«داعش» ينكمش ويذوب.. و«دولته» المزعومة تتلاشى

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك الضارية، خسر تنظيم داعش مدينة الرقة معقله الأبرز في سوريا، لكن مصير المئات من مقاتليه الأجانب الذين رُجح أن يقاتلوا حتى الرمق الأخير لا يزال مجهولاً. ويقدر مسؤولون أميركيون عدد الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم خلال السنوات الماضية بنحو 40 ألفاً، انتشروا في مناطق سيطرة التنظيم التي ساوت مساحتها حين كانت في أوج قوتها مساحة بريطانيا. وخسر التنظيم 87 في المئة من الأراضي التي تمكن من السيطرة عليها العام 2014 في كل من سوريا والعراق. وقال الناطق باسم التحالف ريان ديلون، في تغريدات على «تويتر»، تزامنت مع الذكرى الثالثة لتأسيس التحالف وهزيمة التنظيم في الرقة: «طرد شركاؤنا التنظيم من 87 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها، وحرروا أكثر من 6.5 ملايين شخص». وقدر أن عدد مقاتلي التنظيم المتطرف الذين ما زالوا ينشطون في سوريا والعراق يراوح بين 3 آلاف و7 آلاف. ومني «داعش» في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية. ففي سوريا، يحتفظ التنظيم حالياً بسيطرته على بعض الجيوب المحدودة في محافظتي حمص وحماة وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في محافظة دير الزور «مركز ثقله»، رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها. وفي العراق، ما زال التنظيم يسيطر على مدينتين في منطقة صحراوية في غرب البلاد. وباتت مدينة الرقة معقلاً للتنظيم في سوريا واتخذها العديد من المقاتلين الأجانب مقراً لهم. ويرجح محللون أن يكون قادة الصف الأول في التنظيم غادروا الرقة قبل دخول «قسد» إليها. كما قتل المئات من المقاتلين خلال المعارك وجراء غارات التحالف. وحين اقتربت المعركة من نهايتها، قاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر المحافظة الأسبوع الماضي محادثات مع المقاتلين المحليين في المدينة، استسلم بموجبها أكثر من مئتي مقاتل محلي مع أفراد من عائلاتهم. أجانب وشدد كل من مجلس الرقة المدني وقوات سوريا الديمقراطية على أنه لم يُسمح للمقاتلين الأجانب بالخروج من المدينة. وقبل انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، قدر التحالف الدولي و«قسد» عدد الإرهابيين المتبقين وغالبيتهم من الأجانب بنحو 300. ولم يتوفر حتى الآن أي اشارة حول مصير هؤلاء المقاتلين وما إذا كانوا قد استسلموا أو قتلوا خلال الساعات الأخيرة من القتال. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 130 إلى 150 مقاتلاً أجنبياً استسلموا مباشرة قبل انتهاء المعارك. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، «لم يرهم أحد لأن أجهزة المخابرات تسلمتهم»، مضيفاً «نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم بالتأكيد أجهزة مخابرات بلديهما». وتضمن هؤلاء، وفق عبد الرحمن، مقاتلين عرب فضلاً عن أوروبيين وآخرين من دول وسط آسيا. تضارب وتحدثت تقارير أخرى عن تمكن قافلة من المقاتلين الأجانب من الخروج من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم المتطرف في محافظة دير الزور (شرق)، الأمر الذي نفاه مسؤولون في «قسد». وقال الناطق باسم «قسد» طلال سلو إنه المقاتلين الذين لم يشملهم الاتفاق «اما استسلم البعض منهم وإما قتل». واضاف «نجري حالياً عمليات تمشيط للقضاء على الخلايا النائمة، قد يكون هناك إرهابي مختبئ هنا أو هناك». ونفى التحالف الدولي توقيف أي مقاتل. وقال ناطق باسمه، «لم نقم بهذا الأمر. لدينا قوات من التحالف ستحقق معهم وتحاول أن تحصل منهم على معلومات، ولكنهم في قبضة قسد». اتفاق بموجب اتفاق قاده مجلس الرقة المدني، جرى تسجيل بيانات وبصمات المقاتلين الذين استسلموا لوجهاء العشائر الذين سيكونون «مسؤولين عنهم وكفلاءهم». ومن المتوقع أن تتواصل قوات سوريا الديمقراطية مع الدول التي يتحدر منها المقاتلين الأجانب لبحث سبل تسليمهم ومحاكمتهم. وسلمت قوات سوريا الديمقراطية في سبتمبر مقاتلاً أميركياً من التنظيم المتطرف إلى مسؤولين أميركيين، وهو حالياً موقوف في العراق. وقال نيك هيراس من مركز الأمن الأميركي الجديد «التحدي الحقيقي هو أن يتحول التنظيم إلى شبح منتقم يحاول التسلل لتخريب الأمن والحكم والإدارة في فترة ما بعد انتهاء الصراع من أجل تقويض الولايات المتحدة وشركائها».

مشاركة :