تعرض الفنان العراقي نصير شمة لحادث كاد أن ينهي حياته، عندما أصدر الرئيس العراقي صدام حسين حكمًا بإعدامه. تعود وقائع القصة إلى عام 1989، عندما أمسك الرئيس العراقى صدام حسين بملف أحد سجناء الرأي، وكتب على غلافه بقلم أحمر «يرحمه الله »، فى إشارة منه إلى تنفيذ حكم الإعدام في صاحب الملف، الذي قضى 190 يومًا في السجن. وتأتي التفاصيل، التي ذكرها الكاتب الصحفي أشرف مفيد، بالأهرام، عندما تم اختطاف نصير شمة من الأردن، ووضعه في السجون هناك، بسبب رآيه عن النظام العراقي، الذي كان يرأسه صدام حسين، وتم اتهامه من قبل نظام صدام بأنه كان هاربًا من العسكرية أثناء الحرب الإيرانية، ولكن نصير، نفى كل تلك المزاعم، أو أنه تحدث عن النظام، مؤكدًا أن هذا وشاية ضده. في الأردن، انتقل «نصير» من سجن إلى سجن لمدة 190 يومًا، وعندما وصل إلى مطار علياء تميهدًا لترحيله إلى العراق، صرخ وقال: «دمي في رقبة الملك حسين، ولو أعدموني، لأن الأدرن لها سيادة». نقل «شمة» إلى بغداد وظل في السجن، وقبل تنفيذ حكم الإعدام، فوجئ بإطلاق سراحه بعد ضغوط من الفنانين العراقيين ونقيبهم داوود القيسي، وفاروق هلال، ووقتها سعى كل منهما في اتجاه حتى وصلت الرسالة إلى صدام، بأن ما يحدث مع نصير وشاية من فنان آخر بسبب غيره فنية، وظهر صدام وقتها على الهواء، واعتذر لعائلته على التليفزيون عن صدور حكم بحبسه وإعدامه. بعد ذلك دخل نصير شمه العسكرية عام 1991، وقضي فيها عامين، وغادر العراق بعد تهديد آخر عام 1993 وتوجه إلى تونس، والشخص الذي نبهه لمغادرة العراق كان مدير عام الإذاعة والتليفزيون وقتها وقال له: «غادر أنا ما اقدر أحميك». ظل نصير شمه بعيدًا عن العراق طيلة فترة صدام، وبعد سقوط حكمه عاد إلى العراق عام 2012 خلال انعقاد القمة العربية.
مشاركة :