الجيش الإسرائيلي يدهم ويغلق مؤسسات إعلامية في الضفة الغربية

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دانت الحكومة الفلسطينية اقتحام الجيش الإسرائيلي فجر أمس شركات إنتاج إعلامي تعمل في الضفة الغربية وإغلاقها لمدة ستة أشهر بدعوى بث مواد تحرض على الإرهاب. وداهمت قوات إسرائيلية ليل الثلثاء- الأربعاء مكاتب ومقار مؤسسات إعلامية فلسطينية في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، وأغلقت العديد منها، بتهمة تقديم خدمات تلفزيونية لحركة «حماس». وجاءت هذه الإجراءات بعد ساعات من إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم «حماس» ما لم تتخل الحركة عن سلاحها وعن العنف وتعلن الاعتراف بإسرائيل. وقال مسؤول في نقابة الصحافيين الفلسطينيين إن القوات الإسرائيلية أغلقت مكاتب شركات «بالميديا» و «ترانسميديا» و «رامسات» الإعلامية الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لستة أشهر. وقام الجيش أيضاً بمصادرة مواد إعلامية من هذه المؤسسات واعتقل شخصين، أحدهما مسؤول في إحدى هذه المؤسسات. كما داهم الجيش مكاتب «بالميديا» في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ومكاتب إعلامية في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات «فتشت مكاتب إعلامية وشركات إنتاج يشتبه ببثها مواد تحريضية، والتشجيع والاحتفال والترويج للعنف والإرهاب ضد الإسرائيليين». وتابعت: «إضافة إلى ذلك، صادرت القوات معدات ووثائق من الشركات الإعلامية التي قدمت خدمات إلى قناتي الأقصى والقدس، وهما منظمتان محظورتان». وتتبع المحطتان لحركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. ولم يكن بإمكان المتحدثة تحديد عدد المكاتب التي تم إغلاقها أو تقديم أي تفاصيل عن المواد التحريضية. من جهة أخرى، قال الجنرال يواف مردخاي، منسق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمسؤول عن وحدة الإدارة المدنية، في تصريح على صفحته على موقع «فيسبوك» باللغة العربية، إن «الجيش اقتحم 8 شركات فلسطينية للاتصالات والإنتاج توفر خدمات لقناتي الأقصى والقدس» التلفزيونيتين. وقال مردخاي إن «القناتين تبثان التحريض المستمر على دولة إسرائيل»، متهماً القناتين بأنهما ألهمتا العديد من الفلسطينيين للخروج وارتكاب هجمات. وهدد بـ «معاقبة كل من يحرض على دولة إسرائيل ويتعاون من محطات تحريضية». وتقدم هذه الشركات سلسلة خدمات مختلفة لقنوات تلفزيونية محلية وعربية ودولية، منها خدمات لوجيستية وفرق عمل ومصورون واستديوهات وخدمات البث. وقال إبراهيم الحصري، المدير التنفيذي لشركة «ترانسميديا»، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت فجر الأربعاء مقر شركته، مضيفاً: «رأيناهم يصادرون الأجهزة والمعدات الخاصة بالشركة، وبعد انسحابهم توجهنا إلى الشركة ووجدنا أنه تم إغلاق الأبواب بالصفائح الحديدية». وأشار الحصري إلى أن «شركات الإنتاج في فلسطين وفي كل العالم تقدم خدمات إنتاجية وخدمات تقنية أكثر منها إخبارية. نحن لسنا وكالة أنباء، عملنا تقني بحت ونحن غير مسؤولين عن المحتوى والمضمون الذي تقدمه هذه القنوات». وترك الجيش الإسرائيلي بياناً باللغة العربية على أبواب هذه الشركات، جاء فيه: «امتنعوا عن مد يد العون للإرهاب والتحريض، وبهذا تصونون مصدر رزقكم وتحمون عائلاتكم». وفي بيان، قالت شركة «بالميديا» الفلسطينية التي تعرضت مكاتبها للمداهمة في مدن رام الله والخليل ونابلس، إن «قوات الاحتلال قامت بمصادرة معدات وأجهزة من داخل مكاتب الشركة الرئيسية في رام الله والخليل ونابلس، إضافة إلى إغلاقها مدة ستة أشهر». وأضافت الشركة أن هذا العمل «يهدد استمراريتها بمواصلة عملها وتقديم خدماتها للقنوات الفضائية ومواصلة إنتاجها للعديد من البرامج لعدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية». وأكد مسؤول في الشركة أنه «بهذه الإغلاقات، فإن ثلاثة من أصل خمسة مكاتب للشركة في الضفة الغربية تم إغلاقها». وأضاف أنه بسبب هذا الإغلاق، أصبح قرابة 50 شخصاً بلا عمل. وتغلق السلطات الإسرائيلية باستمرار محطات إذاعية أو شركات إعلامية أو حتى قنوات تلفزيونية بذريعة «التحريض على الكراهية» والعنف. ودانت الحكومة الفلسطينية اقتحام المكاتب. وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان نشرته وكالة «وفا»، إن «قوات الاحتلال ارتكبت اعتداءً سافراً وخرقاً فاضحاً مزدوجاً لكافة القوانين الدولية، عندما اقتحمت المدن الفلسطينية، ونفذت اقتحاماً بحق مكاتب إعلامية تتعامل مع الكلمة والصورة، تحت حجج واهية لا تصنف إلا تحت عناوين الاعتداءات التي يصر الاحتلال على تنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني». في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إصابة فلسطيني بنيرانه، إثر محاولته مهاجمة جنود إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة وتم نقله للعلاج في مستشفى إسرائيلي.

مشاركة :