عبد الرزاق المحسن | «غرفة عمليات على مدار الـ 24 ساعة.. فنيو الطوارئ الطبية ينتظرون وصول البلاغ.. تطوير وتحديث وصيانة دورية للإسعاف.. مواعيد دقيقة ومخالفات بحق المتخلفين».. تلك هي المشاهد العامة في أروقة ادارة الطوارئ الطبية في صبحان، حيث تتحد جهود العاملين وهم يتأهبون للتعامل الامثل والاسرع مع بلاغات الحوادث والحرائق والمشاجرات. وإذ يتم احتساب توقيت اي بلاغ وارد الى «العمليات» ورصد وصول الاسعاف الى موقعه، يتبع فنيو الطوارئ اجراءات محددة مع كل حالة مرضية او اصابة، خاصة إذا كانت حرجة وتستدعي متابعة طبيب الحوادث في اي مستشفى، ويتم ذلك عبر نظام مطور أدخلته وزارة الصحة قبل نحو عام. القبس جالت في ادارة الطوارئ، والتفاصيل في الاسطر التالية: ميدانياً، يتسابق الفنيون مع الزمن للوصول السريع الى موقع البلاغ، لكنهم يتعرضون بين فترة واخرى لمشاحنات ومشادات من قبل مرتادي الطريق او ذوي المصابين، ويتقبلون مثل تلك التصرفات برحابة صدر. ومن بشارات الإدارة، وفق ما كشفه مسؤول فيها، ستدخل الى الخدمة 79 سيارة اسعاف جديدة في اواخر العام الجاري، مبينا ان 143 سيارة في الخدمة الان، مقابل 64 تحت الصيانة، مضيفا ان عدد فنيي الطوارئ الطبية يبلغ 2045 وعدد سائقي الاسعاف 110، علاوة على 24 فنية طوارئ من النساء للتعامل مع الحالات المرضية والحوادث الخاصة بالاناث. وكشف مدير ادارة الطوارئ الطبية منذر الجلاهمة عن قرب تدشين مركز اسعاف الصباح، ومركز التدريب التابع لإدارة الطوارئ الطبية، والذي جرى تشييده بتبرع من بنك بيت التمويل الكويتي، مبينا انه سيتم الانتقال اليه بعد الانتهاء من بعض التشطيبات والتجهيزات الاخيرة، وسيسلم مبنى مركز الاسعاف القديم الى الوزارة للاستفادة منه. وأضاف الجلاهمة ان هناك دورات يتم تقديمها للعاملين في قسم العمليات، ابتداء من تلقي البلاغات واعطاء التعليمات والارشادات والنصائح المهمة للمريض، ودورات لفنيي الطوارئ بالتعاون والتنسيق مع جمعية القلب الاميركية في هذا الصدد، اضافة الى دورات للأطباء والهيئات التمريضية وتدريب شرائح من المجتمع على الاسعافات الاولية والانعاش الرئوي، فالهدف تدريب %10 من سكان الكويت «البالغين». 75 ألف حالة وعن الحالات التي جرى التعامل معها عن طريق الاسعاف الجوي، قال الجلاهمة انه جرى التعامل مع 766 حالة مرضية ومصابا من بداية العام الحالي وحتى نهاية اغسطس الماضي، مبينا ان اغلب الحالات كانت في المناطق النائية والبعيدة عن العمران، كالعبدلي والوفرة والصبية والسالمي وجزر البلاد. وذكر ان سيارات الاسعاف تعاملت مع 75249 بلاغاً وحالة مرضية خلال الفترة ذاتها، بينها 16898 حالة عاجلة و58351 غير عاجلة، مؤكدا استعداد الادارة لتوريد 79 سيارة اسعاف ودخولها للخدمة خلال العام الحالي، لتحديث وتطوير اسطول السيارات، بينها 7 لنقل حالات العناية المركزة و2 للأوزان الثقيلة. عمليات ومتابعة وفي غرفة العمليات، استعرض رئيس النوبة أ.