الأكراد يواصلون انسحابهم أمام تقدم القوات العراقية

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استردت قوات الحكومة المركزية العراقية السيطرة على أراضٍ في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد أمس الثلاثاء، موسعة نطاق حملة مفاجئة ومؤثرة أدت إلى تغيّر ميزان القوى في البلاد بين عشية وضحاها، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز» أمس.وفي اليوم الثاني من حملة خاطفة نفذتها الحكومة لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق، انسحبت قوات البيشمركة الكردية من منطقة خانقين المتنازع عليها القريبة من الحدود مع إيران. وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة، والتي انسحبت منها قوات البيشمركة الاثنين مع تقدم القوات الحكومية، فيما سيطرت جماعة إيزيدية موالية لبغداد على بلدة سنجار غرب الموصل.وذكرت «رويترز» أن تقدم القوات الحكومية أعاد رسم خريطة شمال العراق، وقلص مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال. ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على مزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في صد متشددي تنظيم داعش.وأصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمراً لقواته أول من أمس برفع العلم العراقي على جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج إقليم كردستان نفسه. وحققت القوات نصراً سريعاً في كركوك، ووصلت إلى قلب المدينة خلال أقل من يوم.وساهم القتال في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية في العراق في عودة علاوة المخاطر إلى أسعار الخام. وبعد شهور من تداول النفط في نطاق محدود تجاوز سعر خام القياس العالمي برنت 58 دولاراً للبرميل. ونقلت «رويترز» عن مسؤولين في قطاع النفط ببغداد أن كل الحقول القريبة من كركوك كانت تعمل بشكل طبيعي أمس الثلاثاء بعدما سيطرت الحكومة على آخرها. وكركوك مقر شركة نفط الشمال، وهي واحدة من شركتين عملاقتين للطاقة تمثلان كل إيرادات الحكومة تقريباً.وحتى الآن يبدو أن معظم تقدم القوات يتم دون مقاومة، حيث ينسحب الأكراد قبل وصول القوات الحكومية. ووردت تقارير بشأن اشتباك كبير واحد فقط في الساعات المبكرة من يوم الاثنين عند مشارف كركوك.وفي كركوك، إحدى أكثر مدن العراق تنوعاً، احتفل التركمان المعارضون للحكم الكردي الاثنين وجابوا الشوارع بمواكب سيارات، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء. وفر بعض السكان الأكراد من المدينة. وأضافت «رويترز» أنه بحلول أمس الثلاثاء اختفى العلم الكردي من الشوارع، ونفذت قوات عراقية خاصة دربتها الولايات المتحدة وأفراد الشرطة المحلية دوريات في الشوارع لحفاظ النظام. وفتحت الأسواق والمتاجر والمدارس أبوابها بشكل طبيعي. وعادت بعض الأسر الكردية التي رحلت عن المدينة أول من أمس لمنازلها.وقالت إن آلافا من المقاتلين الأكراد في قوافل مصطفة في طابور طويل تحاول التوجه من كركوك صوب أربيل عاصمة إقليم كردستان، الأمر الذي أصاب الحركة على الطريق بالشلل وجعل من الصعب على المدنيين المغادرة.وقال ملا بختيار وهو معلم متقاعد في كركوك: «زعماؤنا تخلوا عنا وتركونا وحدنا. مستقبلنا مظلم». وذكر أنه حاول الهرب أول من أمس لكنه عاد مع زوجته وأبنائه بعد أن اتصل به جار عربي وتوسل إليه ألا يرحل وطمأنه بأن المدينة آمنة.وألقى الأستاذ الجامعي سالار عثمان أمين، باللوم على السلطات الكردية لدعوتها للاستفتاء على الاستقلال بشكل متعجل. وقال: «نشعر بأننا منكسرون الآن. كان الاستفتاء قراراً كارثياً... كان ينبغي أن تفكر قيادتنا الكردية في العواقب قبل المضي قدماً في التصويت على الاستقلال. الآن خسرنا كل ما حققناه على مدى ثلاثة عقود».وفي سنجار، التي تقطنها أغلبية من الأقلية الإيزيدية التي واجهت إبادة عام 2014 بعد سيطرة متشددي «داعش» على المنطقة، سيطرت جماعة لالش الإيزيدية على البلدة بعد انسحاب البيشمركة الكردية. وقال أحد السكان عبر الهاتف: «لم يكن هناك عنف. تحركت جماعة لالش بعد انسحاب البيشمركة».

مشاركة :