< تتجه السعودية إلى تعزيز مفهوم القيادة والسيطرة المتحكمة عبر تطوير أنظمة القيادة والسيطرة المتحكمة من C4 إلى C5، كما أخبر بذلك رئيس قيادة الأركان السعودية الفريق عبدالرحمن البينان في افتتاح مؤتمر متخصص أول من أمس، فيما أكد المتحدثون في أول جلسات المؤتمر إلى خطورة اتساع المخاطر الإرهابية القادمة من المنظمات الإجرامية مثل داعش، ونبه أحد المتحدثين إلى أن «فيسبوك» الموقع العالمي تعاقد مع ألف من الخبراء للتعرف إلى مصادر الخطر الإرهابي. وقال الفريق عبدالرحمن البنيان خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للقيادة والسيطرة: «نحن في وزارة الدفاع - ووفق تطلعات وطموحات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - نسير في اتجاه تطوير مجالات العمل في قواتنا المسلحة، ويأتي في مقدمة أولوياتها (تطوير منظومة القيادة والسيطرة –c4I) ودمج جميع الأعمال الأمنية، الإدارية، والتموينية والعملياتية، ضمن منظومة متكاملة وحديثة». وأضاف البنيان: «إن الاستثمار في مجال تطوير نظم القيادة والسيطرة لم يعد خياراً لنا، وإنما متطلب وطني لتحقيق منظومات قيادة وسيطرة حديثة، مواكبة لتقنيات العصر، يعتمد عليها لاتخاذ القرارات الصائبة على جميع المستويات القيادية، العمودية والأفقية، بما في ذلك العسكرية منها وبكل سهولة ويسر، مما يتطلب تطوير وتحسين مفاهيم القيادة والسيطرة، والبنى التحتية لشبكات المعلومات والاتصالات المستخدمة». وفي الجلسة الأولى للمؤتمر أكد الرئيس التنفيذي لمنتدى التغيير في الأمم المتحدة والتر كريسمان إنه لا بد من التحول إلى نظام C5 لمحاربة الشبكات المتطرفة، ولزيادة رقعة التواصل بين الجهات المختلفة، مع المحاكاة الكاملة لكل أنواع التحديات الطارئة التي قد تحدث في المستقبل. وتساءل كريسمان كيف تتفاعل الجهات المعنية في المناطق العربية حين تعرض المناطق المأهولة لمخاطر هجوم إرهابي كبير أو مخاطر هجوم بالجرمة الخبيثة كما وقع في المفاعل الياباني، وكيف هي أساليب الإخلاء حين وقوع مثل هذه الأزمات، التي قد تحدث في كل مدن العالم. ورأى أن التحكم السريع حيال الأزمات يحل كثير من المشكلات التي يقضى عليها عبر التخطيط السريع، أو عبر إنشاء مركز لإدارة المخاطر المحدقة بالدولة، يتصل فيها غالب الأطراف بشكل متسارع وديناميكي. فيما رأى الخبير المتخصص في القيادة والسيطرة بانغ كزياو أن التطبيقات الجديدة مثل «تويتر» و«واتساب» تساعد في محاربة الإرهاب، «لأن الإرهابيين لديهم أمل كبير للهجوم الواسع بدوافعهم الآيديولوجية، والمشكل في الموضوع أنهم تحولوا إلى فضاء الانترنت والسيبراني، وأصبحوا متوزعين فيها، والمخيف أنهم أصبحوا يستخدمون الإنترنت بشكل كبير وهم يمنون أنفسهم بزيادة التأثير ووضع بصمة لهم في الإنترنت، ولمحاربة داعش وأمثالها لا بد من توسيع النظرة لإدراك المخاطر المحدقة من قبلهم، فهم يخفون أنفسهم في الإنترنت بشكل كبير». وأكد كزياو أن الذي يحارب المخاطر المحدقة في الانترنت هم التقنيون لا العسكريون، مضيفاً أن هناك أكثر من 100 خبير في «فيسبوك» يعملون لتعقب النشاطات الإرهابية، ويعملون على تحليل كل الأشكال والصورة لتحديد مصادر النشاط الإرهابي، وهناك برامج متخصصة لتحليل الصورة قبل وقوع الهجمات الإرهابية، من خلال الذكاء الاصطناعي عبر تحليل الشخصيات ببرامج معمقة في هذا المجال. فيما قال مدير الهندسة في شركة لوكهيد مارتن إنه لا يوجد نظام آمن 100 في المئة، وكثير من الدول لديها نقاط ضعف، ولا بد من العمل على زيادة البنية التحتية الدفاعية، وبجهود متضافرة للوصول إلى هذا الهدف. ورأى أن «التهديدات في أولها تكون دائماً خفيفة، لكنها تتطور، لأن الهجمات تتغير وتتبدل كل يوم، وتعود بطرق جديدة، فلذلك يوضع من يراقب هذه الهجمات التي هي قد تكون عسكرية أو تقنية أو اقتصادية أو حتى باحثين عن الشهرة عبرها».
مشاركة :