خسرنا معركة اليونسكو وكسبنا احترام العالم

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - مصطفى عبدالمنعم: استقبل عشرات المواطنين ورجالات الإعلام سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة السابق، المستشار بالديوان الأميري، الذي خاض انتخابات اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، وحقق أطيب نتائج حتى الجولة الأخيرة، ووصل د. الكواري بسلامة الله إلى أرض الوطن، مساء أمس، وكان في استقباله عددٌ كبيرٌ من المواطنين والإعلاميين وأفراد من عائلته رحبوا به واستقبلوه بالورود. واستهل د. الكواري حديثه لوسائل الإعلام المحلية قائلاً: ما أجمل العودة إلى دوحة الكرامة ودوحة العز والمجد، دوحة الجميع وليس العرب فقط، إنما العالم بأكمله، وأؤكد أنني لم أحقق شيئاً وإنما قطر هي التي حققت كل شيء وأوجّه التحية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى تميم المجد، وأوجّه التحية للشعب القطري العظيم، لا تتصورون مدى تأثير الشعب القطري على صمودي خلال معركة الانتخابات، حيثُ شعرت أن قطر معي أميراً وشعباً والرأي العام والإعلام، ولذلك لم تهن همتنا أبداً وصمدنا إلى آخر يوم. تابعت بكل التفاصيل أمراً لم يتحقق بليلة، وإنما على مدى عامين متواصلين عبر القارات الخمسة، وهو أن لقطر مكانتها في العالم سواء في العلم أو الثقافة أو التعليم وأن العالم كله يقول لقطر أهلاً وسهلاً، ولو كنت قد نجحت فالسبب هو أنني كنت مسلحاً بما قامت به قطر من أعمال مجيدة لليونسكو ذاتها في مختلف المجالات وما سطرته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، حفظها الله، من صفحات ناصعة في مجالات عدة أبرزها التعليم، وسعادة الشيخة المياسة في إدارتها للجنة التراث. الحلم العربي وأردف د. الكواري: كان حلماً عربياً كبيراً منذ تأسيس اليونسكو وهو أن يصل العرب إلى اليونسكو، وكنت أظن أن هذا الحلم لم يكن خاضعاً للأوضاع العربية وأنه سيبقى عملاً إستراتيجياً، لأنه حين يصل شخص عربي إلى هذا المنصب فقد وصلت الثقافة العربية وليس شخص حمد الكواري، وكنت أتصور أننا كعرب قد نختلف شهراً أو شهرين وربما سنة أو اثنتين ولكن في الأخير لا يؤثر ذلك على أهمية وصول شخص عربي إلى هذا المنصب وضرورة التوحد من أجل تحقيق ذلك، وعليكم أن تتصوروا أن يكون هناك مرشح من الصين تلك الدولة الكبرى ومن فرنسا عاصمة الثقافة في العالم ومن فيتنام ومن دول أخرى ويأتي العالم ليقول في أول جولة نريد شخصاً عربياً وكان على كل عربي أن يقتنص هذه الفرصة وأن يقول حان وقت تحقيق الحلم الذي حلمت به الأجيال، وكنت أتصور أنه كلما يخرج عربي من الحلبة فسوف ينضم العرب إلى العربي الباقي في الماراثون، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمر! وأضاف د. الكواري وعيناه مغرورقتان بالدموع ونبرات صوته لا تخلو من الأسى: بقيت قطر صامدة وحدها في وجه الآخرين، ولم أتصور أن يحطم عرب هذا الحلم العربي، وأنا لم أفكر قط منذ ترشحي لهذا المنصب كقطري، وإنما كنت أفكر كعربي مسلم يمثل