ألغى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اللقاء الموسع الذي كان قد دعا إليه مطلع الأسبوع الجاري، وكان من المقرر أن ينعقد أمس الخميس في العاصمة صنعاء، لتدارس تصعيد جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء والقرارات التي يجب اتخاذها في مواجهته.وعلمت «المدينة» من مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتقاسمه كلا من الرئيسين السابق والحالي، أن المؤتمر أبلغ الرئاسة اليمنية بعدم حضور الاجتماع، بعد ساعات من اتهام الرئيس هادي لسلفه صالح بدعم الحوثيين والوقوف الى جانبهم في الاعتصامات الموجودة داخل العاصمة صنعاء وعلى تخومها، وقالت المصادر: إن حالة من الإرتباك والتوتر تخيم على أروقة المؤتمر الشعبي العام على خلفية اتهام الرئيس هادي لسلفه صالح بدعم الحوثيين. وأكد الرئيس هادي خلال لقائه، أمس الاول بالعاصمة صنعاء، رئاسة وأعضاء هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية: «سنعمل عملية قيصرية لإخراج الحوثي من مداخل صنعاء ولن نسمح لجر البلاد الى حرب من طاقة الى طاقة كما كان يريدها علي صالح والذي يدعمه بعض من أنصار الحوثي في عمران وغيرها ويدعمونه بالسلاح.. ولن نسمح لأحد بلي الذراع»- في اشارة الى ضغوطات صالح بالحوثيين. وأضاف هادي» علي صالح بسبب كره لعلي محسن- اللواء الاحمر- كان يدعم الحوثيين بالسلاح وينقل السلاح بالقاطرات الى صعدة فكيف تتوقعون موقف الجندي من قيادته عندما يعلم انه يقتل بسلاح القيادة»، وقال :»وسنضرب بسيف السلم الى حيث يصل.. والحوثيون منذ الحرب الاولى الى اليوم لم ينفذوا اي اتفاقية ودائما كذابون». وحسب المصادر فان التوترات داخل حزب المؤتمر الشعبي جاءت على خلفية طلب الرئيس هادي من مجلس الأمن الدولي الذي يعقد مساء اليوم جلسة طارئة لمناقشة التطورات في اليمن- إدانة الرئيس السابق(صالح) وزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. وأصدر المؤتمر الشعبي العام امس، بيانا نشره على موقعه، حذر فيه من أي استهداف تطاله او رئيسه او قياداته، وقال:»إنه في حالة استهداف المؤتمر الشعبي العام أو رئيسه أو قياداته من أي جهة كانت فإن ذلك سوف يؤدي إلى إتخاذ المواقف اللازمة إزاء ذلك الاستهداف غير المبرر- وهو تحذير مبطن للرئيس هادي.وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام، عبده الجندي على خلفية ذات الموقف :»إنه وبناءً على أي معلومات خاطئة، فإن المؤتمر الشعبي العام لا يمكن أن يقبل أي قرارات ظالمة من قِبل أية جهة كانت داخلية أو خارجية»- في إشارة واضحة إلى مجلس الأمن بصفته جهة خارجية.وتأتي تصريحات الجندي على بسبب ذات المطلب الذي طلبه هادي من مجلس الأمن الدولي علي خلفية مشاركة الرئيس صالح في دعم جماعة الحوثي وتشجيعها لمحاصرة العاصمة صنعاء. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام: إن المؤتمر كان، ولا يزال، ملتزمًا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومواقفه التي تبناها على الدوام، مصداقًا للحرص على نجاح التسوية السياسية وفقًا لروح ونص المبادرة وآليتها. على صعيد متصل، قتل 11 شخصا بينهم جندي في اشتباكات عنيفة بين الجيش اليمني مدعومًا بلجان الدفاع الشعبي من جهة، ومسلحين حوثيين من جهة أخرى، في محافظة الجوف شمالي البلاد.وقال مسؤول محلي في محافظة الجوف -طلب عدم نشر اسمه-: إن «جنديًا في الجيش اليمني قتل، بالإضافة إلى مقتل نحو 10 حوثيين في اشتباكات اندلعت في وقت متأخر من مساء أمس حتى صباح اليوم بين الجيش مدعوما بلجان الدفاع الشعبي (مسلحون موالون للجيش)، ومسلحين حوثيين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف شمالي اليمن».وأشار إلى أن 3 من أفراد لجان الدفاع الشعبي أصيبوا أيضًا خلال تلك الاشتباكات.وأضاف المسؤول أن «اشتباكات متقطعة ماتزال تدور بين الطرفين اليوم في المديرية (حتى الساعة 6:55 ت.غ.)، دون معرفة حصيلة ضحاياها». وتشهد الجوف منذ اشهر مواجهات بين الجيش واللجان الشعبية الموالية له من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.وتكمن أهمية الجوف في قربها من محافظة مأرب (شمال) التي تقع فيها حقول النفط والغاز، والذي يعد الرافد الأكبر لميزانية اليمن.
مشاركة :