هويوس، أول مدرب قارن ميسي بمارادونا

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

على بُعد أيام من حفل جوائز The Best لكرة القدم من FIFA، خصّ هويوس موقع FIFA.com بحديث حصري استحضر فيه بدايات مشوار نجم برشلونة والألبيسليستي، المرشح لجائزة The Best لأفضل لاعب في العالم لعام 2017. وبنبرة عاطفية، قال المدرب الأرجنتيني الذي يتولى حالياً دفة نادي يونيفيرسيداد دي تشيلي "إن المقارنات بغيضة أحياناً، ويتعيّن على المرء أن يتجنبها ما أمكن، ولكن في ذلك الوقت بدا لي أنه يشبه إلى حد بعيد دييجو الذي بدأ مسيرته وتألق في أرجنتينوس جونيورز وبوكا جونيورز. دييجو الذي كان يراوغ المدافعين دون أن يفلح أي منهم أبداً في إسقاطه أو إيقاف زحفه. كان يشبه دييجو في أفضل حالاته." في عام 2000 كان هويوس يشرف على تدريب أحد فرق الناشئين في نادي برشلونة، حيث كان من الصعب عليه أن يُعبّر للمسؤولين عما كان يراه في النجم الأرجنتيني الصاعد، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاماً آنذاك. لكنه وجد الطريقة المثلى لإقناعهم: مقارنته بالأسطورة مارادونا. "لم يسبق لي أبداً أن رأيت لاعباً من هذا القبيل. هكذا شرحت الأمر للمسؤولين في برشلونة. أذكر أنهم سألوني ’هل أنت جاد في كلامك؟‘ فأجبتهم: ’هكذا يبدو لي الأمر، لكن القرار الأول والأخير بين أيديكم!‘" ما هي الصورة التي لا تزال عالقة في ذهنك عندما تستحضر تلك السنوات الثلاث التي درّبته فيها؟تواضعه وبساطته وطموحه من أجل تحسين الأداء...كان يترك بصمته بشكل دائم وما زال يفعل ذلك إلى يومنا هذا. كان لاعباً مؤثراً بشكل كبير، كان له سحر مذهل وكان يثير المشاعر على نحو مدهش. كان يستمتع بالركض مداعباً الكرة بقدميه. كان من الرائع الإستمتاع بمشاهدته، وها هو اليوم لا يزال يستمتع باللعب كما كان الحال دائماً، وهذا هو سر شخصيته. فهو لا يزال مثل ذلك الصبي الذي يلعب من أجل الإستمتاع، مُعرباً عن حبه اللامحدود لهذه الرياضة. أنت ترى فيه صفة القائد عن جدارة واستحقاق. لكن في تلك المرحلة التي كان الخجل الشديد يبدو واضحاً على قسمات وجهه، هل كنت تراه قادراً على حمل مشعل القيادة أيضاً؟ليو قائد في صمت، إنه قائد لا يمكنه أن يتخلى عنك أبداً. نعم، كنت أراه مؤهلاً لذلك عندما كنا معاً في برشلونة لأنه كان يتحلى دائماً بصفة القائد. هذا المفهوم ينطوي على دلالات واسعة جداً. إنه ليس بذلك القائد الأناني، بل إنه قائد بروح جماعية، وذلك من خلال أسلوبه الذي يعتمد على مساهمة الجميع كما يخفف من العبء الملقى على الآخرين. لديه التزام كبير بالعمل الجماعي وهذه صفة يمكن أن يتعلم منها الجميع بشكل يومي. لديه روح قيادية صحية. مثل زيدان، الذي يقود فريقه منذ ثلاث سنوات وفاز معه بكل شيء خلال هذه المدة. وعندما تراه تجده يعمل في صمت ويتوخى الحيطة والحذر، بعيداً عن أي ضجيج أو ضوضاء. كيف تابعت تطوره كلاعب؟إنه يُتقن كل مفاهيم كرة القدم، وكل جوانب الإبداع، وخاصة عند اتخاذ القرارات حيث تجده يستبق كل ما يمكن أن يحدث. مستواه ليس له حدود، كما أنه دائم التطور. إننا نتحدث عن لاعب ربما لن نشهد مثيلاً له في المستقبل. قال جوارديولا مؤخراً إنه الأفضل في التاريخ، بفارق شاسع عن البقية. ما رأيك؟إنه الأفضل بالنسبة لي أنا أيضاً. دون الإنتقاص من أي كان. هناك فئة أخرى من اللاعبين مثل دييجو، ودي ستيفانو، وكرويف، وبيكنباور، وبيليه نفسه، ولكننا نعيش في عام 2017 حيث المنافسة بلغت مستويات هائلة، ولم يعد من الممكن أبداً الخلود إلى الراحة. لقد أصبحت اللعبة تنافسية للغاية. هناك العديد من البرامج التي تُظهر لك أين يتوجه وأين لا يذهب. ولكنه لا يتوقف عن مفاجأتنا يوماً بعد يوم. لقد أصبحت كرة القدم اليوم أصعب بكثير مما كانت عليه في السابق. إن ما يفعله في كل مباراة يُمكن اعتباره من المستحيلات. فقد سجل أكثر من 700 هدف، وهذا رصيد يصعب على العقل استيعابه. إنه مثل عظماء التاريخ في مجالات الفن أو التكنولوجيا...والأحرى بنا أن ندرس ما يدور في دماغه! بيكينباور ولوثار ماثيوس...هل تتخيل أنه سيحدو حدوهما في المستقبل ويحتل مركزاً متأخراً عن موقعه الحالي فوق أرض الملعب؟بدأ ليو في الجهة اليمنى. واليوم تجده في أماكن مختلفة، حيث يسترجع الكرات مثل الظهير وأحياناً من موقع أشبه ما يكون بمركز الليبرو، ثم يتحول بسرعة إلى مركز رأس الحربة. إنه يتراجع 15 أو 20 متراً إلى الخلف ..أتخيله يفعل ما يريد من المكان الذي يرتاح فيه أكثر. في الوقت الحالي، أصبح اللاعبون متعددي الخصائص، حيث يظهرون في هذا الموقع ويختفون من هذا المركز أو ذاك. يوم الإثنين سيتم تتويج أفضل لاعب الموسم الماضي بجائزة The Best من FIFA. لو كان القرار بيدك، لمن تمنح الجائزة من بين كريستيانو ونيمار وميسي؟إذا كان منح الجائزة يتوقف فقط على الإنتصارات، فالأحرى بنا أن لنغلق الباب ونذهب إلى حال سبيلنا [في إشارة إلى الألقاب التي فاز بها رونالدو]. لو كان القرار بيدي لمنحتها إلى ليو تقديراً لما يقدمه للعالم، واعترافاً بما ينقله من قيم أيضاً. هذا هو جوهر كرة القدم أيضاً. هل تعلم ...؟• لعب هويوس مع دييجو مارادونا في المنتخب الأرجنتيني خلال تحضيرات الألبيسليستي لكأس العالم تحت 20 سنة اليابان 1979 FIFA، لكنه لم يكن ضمن الفريق الذي شارك في النهائيات. • لعب في 13 نادياً، من بينها بوكا جونيورز وريال مدريد كاستيلا. • درب بوليفيا في 6 مباريات خلال تصفيات روسيا 2018.

مشاركة :