تدور الشبهات في ألمانيا حول مخبر، يعمل لصالح الشرطة وكان يقف وراء تحريض “الجهاديين” على تنفيذ الهجمات الأخيرة في ألمانيا، ومن ضمنها حادثة الدهس التي وقعت في برلين خلال عيد الميلاد الماضي، بحسب ما أفادت وسائل إعلامية. إن تأكدت هذه المعلومات فستكون بمثابة صفعة جديدة للشرطة الألمانية، التي سبق أن وجِّهت لها أصابع الاتهام بارتكاب “أخطاء جسيمة” خلال التحقيقات في حادثة الدهس. شرطة ولاية شمال الراين وستفاليا، التي يعتقد أن المخبر المشتبه به كان يعمل لصالحها، لم تعلق على التقارير الإعلامية. وبحسب هذا التقرير، الذي اطلعت عليه قناة “إيه إر دي” الألمانية، فإن المخبر المشتبه به قد شجع جهاديين كانوا يرغبون بالذهاب إلى سوريا وأقنعهم أن “ينفذوا هجمات داخل ألمانيا”. كما يوضح التقرير بأن العلاقة التي ربطت المخبر مع التونسي أنيس العمري، منفذ هجوم برلين، كانت أعمق مما يعتقد، وبأنه استضاف العمري عدة مرات في منزله. محاميّ أحد الجهاديين المدانين في ألمانيا نقل أن المخبر المشتبه به كان يردد دائما: “دعونا نقتل هؤلاء الكفرة، نحن بحاجة إلى رجال حقيقيين من أجل تنفيذ هجمات هنا في ألمانيا”. كشف قضية المخبر تأتي لتضاف إلى سلسلة من “الأخطاء” التي ارتكبتها السلطات الألمانية، ووثقها تقرير صدر في 12 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ويفيد بأن الشرطة كان بإمكانها توقيف العمري قبل شهر من تنفيذه هجوم برلين، لكنها لم تفعل. كما أظهر تحقيق في شهر تموز/ يوليو وجود تلاعب في ملفات شرطة مكافحة الجرائم ببرلين، عندما حاول أحد العاملين التحفظ على نتائج تحقيقات تظهر تقاعس الشرطة في إلقاء القبض على العمري قبل وقوع حادثة الدهس. وكان العمري استخدم شاحنة في 19 من كانون أول/ ديسمبر الماضي في تنفيذ هجوم على سوق لأعياد الميلاد قبالة كنيسة “الذكرى“، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وإصابة عشرات آخرين. وفرّ العمري إلى إيطاليا بعد تنفيذ الهجوم، غير أنه لقي حتفه في مدينة ميلانو برصاص الشرطة الإيطالية. وتبنى تنظيم مايعرف بالدولة الإسلامية تنفيذ الهجوم. قلق ألماني من جيل جديد من مجندي داعش إلى ذلك قالت وكالة المخابرات الداخلية الألمانية إن الأطفال القصر العائدين من مناطق الحرب في سوريا والعراق قد يصبحون جيلا جديدا من المجندين لصالح تنظيم داعش. وقالت المخابرات الداخلية إن أكثر من 950 شخصا من ألمانيا ذهبوا للانضمام إلى التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، وإن نحو 20 في المئة منهم نساء وخمسة في المئة من القصر. وفي الوقت الذي يخسر فيه تنظيم الدولة الإسلامية الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، من المتوقع أن تعود الكثير من النساء مع أطفالهن. وقال مدير المخابرات هانز جورج ماسن إن على ألمانيا أن تستعد لخطر انتشار التطرف بين الأطفال. وقال ماسن “نرى الخطر المتمثل في عودة الأطفال الذين خالطوا الجهاديين وتلقوا تعاليم منهم من مناطق الحرب إلى ألمانيا. قد يسمح ذلك بنشأة جيل جديد من الجهاديين هنا”. وفي العام الماضي نفذ صبي ألماني عراقي يبلغ من العمر 12 عاما محاولة فاشلة لتفجير عبوتين ناسفتين في بلدة لودفيجشافن بغرب البلاد.
مشاركة :