تسعى دولة الإمارات بطموحاتها الفذة، وجهودها الحقيقة لترسيخ مستقبل أفضل للأجيال القادمة في عالم الفضاء، تزامناً مع طبيعة المتغيرات المتسارعة التي يمر بها العالم، ويعمل «مركز محمد بن راشد للفضاء»، على تكثيف الجهود بما يلبّي احتياجات الدولة في السباق العلمي العالمي، حيث أطلق مؤخراً مشروع «مدينة المريخ العلمية» كخطوة جديدة في مسيرة البشرية نحو الفضاء. هذه المدينة التي ستحاكي ظروف العيش على المريخ من أرض الإمارات. تلبي المدينة العلمية احتياجات المستقبل لارتياد الكوكب الأحمر، وتعد الأكبر عالمياً بقيادة فريق هندسي إماراتي من مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي، لتحتل دولة الإمارات مكانة رائدة مع بقية الدول المتقدمة المهتمة بعلوم الفضاء وحلم الوصول إلى المريخ. وفي السياق يشرح سعيد القرقاوي، مدير برنامج المريخ 2117، الآفاق الاستكشافية الجديدة التي ستوفّرها أقسام المدينة، ويقول: تنقسم حديقة المريخ إلى ثلاثة أقسام، المتحف العلمي المخصص لعرض إنجازات الإمارات في مجال الفضاء، والمعرض المؤقت، الذي يركز على التعليم الترفيهي وعرض إنجازات البشرية في علوم الفضاء، وسيشكل قسم المختبرات حيزاً مهماً لمواجهة تحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة محلياً ودولياً. يعتبر قطاع تطوير الأبحاث لمواجهة هذه التحديات من أهم مرتكزات المدينة لتوصل إلى حلول مبتكرة تحاكي ظروف العيش على المريخ، يقول القرقاوي: نسعى عبر مشروع مدينة المريخ إلى تنمية جيل قادر على الاستكشاف، وكما هو معروف أن كوكب المريخ هو كوكب بارد وجاف وظروف العيش عليه صعبة، فاليوم بدعم حكومتنا ورؤيتها الثاقبة نعمل على استراتيجية المريخ 2117 للتغلب على هذه البيئة القاسية وتحقيق حلم العيش على المريخ. ريادة وطنية أصبح لتكنولوجيات الفضاء دور مهم في الحياة العصرية واقتصاد الدول، وتعد الإمارات من ضمن الدول الرائدة في مجال تطوير مشاريع الفضاء، ويلفت القرقاوي إلى استراتيجية هذه التجربة النوعية في إشراك فريق بشري مختص سوف يعيش داخل مدينة المريخ لمدة عام واحد وسط ظروف بيئية وحياتية تحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه والغذاء، كنموذج عملي صالح للتطبيق على كوكب المريخ. يتبنى المشروع مفهوماً جديداً من التنافسية العالمية . حيث يؤكد القرقاوي أهمية الخبرات المحلية والعالمية من علماء ومهندسين ومدربين وملهمين ذوي الخبرة العالية ممن سيجذبهم المشروع في تحقيق التقدم التقني والعلمي للوصول إلى المريخ والكواكب الأخرى، ومن خلال منطقة التعليم الترفيهي سيجد الزوار من طلبة وعائلات ومهتمين بعلوم الفضاء المكان المناسب للاستفادة من الأبحاث العلمية تهدف إلى المساهمة في إنشاء جيل يقوده الشغف نحو العلم والفضاء والاستكشاف.
مشاركة :