الحدود بهذا الشكل فسيكون بلا معنى، ونحن نرى ان الأمة الديموقراطية هي البلسم لحل كل مشاكل الشرق الأوسط، ونحن مسرورون بأننا نمارس هذه التجربة في اقليم روج افا (شمال سوريا)، حيث تحل المشاكل بالحوار». وأوضح مسلم ان «الاحرار يقدرون على العيش معا، بعكس العبيد الذين لا يعرفون كيف يقررون أن يعيشوا معا». وشدّد رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» على ان الخلافات التي ظهرت بين حزبي «الديموقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني» لن تؤدي الى شرخ وخلافات بين الشعب الكردي، مشيرا الى تاريخ طويل من الخلافات بين الحزبين، مقترحا بأن يكون هناك مرجعية واحدة لكل الشعب الكردي عبر اقامة «المؤتمر الوطني الكردستاني ليشكل مرجعية للأمة الكردستانية قاطبة»، متمنيا على كل الاحزاب ان تأخذ العبرة مما حصل من اجل توحيد صفوفها ضمن مرجعية معيّنة. سوريا اتحادية وبخصوص مشروع أكراد سوريا، اكد صالح مسلم انهم لم يدعوا في اي وقت الى الانفصال عن سوريا، «فنحن نكاد الطرف الاصدق الذي دعا الى سوريا اتحادية ديموقراطية والمحافظة على التراب السوري مع المكونات الاخرى، ونحن لنا رؤيتنا وتصورنا ومشروعنا لمستقبل سوريا هو الفدرالية الذي يجب ان تتفق كل الاطراف عليها، ويمكن وضع صيغة معينة للعيش المشترك ضمن سوريا اتحادية». وعما يقال عن خطة روسية بديلة عنوانها حوار داخل سوريا ودستور فدرالي، اكد رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» انهم «مستعدون لكل طرح جدي يؤدي الى وقف القتال وسفك الدماء»، مشيرا الى ان الجهود الروسية بخصوص الدستور ليست جديدة، وان هناك اشخاصا من قبلهم يتابعون هذا الملف، مجددا التأكيد على ان حزبه مستعد للمشاركة بأي حوار، سواء في قاعدة حميميم أو غيرها، بشرط أن يكون الحوار جادّاً.

مشاركة :