عاد أمس إلى الدوحة سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مرشح دولة قطر لمنصب مدير عام «اليونسكو»، بعد تشريفه للعرب ولقطر في الانتخابات التي أُجريت على مستوى هذه المنظمة الأممية طوال الأسبوع الماضي، حيث وجد في استقباله بمطار حمد الدولي فريق العمل الذي عمل إلى جانبه طوال مدة الحملة التي قام بها على مدار سنتين، فضلاً عن أفراد عائلته وجمع من الإعلاميين.مباشرة بعد وصوله، وفي لقاء له مع ممثلي الصحف المحلية، عبّر سعادة الدكتور الكواري عن سعادته بما حققه في هذه الانتخابات، موجهاً التحية إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى الشعب القطري على وفائهم وتشجيعهم له، قائلا: «لا تتصوّرون مدى تأثير الشعب القطري على صمودي على مدى أربع دورات، حيث شعرت بأن قطر معي أميراً وشعباً وصحافة وإعلاماً؛ لذلك كانت الهمة لا تلين أبداً، واستمررت حتى آخر يوم». وتوقّف الكواري عند تفاصيل ترشيحه لهذا المنصب، حيث قال إنه عمل طوال عامين من أجل تحقيق حلم العرب في الوصول إلى هذا المنصب، حيث جال القارات الخمس، وكان يحظى باستقبال رسمي من طرف قادة الدول، و كان العالم كله يقول لقطر «أهلاً وسهلاً»، وهو ما يؤكد مكانة قطر في العلم والثقافة والتعليم، مضيفاً في هذا السياق: «إذا كنت قد نجحت، فإني كنت مسلحاً بما قامت به قطر من أعمال مجيدة في هذه المجالات، وما سطّرته من صفحات ناصعة في (اليونسكو) . وبخصوص الإخفاق في الوصول إلى منصب مدير عام «اليونسكو»، قال الكواري: «كان حلماً عربياً كبيراً منذ تأسيس (اليونسكو) أن يصل العرب إليها. وكنت أظن أن هذا الحلم لن يكون خاضعاً للأوضاع العربية، وسيبقى عملاً استراتيجياً؛ لأنه حين يصل عربي تصل الثقافة العربية، ولا يصل الكواري أو بلد معين. وكنت أتصور أننا قد نختلف شهراً أو شهرين، لكن نتفق على ضرورة وجود ثقافة عربية. وعليكم أن تتصوروا أن يكون هناك مرشح من الصين ومن فرنسا ومن فيتنام وغيرها ويأتي العالم في أول دورة تصويت ويقول «نريد العرب».. كان على كل عربي أن يقتنص هذه الفرصة ويقول هذا الجيل يريدنا، وكنت أتصور أنه كلما خرج عربي من حلبة التنافس أن يلتف العرب حول الباقين، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمر، وبقيت قطر صامدة في وجه الآخرين، ومن حقهم الدفاع عن مرشحيهم بكل الوسائل المشروعة، لكن أن يقف عربي ضد عربي وأن يحطم عربي هذا الحلم؛ فهذا ما لم أفكر فيه قط كعربي وكمسلم يمثّل هذه الحضارة العظيمة التي من حقها أن تتبوأ مكانها في هذا المنبر العظيم وعملت ليل نهار من أجله». ولم يخف الكواري حزنه على ضياع المنصب من يد العرب، وأن يكون هذا الانتصار لغير عربي، وتحتل أوروبا قمة اليونسكو على يد العرب لكون صوتين عربيين غيرا الأوضاع، مشيراً إلى أن من حق فرنسا الوصول إلى المنصب، ولكنه يتألم لوقوف العرب ضد وصول الثقافة العربية التي كانت هي أساس الحضارة الأوربية في كل المجالات، متوجهاً إلى من تسبب في ضياع المنصب بعبارة «سامحهم الله»؛ لأن أبناء لحمتنا هم من قالوا «لا» لوصول الثقافة العربية إلى قمة «اليونسكو»، قائلاً: «ويعلم الله أنني كنت أريد أن أظهر الوجه المشرق لحضارتنا العربية العظيمة، وليس ممثلاً لقطر فقط، ولكن ما شاء الله فعل. وحتى في ظل الطعن الذي تعرضت له، كان سيكون إنجازاً للعرب. وحتى لو تعدد المرشحون، كان عليهم أن ينظروا نظرة استراتيجية للأمة بعيداً عن الخلافات التي ستزول يوماً ما». وتوجّه الكواري بالشكر والتحية إلى كل الدول التي بقيت صامدة معه حتى آخر لحظة، خاصة من إفريقيا التي كان من المكن أن تكون كلها معها مع قطر لولا الضغوطات التي تعرّض لها مندوبو بعض الدول، فضلاً عن مجموعة الكاريبي وأميركا اللاتينية وآسيا، ليتوجه مرة أخرى في نهاية اللقاء بالشكر إلى كل شعب قطر الذي كشفت هذه المحطة مدى تأثيره على العالم ككل، والذي كان يتابع موقفه من مرشحه، ويثني عليه، وكيف يسانده ويتابعه لحظة بلحظة، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من خلال شعب عظيم يفخر بما ينتجه ويحققه.;
مشاركة :