أبوظبي : أحمد أبو شهاب نظّم مجلس البطين مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان «عزك هو وطنك»، شهدها جبر محمد السويدي، مدير عام ديوان ولي عهد أبوظبي، وألقاها فضيلة الشيخ وسيم يوسف، خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، بحضور عدد كبير من الأعيان وأهالي المنطقة.وفي بداية الجلسة، أكد فضيلة الشيخ وسيم يوسف، أن دولة الإمارات تستهدفها جماعات لا دين لها، تنتظر بفارغ الصبر تفرّق شعبها وقبائلها بكل الوسائل الممكنة، وخصوصاً ما نشهده في الوقت الحالي من حرب إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على ضرورة الالتزام بوصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، بأن يلزم الفرد الجماعة والإمام، خصوصاً أن الوقت الحالي هو وقت فتن، وعليه يجب الالتفاف حول ولاة الأمر ليبقى الرأي واحداً.وأشار إلى أن الحفاظ على أمن الإمارات هو واجب ومسؤولية وطنية يجب على كل فرد أن يتحمّلها، خصوصاً أن الجماعات الإرهابية، وضعت الإمارات في مرمى الاستهداف، مؤكداً أن العدو يستهدف اللحمة الوطنية لأي دولة كانت لنشر الفتن والقلاقل وزعزعة الأمن بين الناس، واستشهد بقصة الفتنة بين قبيلتي «الأوس والخزرج» ودور الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، في عمل الصلح وتوحيد الصفوف، وكيف قضى النبي، صلى الله عليه وسلم، على الفتنة الطائفية آن ذاك، حيث إن المسلمين تجمّعوا أيضاً لحرب المشركين، وكانت هذه بوادر حرب أهليّة كبيرة وخطرة، بسبب الفتنة الطائفيّة الداخليَّة التي كانت توشك أن تنشب بين المسلمين، وطائفة أخرى على غير دينهم تعيش معهم في داخل البلد الواحد، وكيف قام القائد النبي، صلى الله عليه وسلم، في التصرف الحكيم في مثل هذه المواقف، وإيقافه للصراع والقتال قبل أن يبدأ. ولفت إلى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يؤكد وينادي باستمرار لوحدة الصف والوحدة الإسلامية والوطنية لنزع الشقاق والفتن والنفاق بين صفوف المسلمين، خصوصاً أن المدينة المنورة آن ذاك، جمعت كافة الأطياف من القبائل العربية والأعجمية واليهودية والمسيحية والأبيض والأسود، دون تفرقة أو تمييز. وأشار وسيم يوسف إلى أن ما فعله النبي، صلى الله عليه وسلم، كان لتوحيد صفوف المسلمين من الفرقة والشتات والضياع، لأن المنافقين آنذاك كانوا يريدون هدم ما وضعه وصنعه الرسول، صلى الله عليه وسلم، في نفوس أصحابه، رضي الله عنهم.وقال: إن الأخلاق الحميدة في الدين الإسلامي حرّمت الغيبة والنميمة، كونها تفرّق وحدة المسلمين ووحدة الصف، والله سبحانه غني عن الناس، فالإسلام مظلة تحمي جميع الناس بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم، حيث إن الإسلام أكد طاعة ولي الأمر، لأنها هيبة للدولة ومكانة بين شعبه.وأضاف: إن الأرض الطيبة، لا تخبث بخبث شعبها، مشيراً إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان واضحاً في مصلحة الشعب، فالدين يبقى ديناً ولا يفرّق بين سني وشيعي ويهودي ومسيحي، والمساجد جميعها بيوت الله.وأضاف أن نعمة الوطن لا تقدّر بثمن ولا تستهان بها، فولي الأمر دائماً ينظر لمصلحة الوطن والشعب، ولا بد من الحذر من الإعلام السياسي المغرض الذي يستهدف نشر الفتن بين وحدة المسلمين وصفوفهم، وما يحصل اليوم في بعض بلاد المسلمين هو بسبب نقاط الفتن التي يزرعها الإرهابيون. وأشار إلى أن الأمن الذي ينعم به شعب الإمارات لم يأت بلا قيادة، فالجميع شركاء في كل شيء لتعزيز الأمن والأمان وتوحيد صفوف المسلمين، وبقاء الأوطان لا يكون إلا بالعدل وأمن الجنود بأمن الوطن، والعدو لن يسكت حتى تراق الدماء في أروقة بلاد المسلمين، مناشداً الجميع بالاتحاد وطاعة ولي الأمر والسير على نهجه وخطاه في دحر الظلم والعدوان، وما يديم العزة هو الدين والوطن.
مشاركة :