سجن كولومبي يساعد السجينات على تذوق طعم الحرية

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المشروع يهدف إلى الدمج الاجتماعي له ميزة أيضا تتمثل في إتاحة فرص تقليص مدة عقوبة السجينات، إذ أن تمضية يومين في المطعم يخفضان العقوبة يوما واحدا.العرب  [نُشر في 2017/10/19، العدد: 10786، ص(24)]منح فرصة أخرى بوغوتا – ترتدي ارليث مارتينيس بدلتها وتقبّل صورة لتوأمها قبل الخروج من الزنزانة، واجتياز بضعة أمتار للبدء بخدمتها غير الاعتيادية في أول مطعم راق في سجن كولومبي. ويعمد على غرار معتقل بولسمور في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، حيث أودع نلسون مانديلا لفترة وسجن الرجال في ميلانو الإيطالية، عدد متزايد من السجون إلى إجراء مثل هذه التجارب لإعادة الدمج عبر الجمع بين الخدمة والطبخ. ووصلت مارتينيس منذ عام 2015 إلى سجن سان دييغو للنساء في مدينة كارتاخينا الساحلية على البحر الكاريبي، وهي محكومة بتهمة الابتزاز. وتغيرت حياتها منذ ديسمبر الماضي، إذ أنها تعمد يوميا إلى كي بدلتها السوداء المزدانة بلفافة رأس بألوان زاهية لتقديم الأطباق لزبائن مطعم “إل انترنو” وهو اسم مزدوج المعنى بالإسبانية ويعني “المعتقل” و”الداخل” على السواء. وأوضحت مارتينيس (26 عاما) “مع أني مسجونة، إلا أنني أشعر بالحرية لأن الجو مختلف”، مضيفة “ثمة قضبان أقل” مقارنة مع السجن. ويعتبر سان دييغو الواقع في الوسط التاريخي لهذه المدينة، أول سجن للنساء في كولومبيا يفتح أبوابه أمام العامة. تم تدريب السجينات خلال شهرين على مهام الطبخ والخدمة وتحضير المخبوزات، كما قمن بإعداد قائمة الطعام بمساعدة طهاة معروفين وتعمل 15 من السجينات الـ150 اللواتي ينتظر بعضهن الحكم القضائي في حقهن فيما أدينت أخريات بتهم الاتجار بالمخدرات أو القتل، في المطبخ أو في خدمة الزبائن. هذا المشروع الذي يهدف إلى الدمج الاجتماعي له ميزة أيضا تتمثل في إتاحة فرص تقليص مدة عقوبة السجينات، إذ أن تمضية يومين في المطعم يخفضان العقوبة يوما واحدا. ويفصل ستار أرجواني قاعة المطعم عن الزنزانات. ويمثل مطعم انترنو فرصة للتدريب وإعادة الدمج للسجناء في بلد يعد أكبر عدد من المعتقلين في أميركا الجنوبية. ويحمل قميص مارتينيس عبارة “أؤمن بالفرص الثانية”. هذا الشعار عينه مكتوب على الجدار عند مدخل هذا المطعم الذي يمكنه استيعاب 50 زبونا في وقت واحد. ويتيح المطعم تناول أطباق راقية بين الثلاثاء والأحد. وعند إغلاق أبوابه، تعود السجينات إلى الزنزانات. وفتح المطعم بمبادرة من مؤسسة اكسيون انترنا التي استلهمت مديرتها يوانا باهامون من مطعم “إن غاليريا” المقام في موقف سيارات سجن ميلانو لإقامة هذا المكان. وأقنعت هذه الممثلة التلفزيونية سلطات كارتاخينا باعتماد هذا النموذج في سجن سان دييغو الواقع قرب فنادق فخمة تعج بها مداخل هذه المدينة. وتم تدريب السجينات خلال شهرين على مهام الطبخ والخدمة وتحضير المخبوزات، كما قمن بإعداد قائمة الطعام بمساعدة طهاة معروفين. وأقيم المطعم في البهو حيث كان الحراس يركنون دراجاتهم النارية سابقا. وهو يجذب خصوصا شخصيات ومسؤولين في وسائل إعلام من المتعاطفين مع هذه القضية.

مشاركة :