وصلت الشراكة بين الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين، إلى نقطة اللا عودة، ولوح حزب المخلوع علناً بإمكانية فضها في أي لحظة، بينما لمح صالح إلى أنه ربما يغادر اليمن، كاشفاً عن ضغوط يتعرض لها من قبل الحوثيين، الذين ردوا باستخفاف على حزب صالح، بقولهم «شراكتكــم لا تشرفنــا»، متهميـن قيادات حــزب المؤتمــر الشعبـي بالفسـاد. عمق الأزمة وكشفت مقابلة تلفزيونية قصيرة أجراها علي عبد الله صالح، عمق الأزمة التي يعاني منها الرجل، الذي لمّح للمرّة الأولى إلى رغبته في مغادرة صنعاء. وتحدّث الرئيس السابق عن أنّه «يدرس دعوة» لحضور ندوة وجهها إليه أحد المعاهد الروسية للمشاركة في طاولة مستديرة، هدفها «مناقشة محطتين، الأولى الإرهاب، والثانية كيفية خروج اليمن من الأزمة ومن الحرب الدائرة» على أرضه. لكن صالح سارع في المقابلة نفسها إلى مناقضة نفسه، بقوله إنّه رفض في الماضي دعوات الخروج من اليمن لتلقـي العـلاج. وقالت مصادر تعرف تماماً ماذا يدور في صنعاء، وحال الحصار التي يتعرّض لها المخلوع منذ 24 من أغسطس الماضي، إنّ ما قاله في المقابلة «جس نبض للحوثيين»، ومحاولة منه لمعرفة إمكان السماح له بالسفر. وأوضحت أن صالح يتعرّض حالياً لضغوط ومضايقات من الحوثيين، جعلته يفكّر جدياً في إيجاد طريقة لمغادرة اليمن، حرصاً منه على حياته وحياة أفراد أسرته. وهدد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، بفض الشراكة مع الحوثيين، واتهمهم بالوقوف وراء الحملات التي تطال قياداته وكوادره من قتل وسجن وتهدين وإهانة. وأورد الزوكا في رسالة الاحتجاج، بعضاً من الممارسات التي تطال حزب المؤتمر، وقياداته، وممثليه في ما يسمى حكومة الإنقاذ. ومنها إهانة وزراء الصحة والتعليم العالي والأوقاف والإرشاد والخارجية، المحسوبين على حزب المخلوع، مؤكداً أن حزب المؤتمر يتعرض لإساءات متنوعة من 44 من عناصر وقيادات وناشطي مليشيا الحوثي، وأن هؤلاء ما كانوا ليتجرؤوا على الإساءة للمؤتمر، لو لم تكن بتعليمات من زعيم التمرد، عبد الملك الحوثي، وزمرته. استخفاف من جهته، رد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى رئيس المكتب السياسي لمليشيا الحوثي، صالح الصماد، على رسالة حزب المؤتمر، متهماً حزب المؤتمر الشعبي بعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة بين الطرفين. وقال إن الحزب رفض استلام رئاسة المجلس السياسي الدورية، وأن مجلس النواب لم يعمل بما تم الاتفاق عليه، وتحول إلى مهاجمة الحوثيين الانقلابيين على الهواء مباشرة. شراكة صورية واتهم الصماد، وزيري الصحة والخارجية، بطرد كل المحسوبين على الحوثيين من الوزارتين، واستبدالهم بأعضاء من حزب المؤتمر، موضحاً أن جماعته لا تريد البقاء في شراكة صورية، على حد وصفه، وأردف «شراكتكم لا تشرفنا». من جهة أخرى، ذكرت مصادر قبلية، أن المخلوع صالح، وجّه دعوة للقبائل المحيطة بصنعاء للاستعداد لمرحلة جديدة، تنهي نفوذ حلفائه في الانقلاب. وقالت المصادر إن صالح طلب من القبائل الاستعداد لمرحلة «القضاء على العصابات الإرهابية المسيطرة على مؤسسات الدولة»، في إشارة إلى مليشيا الحوثي.
مشاركة :