عندما يتعلق الأمر بأناقة الرجل فإن المصممين يجدون صعوبة فيها إلى حدٍّ ما، على الأقل من ناحية أن القطع المتاحة أمامهم محدودة، تقتصر على المعاطف والقمصان والبدلة؛ لهذا فإنهم في كل موسم يحاولون قدر الإمكان تجديد اقتراحاتهم له تارةً بتضييق السترة والبنطلون وتنعيم الأكتاف وتارةً أخرى بتوسيع بعض التصاميم بحجة منحه حرية حركة. وهذا ما تابعناه على منصات العروض في السنوات الأخيرة. بعضهم نجح في تقديم صورة رشيقة أو عملية وبعضهم بالغ في الأمر بعض الشيء.المبالغة في اتساع البنطلون تحديداً أكدت أنها لا تخدم صاحبها بالضرورة. في هذه القطعة بالذات تعتبر عملية النسبة والتناسب ضرورية لتحقيق الأناقة. بعض المصممين، وعلى رأسهم جيورجيو أرماني، حاولوا تسويقها بشكل قوي، إلا أنها ظلت تؤرّق الشاب، وتجعله يتأرجح بين القبول والرفض خصوصاً من لا يتمتع بمواصفات عارضي الأزياء. ترجمتها على أرض الواقع صعبة ولا تعطي نتيجة مُوفقة في غالب الأحيان. طبعاً هناك سبب آخر يدعو لرفضها، وهو أن الشاب تعوّد، إن لم نقُل أدمن، على التصاميم المحددة التي تبرز عضلاته المفتولة التي بذل وقتاً وجُهداً كبيرين للحصول عليها.المعادلة التي عمل المصممون على تحقيقها هذا الموسم وبنجاح أنهم حافظوا على عنصر الراحة التي تتيحها التصاميم الواسعة، لكن بشكل يراعي رشاقة الجسم ويبرز جمال تضاريسه؛ خلّصوا السترات مثلاً من التبطين للتخفيف من سُمكها وثقلها، واقترحوا بنطلونات بطيّات أمام الخصر خففت من اتساعه ومنحته هندسية مُرحباً بها أياً كان عمر الرجل أو أسلوبه.
مشاركة :