المفتي يدعو الشباب لعدم الانسياق وراء دعاوى الجهاد تحت رايات مجهولة ومبادئ منحرفة

  • 8/29/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة مكة - مكة المكرمة دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب إلى ألاَّ ينساقوا وراء دعاوى الجهاد، ونصرة الإسلام تحت رايات مجهولة، ومبادئ منحرفة. وقال سماحته معلِّقًا على بيان وزارة الداخلية المتضمّن القبض على ثمانية من المواطنين الذين ثبت تغريرهم بحديثي الأسنان للانضمام للمجموعات المتطرّفة في الخارج: في الحديث في حقوق المسلم على المسلم «وإذا استنصحك فانصح له» إذا استنصحك أخوك فانصح له، إذا طلب منك النصيحة والتوجيه فانصح له، وامحضه الخير، وإيّاك أن تبعد الخير عنه، امحضه النصيحة القيّمة تبرأ بها ذمتك، وتقيم عليه الحجة، يقول صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النصيحةُ، قالوا: لمَن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ورسوله، ولأئمة المسلمين وعامّتهم». فالنصيحة لعامة المسلمين توجيههم للخير، وحثّهم عليه، وإبعادهم عن مجالات الفتن والانحراف والضلال. جاء ذلك في حديث لسماحة المفتي لإذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة. وأضاف سماحته قائلاً إن ما يحصل من هذه الفتن مصيبة عظيمة التي يعرّض شبابنا لأن يكونوا وقودًا لها، هذه تصدر من أناس -هدانا الله وإيّاهم- إمّا جاهلين بحقيقة هذه الفتن، أو أناس مغرضين في قلوبهم شيء على الإسلام وأهله؛ هذا أمر خطير أن يزج بهؤلاء الشباب الصغار الأغرار في متاهات لا يعرفونها، إلى أرض لا يعرفونها، ورايات يجهلونها، ومبادئ لا يطلعون عليها، فيكونوا ضحية فقط، يُؤسرون، ويُباعون، ويُساوم بهم. وأكد سماحته أن هذا أمر خطير، وقال: اتقوا الله في أنفسكم، ولا تشيروا على الشباب إلاّ بما فيه خيرٌ لهم في دينهم ودنياهم. كم أمٍّ بكت عيناها، وكم أبٍ حزين، وكم بيتٍ حزين ذهب أولادهم منهم من غير سبب شرعي؛ بسبب هذا التغرير والخداع الذي يمليه هؤلاء؛ بدعوى الجهاد، فأُخذوا وغُرَر بهم، قُتل مَن قُتل منهم، وأُسر مَن أُسر منهم، وأصبح أهلهم في حسرة وندامة من هذا البلاء العظيم، فلنتقِّ اللهَ في أنفسنا، ولننصح لشبابنا لما فيه خيرٌ لهم؛ إذا كنا لا نرضى هذا لأبنائنا، وفلذات أكبادنا، فكيف نرضاه لأبناء الآخرين؟ وكيف نحمل أبناء غيرنا على هذا الخطر العظيم؟ ما دمت لا ترضاه لنفسك، ولا لأولادك، فلماذا ترضاه لهؤلاء الإخوة؟ لماذا ترضى لهم هذا الجرم الكبير؟ تخرجهم من بلادهم، وتعرّضهم للقتل، بل تعرّضهم لمَن يشكّكهم في أصول دينهم بمبادئ فكرية ضالة، وانحرافات زائدة، وأفعال شنيعة. وأضاف: فلنتقِّ اللهَ في أنفسنا، ولنعلم أن مَن تسبّب في خروج أحد من أبنائنا من بلاده، فإنه عاصٍ لله، مرتكبٌ للذنوب، معرضٌ هذا الابن للخطر، وهذا الأمر غش وخيانة، والنبيّ صلّى الله عليه وسلم يقول: «مَن غشّنا فليس منّا» فالذي يدعوهم للخروج عن بلادهم غاشٌّ لهم، غيرُ ناصح لهم، كاذبٌ غير صادقٍ غاشٌّ غير مخلص، إنما هي -والعياذ بالله- أمور وشبهات تعلّقت بقلبه، فيرى الباطلَ حقًا، ويرى الحقَّ باطلاً، نسألُ اللهَ السلامة والعافية. ورأى سماحة المفتي أن وزارة الداخلية في تحفظها على مَن هذه أفعاله، تعمل ما هو مطلوب حتى يرتدع هؤلاء من أن يغرّروا بمزيد من أبنائنا، ويسلَم المسلمون من شرّهم وأذاهم».

مشاركة :