باريس - موفد الجزيرة - سعد العجيبان: ترمي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لفرنسا بثقلها وبشكل إيجابي على مسار العلاقات بين الرياض وباريس، مما يسهم في دفعها نحو آفاق أكثر عمقا بما يحقق مصالح البلدين. وثمة بُعد جديد في مسار العلاقات السعودية- الفرنسية يلحق بمثيلاته في الجانبين السياسي والاقتصادي؛ إذ برز تنامٍ ملحوظ في مجال التعاون العسكري. شراكات فمنذ سنوات أقامت المملكة شراكات عدة مع فرنسا في مجال الدفاع، كما أن هناك شركات فرنسية عدة تعمل استجابة للاحتياجات المتعلقة بالتعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين. وشهدت الفترة القريبة الماضية تبادلا للزيارات واللقاءات والمشاورات بين القيادات المعنية في الشأن العسكري والدفاعي، فقد بحث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في لقاءات سموه مع وزير الدفاع الفرنسي ما يتعلق بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، فيما تناول صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني في زيارتين لفرنسا التعاون العسكري مع وزير الدفاع الفرنسي في أعقاب لقاء سموه بالرئيس فرانسوا هولاند. كما قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بزيارة لفرنسا، التقى خلالها الرئيس فرانسوا هولاند ووزير الداخلية الفرنسي وعددا من المسؤولين، حيث بحث مع الجانب الفرنسي الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات. تبادل الخبرات والتدريب وفي جانب متصل، شهدت السنوات الأخيرة لقاءات متواصلة بين منسوبي السلك العسكري في البلدين، ضمن إطار تبادل الخبرات والتدريب، إضافة إلى المناورات العسكرية المشتركة بين الجانبين السعودي والفرنسي. كما تم توقيع اتفاقية بين المملكة وفرنسا لدعم القدرات التكنولوجية لبرنامج (صواري1) و(صواري2) لتجديد الفرقاطات البحرية السعودية وسفن تزويد الوقود التابعة لها، بقيمة 1.3 مليار يورو، كما تم إجراء مناورات عسكرية بحرية مشتركة في البحر الأحمر. كما بحث الجانبان السعودي والفرنسي التعاون في مجال الفضاء والدفاع الجوي ومنظومة دفاعية مضادة للصواريخ، والحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال القوة العسكرية البحرية. تمارين ومناورات ومن أمثلة التعاون العسكري، شاركت القوات الجوية الملكية السعودية القوات الجوية الفرنسية تمرينها الرابع في قاعدة نانسي الجوية شرق فرنسا، ضمن سلسلة تمارين الدرع الأخضر التي تقام كل سنتين بغرض تطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية والإدارية. وشاركت ست طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية مع القوات الجوية الفرنسية بكامل أطقمها الجوية والفنية المساندة ترافقها طائرات التزوّد بالوقود جواً من طراز MRTT وطائرات النقل الجوي من طراز C130 شاركت في هذه التمارين، وقدمت مهارات جماعية وفردية أثنى عليها الجانب الفرنسي. كما نفذت القوات البرية ونظيرتها الفرنسية غارات جوية وأرضية على أهداف تدريبية على الحروب الجبلية، وذلك على قمم جبال السروات جنوب غرب المملكة، كما شارك الجانبان في تمرين «النيزك واحد» في تبوك، وهو تمرين مظلي. وتأتي تلك المناورات ضمن تعاون مشترك بين المملكة وفرنسا في تنشيط التدريبات الحربية والاستفادة من الخبرات العسكرية لكلا الطرفين. التعاون الثقافي والعلمي يتسم التعاون بين المملكة وفرنسا في المجالات الثقافية والعلمية والتقنية بالحيوية، حيث شهدت مسيرة العلاقات السعودية- الفرنسية ضمن هذا الجانب في السنوات الأخيرة، تطورا ملحوظا، مما ساعد على مد جسور التواصل بين المجتمعين، وشكّل الأرضية الصلبة لتطوير التعاون في المجالات كافة. زيادة المبتعثين وتعاون الجامعات وساعد ذلك على تطوير وتعزيز هذا التوجه الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم في المملكة، وفتح باب الابتعاث إلى مختلف دول العالم، بهدف تحصيل العلم النافع وتقديم الصورة المشرفة للمجتمع السعودي والاتصال بالحضارات والثقافات المختلفة، حيث ارتفع عدد الطلاب المبتعثين السعوديين إلى فرنسا من 100 طالب وطالبة قبل 5 سنوات إلى 1400 في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 4000 في المستقبل القريب. كما أن هناك توجها لزيادة أعداد المبتعثين السعوديين للدراسة في فرنسا في مجالات متعددة، بالإضافة للأطباء المتدربين، إضافة إلى اتفاقيات عدة للتعاون العلمي بين بعض الجامعات السعودية والفرنسية، وتعاون بين مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض وبعض مراكز الأبحاث العلمية الفرنسية. روائع آثار المملكة في اللوفر وفي شأن التعاون الثقافي، فتح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2010م أبوابه أمام تاريخ وثقافة السعودية، من خلال معرض افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، يحمل عنوان معرض (روائع آثار المملكة في اللوفر)، وكان من أهم القطع المعروضة باب للكعبة مطلي بالذهب، قدمه أحد سلاطين الدولة العثمانية في القرن السابع عشر، إضافة إلى 320 قطعة يعود ثلثها إلى ما قبل الإسلام.
مشاركة :