أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيتوجه خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى السعودية وقطر في اطار مساعيه لتسوية الأزمة بين البلدين القائمة منذ يونيو/حزيران. وأضاف المصدر أن تيلرسون سيتوجه بعد الرياض والدوحة إلى اسلام آباد ونيودلهي قبل أن يتوقف في جنيف في طريق عودته إلى بلاده من هذه الجولة التي تستمر حتى الجمعة في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول. وكان تيلرسون زار الرياض والدوحة في يوليو/تموز محاولا حل أزمة قطر مع جيرانها على خلفية دعمها وتمويلها للإرهاب والتقرب من إيران. وانتهت وساطة الوزير الأميركي في السابق بالفشل في ظل اصرار الدوحة على المكابرة والتعنت. واكتفى تليرسون حينها بتوقيع اتفاقية مع قطر لمكافحة الإرهاب في محاولة رأتها دول المقاطعة غير كافية ولا تدل على توقف الدوحة عن دعم وتمويل الإرهاب، فيما لم يظهر الوزير الأميركي حزما كافيا لكبح الدور التخريبي للدوحة. وكانت السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في يونيو/حزيران. ورغم الوساطة الكويتية لا تزال هذه الأزمة قائمة ووصلت إلى ما يشبه المأزق، لكن واشنطن أكدت مرارا دعمها للجهود الكويتية. إلا أنه لم تظهر حتى الآن مؤشرات على أن أزمة قطر ستنتهي قريبا في ظل تعاطي الدوحة بشكل سلبي مع المطالب والهواجس العربية. وبعد أن كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الانطباع بأنه يدعم عزل قطر، عاد واقترح التوسط وتوقع نهاية سريعة لهذه الأزمة. ومن المقرر أن يشارك تيلرسون خلال وجوده في الرياض في أول اجتماع للجنة التنسيق السعودية العراقية، ما يدل على تقارب بين الرياض وبغداد وهو الأمر الذي تعمل عليه السعودية للتخفيف من التأثير الإيراني. وجاء في بيان وزارة الخارجية الأميركية أن تيلرسون سيتطرق في اسلام آباد مع قادة هذا البلد إلى "الدور الأساسي لباكستان لإنجاح استراتيجيتنا". وكانت ادارة ترامب مارست ضغوطا على السلطات الباكستانية المتهمة بغض النظر عن نشاط طالبان وحتى دعمها. وفي نيودلهي من المتوقع ان يبحث تيلرسون في سبل تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين الهند والولايات المتحدة، حسب البيان نفسه. أما في جنيف المحطة الأخيرة من جولته من المقرر أن يناقش تيلرسون الأزمات الانسانية في العالم مع مسؤولين من المفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مشاركة :