هل ينجح الهلال في كسر عناد «البطولة المفضلة»؟

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بعد بلوغ نادي الهلال نهائي دوري أبطال آسيا وتخطيه بيرسبوليس الإيراني في مواجهة نصف النهائي أول من أمس، تجدد الطموح لدى أنصاره بتحقيق اللقب الآسيوي، وعقدوا الآمال على نجومه لكسر عناد البطولة التي أدارت ظهرها لزعيمها، وظلت عصية في الـ17 عاما الأخيرة، بعدما كانت منصات التتويج خير شاهد للهلال، وحاضناً لبطولاته وألقابه، متسيدا بذلك كل الأرقام والإنجازات بصولاته وجولاته في التسعينات ومطلع الألفية الحالية فضلا عن الحضور المشرف في أواخر الثمانينات الماضية. ويظل الهلال الفريق الآسيوي الوحيد الذي لا تغيب شمسه عن هذه البطولة، في عشرين مشاركة، كأعلى رقم من بين أندية القارة الصفراء، وأكثر الأندية وصولاً للنهائي، عطفاً على لغة الأرقام التي لا تجامل ولا تتحيز لطرف ضد آخر، إذ كسر «الزعيم» كما يحب أن يطلق عليه عشاقه كل الأرقام التي سجلت قبله، ووصل لنهائي هذه النسخة دون أن يتعرض لأي خسارة سواء داخل قواعده أو خارجها، كأول فريق في القارة يحقق هذه الأولوية، كما أكمل 4 سنوات، دون أن يتلقى أي خسارة على أرضه وبين جماهيره في آخر 19 مباراة لعبها في دوري أبطال آسيا في العاصمة السعودية الرياض. كما تعكس لغة الأرقام وقائع وحقائق هذه البطولة التي جرت في خزائن الذهب الهلالية في ست مناسبات باختلاف أسماء البطولة، وفي مناسبتين كبطل للأندية الآسيوية أبطال الدوري، ووصل لخمسة نهائيات منها، ولعب 81 مباراة وهو العدد الأعلى في القارة، ووصل لنصف النهائي مرتين، وثلاث لربع النهائي، كما سجل أعلى نسبة من الأهداف، 207 أهداف، ويحتل مهاجمه السابق ناصر الشمراني صدارة الهدافين بـ25 هدفا. حلم الوصول للعالمية اقترب كثيراً من الهلال، بعد أن أدار الحظ ظهره للفريق في بطولة دوري أبطال القارة، غير أن نسخة 2014 تعد هي الذكرى الحزينة في تاريخ النادي السعودي بعدما سلب منه اللقب في مواجهة إياب نهائي 2014 من أمام سيدني الأسترالي، التي أدارها تحكيماً نشيمورا الياباني، فهي من أسوأ اللحظات التاريخية في مسيرة الهلال، إذ لم يوفق الياباني في إدارة المباراة، وتغافل عن أربع ركلات جزاء للهلال واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، علاوة على الحظ الذي وقف مع الضيوف، وحرم لاعبي «الزعيم» من أهداف صريحة أمام المرمى. ويعول الهلاليون على لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي اختيار الحكم الأنسب لمواجهتي الذهاب والإياب التي ستجمعه بفريق أوراوا الياباني الذي تأهل أمس بعد تغلبه على شنغهاي الصيني بهدف دون رد، وتكليف طاقم تحكيم قادر على إدارة مسك ختام موسم شاق ومتعب صرفت فيه ملايين الدولارات، حتى وصل الفريق للخطوة الأخيرة، لضمان عدم تكرار مأساة 2014 التي ما زال أثرها إلى يومنا هذا على الفريق الهلالي. وفي السنوات التي غاب فيها الهلال عن اللقب الخارجي، منذ عام 2000 لم يغب عن البطولات المحلية، وحقق 20 بطولة محلية، بداية بالدوري السعودي عام 2002، وكأس ولي العهد عام 2003، وجمع بين الدوري السعودي وكأس ولي العهد عام 2005، وعاد ليحقق كأس ولي العهد في 2006، وظفر بلقب الدوري السعودي في 2008 وأضاف إليه بطولته المحببة كأس ولي العهد، وحققها في أربعة مواسم على التوالي. كما حقق بطولة الدوري عامي 2010 و2011. ومن غير المعتاد عليه أن غاب في موسم 2014 عن البطولات وهو العام الذي جاء بعد خسارته نهائي آسيا أمام سيدني الأسترالي مما ألقى بظلاله على الفريق، لكن الزعيم سرعان ما عاد وحقق بطولة كأس الملك 2015، وكأس السوبر السعودية في العام نفسه، وكأس ولي العهد 2016 وبطولة الدوري في آخر نسخة. مشوار الهلال نحو النهائي لم يكن معبدا بالفرش الأحمر، وتعرض لمصاعب عدة كان أبرزها ابتعاد أبرز نجومه عن الخريطة الأساسية بسبب الإصابة، وفي المواجهة ما قبل الأخيرة التي خاضها أمام الفريق الإيراني تعرض للنقص باستبعاد لاعب محور الارتكاز عبد الله عطيف، لكن الأزرق قال كلمته وتحدى جميع الظروف، بداية بدوري المجموعات عندما تصدر المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة. وبدأ مشواره بالتعادل مع برسولبيس خارج ملعبه، قبل أن يحقق انتصاره الأول أمام الريان القطري، وعاد من الإمارات بتعادل أمام الوحدة، وعاد لينتصر على الفريق نفسه في مواجهة الإياب في الرياض، ويتصدر المجموعة، قبل أن يتعثر بالتعادل أمام برسولبيس، وقبل أن ينتصر على الريان القطري