أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، رئيس مؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط»، والمتحدث الرسمي لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع «BIDEC»، في مقابلة لوكالة انباء البحرين أن معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017 «BIDEC» والمؤتمر المصاحب له «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» حقق نجاحًا باهرًا ومميزًا فاق التوقعات، وأكد صدارته لمعارض ومؤتمرات الدفاع في المنطقة، وبات رقمًا مهمًا كحدث عالمي مرموق.. وفيما يلي نص المقابلة:] ما هو تقييمكم لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017 «BIDEC» في نسخته الأولى؟- أستطيع القول: إن معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017 «BIDEC» والمؤتمر المصاحب له «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط»، والذي تشرف بالرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، حقق نجاحا باهرا ومميزا فاق التوقعات، وأكد صدارته لمعارض ومؤتمرات الدفاع في المنطقة، وبات رقمًا مهمًا كحدث عالمي مرموق. وبلغة الأرقام فقد بلغ عدد حضور زوار المعرض ما يزيد عن 9 آلاف شخص أي أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المتوقع، إلى جانب مشاركين من 45 دولة و189 شركة عارضة من 39 دولة، بالإضافة إلى حضور 61 وفدًا رسميًا و800 مشارك في المؤتمر وغيرها من الإحصاءات التي تظهر بوضوح حجم التفاعل الدولي مع هذا الحدث الضخم المهم.فنحن نتحدث عن أول معرض دولي شامل للدفاع في المنطقة، يتضمن الوسائل الدفاعية الثلاثة (البرية والجوية والبحرية).ويتميز عن نظرائه في المنطقة أيضًا بأنه جمع بين أحدث التقنيات والاستراتيجيات في العالم، في إطار رؤية شاملة لتعزيز مكانة مملكة البحرين، وامتلاك المعرفة والتقنية الحديثة، وتنشيط الاقتصاد الوطني، واستثمار ما تتمتع به المملكة من موقع جغرافي حيوي واستراتيجي، يمثل مدخلاً مثاليًا للنفاذ إلى الأسواق الخليجية والعربية، وبيئة ممتازة جاذبة للأعمال في المنطقة.وبالتأكيد فإن رئاسة العميد الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، للجنة العليا المنظمة للمعرض والمؤتمر، كان لها عظيم الأثر في هذا النجاح الكبير بفضل قيادة سموه الخلاقة والحكيمة. كما كان للدعم النوعي من قوة دفاع البحرين الباسلة دوره المهم والمؤثر، لدعم جهود التنمية المستدامة، وبيان أن مملكة البحرين ستبقى دائمًا وأبدًا عونًا وسندًا لدعم الأشقاء ولن تتردد أو تتأخر لمؤازرتهم لمواجهة التحديات والمخاطر.] بصفتكم رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» المصاحب للمعرض.. هل لكم أن تطلعونا على أهم ما دار في جلساته من رؤى وأفكار؟- أثبت المؤتمر في نسخته الأولى قدرته الفائقة على أن يكون منصة عالمية لتبادل الأفكار والآراء والتشاور حول المستجدات الأمنية والعسكرية على الساحتين الإقليمية والدولية بين كبار القادة والخبراء العسكريين، وترجمة لمجمل الرؤى الاستراتيجية للتحالفات المشاركة.وبحث هذا الملتقى الدولي شقّين رئيسين هما: المنظور السياسي الاستراتيجي للتحالفات العسكرية، والمنظور العسكري العملياتي، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ومحاولات زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، وذلك بالشراكة مع (التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن)، و(التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.ونجح المؤتمر في استقطاب نخبة مميزة من الرواد والقادة والخبراء والدبلوماسيين الذين أثروا جلساته من حوارات قيمة ونتائج وتوصيات بنّاءة، وفي مقدمتهم الجنرال رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.وشهدت جلسات المؤتمر تفاعلاً وتجاوبًا كبيرًا مع دعوة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى إيجاد نظام أمني إقليمي جديد، لديه آليات قادرة على مواكبة المستجدات الجارية والتحديات القائمة. كما جرى التحذير من مخاطر التوسع الإيراني في دول المنطقة، وخطورة المزج بين الإرهاب والتقنية الحديثة.ويعد مؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» مساهمة من جانب المملكة في تعزيز جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تشهد ظروفًا مضطربة، وتواجه تحديات غير مسبوقة، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب والفوضى والصراعات داخل بعض الدول.ولعلّ من دواعي سروري، مشاركة مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» كطرف فاعل وشريك في فعاليات المؤتمر، اتساقًا مع دوره في نشر السلام وترسيخ أسس الحوار وخدمة التنمية المستدامة، حيث تم تشكيل مجموعة عمل متخصصة لتقديم الدعم الفكري واللوجستي لهذا الحدث العالمي، واقتراح آليات فاعلة ووسائل مناسبة لمساندة «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن» و«التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» فضلاً عن خدمة توجهات مملكة البحرين نحو ترسيخ الأمن وتوطين المعرفة والتكنولوجيا.] برأيكم ماذا أضاف استضافة وتنظيم مملكة البحرين لمعرض ومؤتمر «BIDEC»؟- من الصعوبة بمكان حصر المزايا والفوائد الناجمة عن استضافة معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع، فهناك مساهمة مهمة على صعيد تعزيز الأمن الوطني والإقليمي ومساندة التحالفات العسكرية في المنطقة، وكذلك مستوى تنمية الصناعات الدفاعية وجذب الاستثمارات وغيرها.وبصفة عامة، يعتبر المعرض والمؤتمر علامة فارقة في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في قطاع المعارض والمؤتمرات المتخصصة، ومن ثم تعزيز البحرين كمقصد سياحي متنوع توافقًا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.وهناك العديد من الفرص الاستثمارية التي طرحت خلال فعاليات المعرض والمؤتمر، في مجال نقل وتوطين التكنولوجيا، وتدريب العمالة الوطنية وتطوير مهاراتها.ونعوّل على استثمار مزايا مملكة البحرين ومقوماتها التنافسية، كي تكون وجهة لكبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات الدفاعية والتقنيات المتقدمة، عن طريق تأسيس شراكات قوية وتوطين التكنولوجيا، والاستثمار في المعرفة.وأشير هنا كمثال إلى أن استضافة هذا الحدث الدولي أسهم في ارتفاع نسبة أشغال الفنادق من فئة الخمس نجوم إلى 82 % مقارنة بالأيام العادية، رغم أنه أقيم في منتصف الأسبوع. وقامت العشرات من شبكات الإعلام العالمية بتغطية مكثفة للفعاليات، بما يعزز من الجهود الرامية لجذب الاستثمارات الأجنبية في بلد الأمن والأمان.وأخيرًا، فإننا نعتز ونفخر بتنظيم واستضافة مملكة البحرين هذه التظاهرة الدولية بدءًا من مستوى الرعاية السامية، وما شهدته من تنظيم رائع وحضور كبير ونتائج مثمرة.
مشاركة :