استطاع عرض جمهورية العراق «ون واي»، الذي شهدته خشبة الدسمة مساء أمس الأول ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي أن ينتزع صيحات الإعجاب من جمهور المسرح والندوة التطبيقية على حد سواء. الندوة التي أدارها خالد الرويعي وعقّب فيها المخرج المسرحي الشاب علي العلي، في وجود مخرج العرض ومؤلفه وميض كاظم، شهدت كثيرا من المداخلات الإيجابية وإن لم تخل الآراء من الإضاءة على بعض السلبيات. في البداية، أشاد العلي بالنص الذي رآه يعكس معاناة الإنسان ليس العراقي فحسب، بل العربي، وقال: عندما قرأت النص تساءلت كيف سأراه على الخشبة، لافتا إلى أن الممثل كان هو كل شيء على المسرح، كان الموسيقى، المغني والتشكيل الجسدي والتعبير الحركي. وأضاف: هناك جهد واضح من الممثلين، رغم أن العرض يعد الأول لبعضهم، مشددا على أن العروض التي تعيش هي التي تعبر عن واقع مجتمعها. في المقابل رأى العلي أن مشهد الاستهلال كان طويلا، وأن الإضاءة خانت المخرج في كثير من الأحيان، وقال إن الإضاءة تعتبر الكاميرا على المسرح، لذلك أثرت على الصورة واللغة الإخراجية. المداخلات وفي المداخلات تحدث الفنان ناصر كرماني: إن المهرجان بدأ الليلة بهذا العرض المتقن، وأن المخرج استطاع أن يضيء الخشبة، وأوصل الفكرة والمضمون الراقي بنفَس مسرحي عراقي جديد. وأشاد كرماني بالممثلين في الحركة، التعبير، والإيقاع. من جانبه، قال الفنان القدير عبدالعزيز الحداد إنه استمتع بالعرض في المجمل، مشيدا بأداء الممثلين، الذين لم تخدمهم الإضاءة، فتاهت تعابير وجوههم بسبب الحركة الخاطئة وعدم الانسجام مع الإضاءة، وأضاف: المخرج هو المؤلف لذلك كان أنانيا مع نصه. وقال محمد عبدالرسول: الممثلون أبدعوا، واتضح لنا كيف أن المخرج اشتغل على فريقه، متسائلا عن سر الكآبة في العرض، رغم أن فريق العمل كله من الشباب، ويفترض أن يتمسك بالأمل. عبدالمحسن الشمري أمل لو أن العرض قدم باللهجة العراقية المحببة، مشيرا إلى أن العمل لم يقصد بلدا بعينه، بقدر ما حمل رسالة للإنسان العربي بشكل عام، الذي يجد نفسه أمام حروب ودمار، ولفت إلى أنه من البداية كانت آهات وهمهمات وأنات الممثلين تقول الكثير، فالإنسان العربي لم يعد يستطيع التعبير عما بداخله، مما دعاه إلى اللجوء إلى الهمهمات والأنات، وعندما تحدث الممثلون تحولت كلماتهم إلى أفعال على الخشبة. فلول الفيلكاوي تمنت لو كان هناك راو يمهد للحدث ويشارك فيه، ويا حبذا لو تحدث باللهجة العراقية، مشيرة إلى أن التعبير الحركي المصاحب للتمثيل ليس له مبرر، ويمكن الاستغناء عنه، بل إن وجوده أثر سلبا بكسره حدة المشهد وتشتيت الجمهور. وفي رده، أكد المخرج والمؤلف وميض كاظم أن مشكلات الإضاءة وقعت لثلاثة أسباب، هي: أن العرض يقدم لأول مرة. ثانيا ضيق الوقت في الاستعداد له، إضافة إلى قلة أجهزة الإضاءة، مبررا السوداوية في العرض بأنه نقل الرسالة كما هي من دون تحميل.
مشاركة :