لماذا تجاهل المغردون العرب تفجير مقديشو؟

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعرضت مدينة مقديشو الصوماليةيوم السبت الماضي إلى هجوم يعد الأعنف منذ عام 2007 أودى بحياة المئات. لكنه لم يحظ باهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي وحول العالم. تجذب منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك الكثيرين لمتابعة التقارير الأولية عن أي هجمات كبرى، إذ عادة ما ينشر المستخدمون صورا ومقاطع فيديو من مكان الحادث لنقل ما يحدث أولا بأول. لكن الحال اختلف مع هجوم مقديشو إذ عزف مستخدموا مواقع التواصل عن إبداء اهتمام أسوة لما أبدوه لهجمات وقعت في أماكن أخرى. هاشتاغ #الغاء_حفلة_شيرين كان الأكثر انتشارا عالميا حتى بعد 24 ساعة من هجوم مقديشو. انشغل المغردون بالحديث عن المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب وكيف ألغت السلطات السعودية حفلها المرتقب نهاية الشهر الحالي. من باب المقارنة، أخبار هجوم لاس فيغاس، الذي أودى بحياة العشرات مطلع هذا الشهر في الولايات المتحدة، تصدرت فضاء تويتر العربي في غضون ساعات قليلة.لماذا إذن لم يتصدر أي هاشتاغ عن "الصومال" أو "مقديشيو" اهتمامات المغردين العرب؟ يصعب حسم الإجابة عن هذا السؤال ولكن هناك احتمالات واردة. في هجمات إرهابية سابقة وفي مدن غربية على وجه التحديد، غرد سكان المدن بكثافة عن تلك الأحداث لدرجة أنها تصدرت المواضيع الأكثر انتشارا وبلغات مختلفة بما فيها العربية. عندما يتعلق الأمر بالصومال، لا يزال استخدام الإنترنت منخفضا نسبيا في أحد آخر بلدان العالم اتصالا بالفضاء الإلكتروني. مصدر الصورةMOHAMED ABDIWAHAB صعّب ذلك على المغردين العرب متابعة ما يحدث في مقديشو عصر السبت. لم ترد تغريدات صومالية مكثفة من مكان الحدث تحمل صورا ومقاطع فيديو عن التفجير الضخم. ربما لو تحقق ذلك لانتشر هاشتاغ عربي عن الصومال. لكن هناك نظرية أخرى تفسّر شح التفاعل العربي عبر مواقع التواصل مع حدث مقديشو. تلك النظرية تقول إن الرأي العربي أصلا، وبالمرادف وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية، تتجاهل أو نادرا ما تتناول أخبار الصومال بشكل منتظم. هذا الرأي يدعمه كثير من الصوماليين المحبطين الذين يقولون إن بلادهم بالفعل تقع على هامش العالم العربي جغرافيا من حيث الأخبار. وقال كثيرون إن بعض أكبر الصحف العربية في المنطقة لم تخصص مساحة لهجوم مقديشو في صفحاتها الأولى صباح يوم الاثنين بعد يومين من الهجوم. في الوقت الذي نشرت فيه صحف غربية مثل الغارديان البريطانية الخبر في صدر صفحتها الأولى. بحلول ليلة الأحد الماضي، وبعد 24 ساعة من التفجير، اقتصرت كثير من التغريدات باللغة الإنجليزية من غير الصوماليين عن هجوم مقديشو بإعادة تدوين عناوين تحمل عبارات مثل الهجوم "الأكثر فتكا" و "الأسوأ منذ عشر سنين".أسماء وقصص الضحايا كانت شحيحة هذه التفاصيل عادة لها القدرة على تقريب حدث بعيد جغرافيا من المتابعين مما يزيد من فرصة تصدر الخبر لوسائل الإعلام التقليدي والجديد. يحدث ذلك في كثير من الأحيان مع هجمات أخرى، وترى حينها رواد مواقع التواصل يسرعون إلى تغيير صورهم الشخصية إلى علم بلد آخر تعاطفا مع الضحايا. لهذا السبب قررت ليلة الأحد الماضي جمع تفاصيل بعض ضحايا هجوم مقديشو ونشرها باللغة الإنجليزية. ""قصص الأشخاص الذين تأثروا بهجمات مقديشو محزنة للغاية. معظمهم من الشباب الذين بدأوا حياتهم للتو. "" كان هدفي أن نعطي هجوم مقديشو نفس المساحة الإعلامية التي نتيحها لهجمات من نفس الحجم أو أقل. هذا يعني ذكر أسماء وقصص الضحايا وعدم الاكتفاء فقط بنشر عددهم. على سبيل المثال، نقل مأسآة الأشقاء الخمسة الذين نجى منهم واحد فقط اسمه طاهر علي محمد. قصة مروعة أخرى لمريم عبد الله جيدي التي كانت ستتخرج كطبيبة لولا التفجير. تحدثت إلى أستاذها في الجامعة الذي قال لي إنها كانت تتسوق من أجل ثياب التخرج حين وقع الهجوم، وإنها كانت متفوقة ومحبوبة. كان الصوماليون يغرودن بمثل هذه القصص والصور والأسماء باللغتين الصومالية والإنجليزية. ما كان علي إلا أن أجمعها في سلسلة تغريدات إنجليزية تنبه العالم. شارك المئات حول العالم في إعادة نشر التغريدات التي نشرها موقع تويتر في الصفحة الأولى لقسم الأخبار. ولم يرد إعلان بالمسؤولية على الفور، إلا أن حركة الشباب التي تناصر تنظيم القاعدة كثيرا ما تشن هجمات في العاصمة وفي أماكن أخرى بالبلاد. وأعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الهجوم.

مشاركة :