الشارقة: «الخليج» استضاف ملتقى الشارقة للشعر العربي الذي نظمه بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، «شعراء من سلطنة عمان» وذلك مساء أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة بحضور عبد الله العويس رئيس الدائرة، ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وحشد كبير من متذوقي الشعر والإعلاميين، وشارك فيها كل من الشعراء هشام الصقري وشميسة النعماني وناصر الغساني وعائشة السيفي وإبراهيم السالمي وقدمتها الشاعرة آية وهبي. افتتح القراءات الشعرية الشاعر هشام الصقري الذي قرأ قصائد توسدت الحنين، واقتربت كثيرا من العاطفة الإنسانية وظهر جلياً أثر ارتباطه بالأسرة من خلال قصائد لامست القرب الأبوي بلغة شفيفة رشيقة، ومما قرأ:طِفْلٌ.. وأَعرفُ قلبي، إنَّهُ شَغفٌيَهديهِ قِبْلَتَهُ، عُذْرًا يُشَرِّدُهُظِلَّانِ وارتجفَ المِصباحُ في دَمِنايَشتدُّ ما بين ظِلَّينا تَوقُّدُهُأَظَلُّ أُسكِتُ قلبي وهو يُنشِدُ ليويُستَفَزُّ «إذا ما لُحْتِ» مُنشِدُهُلِنَكسرِ الليلَ شُبَّاكًا، فَفي فَمِناصوتٌ إلى سُلَّمِ الآهاتِ نصعدُهُ وحلقت الشاعرة شميسة النعماني بقصائده تصنع الدهشة وتمتع بالكلمة، فقرأت قصائد حديثة في مفرداتها ورؤاها، ومن قصيدة «نبي الوجع» قرأت:حَزِينَةٌ دَمْعُهُ.. أو قُلْ بِها وَجَعٌإِذا تَصَدَّقَ مِنْها الرُبْعَ.. صارَ نَبيْلا جَمْعَ يَتْبَعُهُ إِلا نَوائِحُهُوكُلَّما جَفَّ مِنْهُ الحُزْنُ عادَ صَبيْكُلُّ النهاياتِ تُشْفى مِنْ بِدايَتِها إِلَّاهُ يَشْقَى بِحُزْنٍ فيهِ كَالنَّسَبِ الشاعر ناصر الغساني تتبع غربة الإنسان في التيه الذي رسم طريقاً ضبابياً للحب فألغى الوقت وأدخله في دهليز المجهول، فكان طوفان المعنى هو الضوء القادم من بعيد لمصافحة هذا النفق: لا وقَتَ للحُبِّ عينُ الموتِ تَرْقُبُنَا أَنَّى اتَّجَهْنَا لنا المَجْهُولُ والخَطَرُ مشى بنا الخوفُ من مِيلادِنَا ولنَا حُلْمٌ تُحَاصِرُهُ الأَوْهَامُ والأُطُرُالأَرْضُ تَشْتَاقُ للطُّوفَانِ ثَانِيةً دَرْنَاءُ تَشْرَقُ بالقَتْلَى وتَنْفَطِرُ إنَّا كَبُرْنَا على أَوْجَاعِنَا فَمَتَى يَلُوحُ للضوءِ في دِهْلِيزِنَا قَدَرُ؟أطلت الشاعرة عائشة السيفي برمزية عالية لتقرأ نصوصاً حداثية أنيقة، سافرت بالمتلقي وأخذته في عالم تأملي سريع النبض وهي تنبش الرمل لتحدث الجسد المضيء بالذكرى والحنين فتؤنس بحروفها وحدته وترش بماء القصيدة تربته وتنادي عليه بشعور رقيق أنيق حزين: رأيتُ أبِي.. كان يومئُ للنخلِ.. مستسلماً لمواويلهِ النزويةِ..محتفياً بالحمامِ الذيْ حط في كتفيهِوحيداً.. ولا ظل يؤنسُ وحدته..وحدهُ الغيمُ.. كان يصليْ عليهِ..وكنتُ أناديهِ: يا أبتِ! الموتُ أبردُ منْ كوبِ ماءٍ على جسديْ وأحن علي من الرملِيا أبتِ.. الماءُ حاصرنيْ بالحنينِ ولا وقت كيْ أحرج الليل بالضوءِ والحزن بالذكرياتْ واختتم القراءات إبراهيم السالمي الذي قرأ: يا صديقيخذني على وسعي وضيقيفي فكرة الوطن الذي ينسال من شجر اللبان إلى المضيقِيغفو على نزق المغنّيثم يصحو دونما قيثارةٍيدحو رقاقًا من دقيقِخذني فإن ضاقت طريقكإن في المسرى طريقييا صديقي وفي الختام كرم عبدالله العويس ومحمد البريكي الشعراء المشاركين في الأمسية.
مشاركة :