ناصر السبيعي لـ القبس، طريقة عمل نحو 40 مخبراً، وهم يتلقون البلاغات لحظة ورودها الى غرفة العمليات، ومن ثم تحويلها الى مركز الإسعاف القريب من موقع الحادث. واوضح السبيعي ان اغلب البلاغات الواردة تكون للحوادث والدهس والمشاجرات والحالات المرضية وغيرها، مؤكداً انه يتم احتساب وقت خروج سيارة الاسعاف ووصولها للموقع، لضمان عدم حدوث اي قصور من فني الطوارئ او السائق. ونوه بان نظام الحالات الطارئة يتم تطبيقه عمليا، بعدما جرى استحداثه قبل نحو عام، لافتا الى ان الاسعاف الجوي يكون للتعامل مع الحالات المرضية والحوادث في المناطق البعيدة، موضحا ان نظام العمل بالعمليات يكون وفق النوبات «أ ـ ب ـ ج ـ د». واشار الى التنسيق مع المستشفيات العامة، خاصة ما يتعلق بتجهيز الأسرّة في الاجنحة والعناية المركزة، وان الخدمات الطبية يتم توفيرها عبر 71 مركزاً ونقطة، حيث هناك نقاط على الطرق السريعة، كالنويصيب والسالمي والمطلاع والصبية. إمداد وإسناد بدوره، أكد رئيس غرفة الطوارئ المركزية عبدالله السبيعي، انه جرى توريد سيارات إمداد وإسناد مزودة بأحدث التجهيزات الطبية للتعامل مع الحوادث والكوارث وللامداد والإسناد، مشيراً الى ان مشاكل الزحام في الطرق من ابرز العقبات امام سيارات الاسعاف قبل وصولها إلى موقع البلاغ. وفي قسم التدريب، أوضح مراقب التدريب عادل المطوع أن هناك قسمين: الاول منهما «خدمة المجتمع»؛ ومن مسؤولياته دورات الاسعاف الأولية المقدمة للجمهور ولغير العاملين في المهن الطبية، اما الآخر فهو قسم التدريب الذي يدرب ويطور اداء الفنيين. وذكر المطوع أن شعبة التوعية مسؤولة عن المشروع الوطني لإنقاذ الحياة وتدريب نحو %10 من السكان البالغين على الاسعافات الاولية والانعاش الرئوي، مبيناً ان مركز التدريب في الادارة حاصل على الاعتراف من قبل جمعية القلب الاميركية. إخلاء وهمي ذكر منذر الجلاهمة أن الادارة تتعاون مع جهات حكومية عدة، كـ«الإطفاء» و«الدفاع المدني» و«الداخلية» و«التربية»، لا سيما في ما يتعلق بتنفيذ عمليات الاخلاء الوهمي بالمجمعات والمولات، وتنظيم المحاضرات بالمعارض وورش العمل. حوادث كبرى أوضح الجلاهمة ان الادارة شهدت مؤخراً تجهيز غرفة للطوارئ، وتزويدها بـ 4 سيارات امداد واسناد مجهزة وفق احدث التقنيات، للتعامل مع الكوارث والحوادث الكبرى، وبقوة 8 فنيي طوارئ بالنوبة الواحدة، فضلا عن توفير «خيام» كبيرة لمثل هذه الحوادث. مناشدة الجمهور ناشد فنيو الطوارئ الطبية أفراد المجتمع التعاون مع فرق الإسعاف بهدف توفير البيئة المناسبة لقيامهم بعملهم، مطالبين قائدي المركبات بإتاحة المجال لسيارات الإسعاف للوصول إلى أماكن البلاغ في أسرع وقت. تواصل مرئي قال الجلاهمة إن سيارات الاسعاف مجهزة بأحدث الاجهزة والكاميرات المرئية والسمعية (التليميتري)، وهي تنقل معلومات عن المريض لأقسام الحوادث قبل وصول الاسعاف، لا سيما نوع وحجم الاصابة والعلامات الحيوية، علاوة على انه يتم التواصل مع طبيب الحوادث وتحديد الطبيب المختص اثناء توجه الاسعاف للمستشفى، مبيناً ان الكاميرات المرئية تهدف الى نقل المعلومات الحيوية لطبيبة الحوادث ليكون ملماً وعلى دراية بالحالة العاجلة المنقولة اليه ليستعد لاستقبالها لدى وصولها المستشفى. نقلة نوعية أشاد عبدالله السبيعي بقرار وزير الصحة الخاص بتولي منذر الجلاهمة إدارة الطوارئ، مثمناً معرفة الاخير بمتطلبات واحتياجات الفنيين والسائقين والموظفين عامة، مبيناً انه خلال شهرين من توليه قيادة الادارة نقل مستوى الأداء نقلة نوعية، فهو ابن الادارة وخدم فيها 28 عاماً.
مشاركة :