بنتيجة عريضة في الدوحة، وفي دور الـ16 فاز الهلال على الاستقلال الإيراني ذهابا وإيابا، ليخوض مواجهة قمة عربية في ربع النهائي ضد العين انتهت بالتعادل ذهابا سلبيا، وفي الإياب كشر «الأزرق» عن أنيابه وكشف عن طموحه وحقق انتصارا عريضا بثلاثة أهداف. وشاءت الأقدار أن يعود الهلال لمواجهة خصمه العنيد برسولبيس الإيراني في نصف النهائي، ومن مواجهة الذهاب وضع قدماً في النهائي، وسحقه برباعية دون مقابل، وفي مواجهة الإياب حقق التعادل بهدفين لمثلهما، ومع هذه النتيجة استحق العبور نحو نهائي القارة، كما استحق مهاجمه عمر خريبين لقب الهداف بعشرة أهداف، خمسة منها جاءت في شباك برسولبيس الإيراني في نصف النهائي بين مواجهة الذهاب والإياب، كما يحتل إدواردو لقب الوصيف بثمانية أهداف. وكان للمدير الفني للفريق رامون دياز دور كبير في تخطي العقبات التي واجهت الفريق، حتى وصل به للنهائي، وأعاد اكتشاف لاعب الطرف سالم الدوسري، والأخير كان العلامة البارزة في الأدوار الحاسمة وصنع كثيرا من الأهداف، وشكل ثنائيا مرعبا مع السوري عمر خريبين، كما كان لتدخلاته أثناء سير المواجهات دور كبير في تحويل مجرى المباراة، ودائماً ما ينجح في قلب كل الموازين في اللحظات الحاسمة لشجاعته وثقته في لاعبي الفريق. وبعد بلوغ الهلال نهائي البطولة قدم تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية مائة ألف ريال لكل لاعب نظير جهودهم الكبيرة طوال مشوار البطولة، وهنأ الجهازين الفني والإداري واللاعبين بما تحقق باسم الوطن، كما عمت الفرحة أرجاء الوطن بوصل ممثلها لنهائي القارة، وباركت جميع الأندية السعودية لممثل الوطن هذا الإنجاز غير المستغرب، وكتب عدد من لاعبي الهلال السابقين على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الثناء لنجوم الفريق. وقال صالح النعيمة قائد الفريق والمنتخب السعودي السابق والأشهر: «ألا بالشكر تدوم النعم الحمد لله، أبارك للقيادة الرشيدة وللشعب السعودي ولكل الرياضيين في الوطن العربي تأهل نادي الهلال للنهائي الآسيوي»، كما بارك يوسف الثنيان نجم الفريق السابق، للجيل الحالي، وتمنى أن يكون التوفيق حليف الفريق في النهائي، ويتوج باللقب، فيما عبر فيصل أبوثنين قائد الفريق السابق، عن فرحته بالتأهل، وقال: «الحمد لله على التأهل لنهائي آسيا لأن كبيرها لا يرضى بغير القمة، رغم الإرهاق والتعب كان الزعيم في الموعد ليضرب موعداً مع التاريخ، مبروك للوطن»، فيما وجه نواف التمياط النجم السابق للفريق شكره لكل من عمل حتى وصول الفريق إلى النهائي، وقال: «خلال ثلاث سنوات وصل الهلال للنهائي الثاني، بأرقام مميزة دفاعياً وهجومياً، مجهود الإدارة والمدرب دياز كان واضحاً» وشدد المهاجم ياسر القحطاني على أهمية طي صفحة المباريات الماضية التي وصفها بالصعبة، لكنه عاد ليؤكد أن المواجهة المقبلة هي الأصعب، شاكراً جميع المنتمين للبيت الأزرق على العطاء والتضحية في الفترة الماضية، وطالب جمهور الهلال بحضور الحدث الأهم في يوم النهائي لدعم اللاعبين، وتمنى إهداء اللقب للجماهير الوفية، كما أهدى حارس الفريق عبد الله المعيوف هذا الإنجاز لرياضة المملكة العربية السعودية، وبارك لكل من ساهم في بلوغ النهائي. وفي مسقط بعد مواجهة نصف النهائي التي انتقل منها الهلال للنهائي، لم يترك الحارس العماني علي الحبسي عادة الكرة العمانية والعادات والتقاليد الخليجية، وأقام مأدبة عشاء لبعثة الفريق بحضور رئيس النادي الأمير نواف بن سعد والجهاز الإداري والفني بقيادة رامون دياز، ووجدت هذه البادرة من الحارس الاحتياطي كل الثناء من جميع الهلاليين. وأكد الحبسي أن الهلال هو بيته الأول سواء كان من ضمن التشكيل الأساسي أو خارج خيارات المدرب، وقال: «بماء الورد أستقبل الهلاليين في بلدهم الثاني، وأبارك للجميع بلوغ النهائي، وأتمنى أن يحقق الزعيم لقب البطولة». كل المؤشرات توحي أن الهلال مقبل على تحقيق الحلم الذي طال انتظاره وملامسة ومصافحة الذهب الذي جفا الهلايين لسنوات طوال وبقي عليه أن يتجاوز فريق أوراوا ريد الياباني أحد الأندية التي تلعب بشكل تكتيكي بحت في دوري أبطال آسيا وهو الذي تأهل أمس إلى نهائي الأبطال عقب فوزه على شنغهاي الصيني بهدف دون مقابل علما بأنه توج باللقب مرة واحدة وكان ذلك عام 2007 وسيلتقي الفريقان في ذهاب النهائي يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في العاصمة الرياض، على أن يتواجها بعدها إيابا بأسبوع في اليابان لتتويج الفائز باللقب.

مشاركة :