هذه الحضارة العظيمة التي من حقها أن تتبوأ مكانها في هذا المنبر العظيم، وعملت ليل نهار مسلحاً بالعلم وبالرؤية ولعلكم لاحظتم كيف كان استقبالي في كل البلدان التي قمت بزيارتها، حيث كانت دولة قطر تحظى باستقبال ليس له نظير وعلى أعلى مستوى وأجد رؤساء الدول ورؤساء الحكومات، وهو ما يدل على أن لهذه الحضارة والثقافة مكانتها العظمى لدى شعوب العالم وهو ما انعكس على صمود هذه الدول معنا حتى اللحظة الأخيرة، وكم هو مؤسف وكم هو حزين أن يكون هذا الانتصار لغير عربي، ونأسف ونتألم لذلك ويعلم الله أنني لم أسع لهذا المنصب باسم قطر وإنما باسم الثقافة والحضارة العربية التي كان لها الفضل في نقل العلوم إلى أوروبا، ونأسف أن يكون هذا الاحتلال الأوروبي لليونسكو على يد العرب ومن حق فرنسا أن تسعى إلى هذا المنصب ولكن ليس من حق العرب أن يأتوا في هذه اللحظة الحاسمة ليقولوا لا نريد أن نحقق هذا الحلم! ولا نريد للحضارة العربية أن تكون في هذا المنصب. فخر وعزة نحن فخورون بما حققناه ولدينا قاعدة دولية عريضة تؤيد دولة قطر في جميع أنحاء العالم منها أمريكا اللاتينية، دول الكاريبي، جنوب آسيا، ودول عديدة في إفريقيا وكان من الممكن أن تكون كل إفريقيا معنا لولا الضغوط الشديدة التي تعرضت لها، هؤلاء الأصدقاء الذين صمدوا معنا حتى اللحظة الأخيرة وخيبنا أملهم، ليأتي من ذوي القربى واللحمة من يأتي ويقول لا.. وباسم الثقافة العربية أقول سامحهم الله. وقال د. الكواري: حققنا إنجازاً لكل العرب رغم ما حدث وكتبت وسائل الإعلام العالمية هذا وسجلوا أن العرب يستطيعون الوصول ولكن كان عليهم أن يترفعوا عن الصغائر والخلافات وأن ينظروا إلى هذا الأمر نظرة إستراتيجية فالخلافات تزول ولكن وجود العرب على قمة اليونسكو كان حدثاً جللاً سيبقى على مر التاريخ، وقد تابع العالم كله موقف الشعب القطري وأبدوا إعجابهم به وكيف اتحد هذا الشعب العظيم خلف مرشحه وساندوه للرمق الأخير. وأوضح قائلاً: خضت المعركة لمدة عامين ولم أتعرض لأحد بسوء ولن أتعرض لأحد بسوء لأنني أحترم الجميع، وحتى من أساء لي لم ولن أرد عليه، ولكن أقولها باختصار الكل كان يحاول أن يعرقل مسيرتي، ووصولنا في الجولات من الأولى إلى الخامسة كان تحدياً كبيراً وفي الجولة الأخيرة أيضاً نافسنا بشرف وحققنا 50% من الأصوات تقريباً وكنا بحاجة لصوت واحد فقط للوصول إلى الحلم وللأسف الشديد هذا الصوت الذي تسبب في خسارتنا صوت عربي، وما حدث في أروقة اليونسكو أمر مؤسف وبقيت قطر وحيدة تدافع عن العرب وتتبنى الثقافة العربية ولم يقف أحد إلى جانبها ووقف معها الكثير من غير العرب، ووقفت معنا سلطنة عمان حتى من وقف معنا يخشى أن يُقال إنه وقف معنا حتى لا يتضرر من وقوفه معنا. ونحن في قطر لا نريد إلا الخير للجميع وهذا ما وضح في ردنا على من أساءوا لنا، وأقول لهم تعيش كل دول العالم وكل حضارات العالم دون استثناء، فنحن لا نريد لأحد أن يسقط ولا نحب السقوط لأحد سواء كانوا عرباً أو غير عرب بل نريد للعالم كله أن يصعد بمختلف أديانهم وثقافاتهم.

مشاركة :