دانت الحكومة الفلسطينية وحركة «التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح) اقتحام الجيش الإسرائيلي فجر اليوم (الأربعاء)، شركات إنتاج إعلامي تعمل في مدن الضفة الغربية، وإغلاقها لمدة ستة أشهر بدعوى بث مواد تحرض على الإرهاب. وكان الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي قال في تغريدة على «تويتر»: «في نشاط مشترك لجيش الدفاع وقوات الأمن، تم دهم ثماني وسائل إعلام وشركات إنتاج فلسطينية يشتبه في بثها وإرسالها مواد تحريضية ومشجعة للإرهاب». ودهم الجيش المكاتب بعد ساعات من إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم «حماس»، ما لم تتخل الحركة عن سلاحها وعن العنف وتعلن الاعتراف باسرائيل. وتتبع المحطتان لحركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. وبث أدرعي على «تويتر» مقاطع فيديو لعمليات دهم قام بها الجيش لمكاتب الشركات الإعلامية في مدن الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس. وأشار مسؤول في نقابة الصحافيين الفلسطينيين إلى أن القوات الإسرائيلية أغلقت مكاتب شركات «بالميديا» و«ترانسميديا» و«رامسات» الإعلامية الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لستة أشهر. وأصيب شابان بعيارين مطاطيين، وآخرون بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت عقب عملية الاقتحام لتلك الشركات. وصادر الجيش ايضاً مواد إعلامية من هذه المؤسسات واعتقل شخصين، أحدهما مسؤول في احدى هذه المؤسسات .ودهم مكاتب «بالميديا» في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ومكاتب اعلامية في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية. وعلق الجيش الإسرائيلي على مداخل تلك الشركات قرارات بإغلاقها لمدة ستة شهر. وذكر أدرعي أن القوات اعتقلت عدداً من الفلسطينيين خلال عمليات إغلاق الشركات، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأفاد منسق انشطة الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمسؤول عن وحدة الادارة المدنية يواف مردخاي، في تصريح على صفحته على موقع «فايسبوك» بأن «الجيش اقتحم ثماني شركات فلسطينية للاتصالات والانتاج توفر خدمات الى قناتي الاقصى والقدس». وأضاف أن «القناتين تبثان التحريض المستمر على دولة اسرائيل»، متهماً القناتين بأنهما «الهمتا الكثير من الفلسطينيين للخروج وارتكاب هجمات». وتابع «سيعاقب كل من يحرض على دولة اسرائيل ويتعاون من محطات تحريضية». من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في تصريح بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن «قوات الاحتلال ارتكبت اعتداء سافراً وخرقاً فاضحاً مزدوجاً لكافة القوانين الدولية عندما اقتحمت المدن الفلسطينية، ونفذت اقتحاماً بحق مكاتب إعلامية تتعامل مع الكلمة، والصورة». وأضاف أن الاقتحام جرى «تحت حجج واهية لا تصنف إلا تحت عناوين الاعتداءات التي يصر الاحتلال على تنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني ومقدراته وأرضه». وتقدم الشركات التي أغلقها الجيش الإسرائيلي خدمات إعلامية للكثير من القنوات الفضائية الأجنبية والعربية والفلسطينية. بدورها، قالت مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية في بيان صحافي لها، إن «هذه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية تشكل إعتداء غير مبرر على حرية العمل الإعلامي والصحافي في فلسطين، وتثبت أنها ممعنة في سياسية تكميم الأفواه»، مؤكدة أن هذا الممارسات تستهدف «طمس الرواية الفلسطينية ومنع ايصالها للعالم، وتعمل على تزييف الحقائق على الأرض». وأشادت المفوضية بالجهود الإعلامية الفلسطينية المميزة في نقل الهم الفلسطيني للعالم بأسره، مشددة على أن «إجراءات سلطات الإحتلال بحق مؤسساتنا الإعلامية واعلاميينا، لن تثنينا عن بلوغ أهدافنا وتحقيق مرادنا». وأشارت إلى أن هذه «الممارسات الاحتلالية بحق مؤسساتنا الاعلامية، ينم عن تخوف اسرئيل من الاستمرار بفضح جرائمها بحق ابناء شعبنا»، مؤكدة انه «لا يمكن لاسرائيل، في عصر الإنفتاح الإعلامي وإنتشار وسائل الإعلام الالكترونية بادواته المختلفة ولا سيما الاعلام الاجتماعي، أن تتحكم بالمنتج الاعلامي الفلسطيني أو أن تحد من انتشاره». وأوضحت المفوضية أنها تسخر إمكاناتها المتواضعة في خدمة المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها.
مشاركة :