تساؤلات حول الخطوة التالية بعد هزيمة «داعش»

  • 10/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طرحت هزيمة تنظيم «داعش» في الرقة تساؤلات شائكة أمام القوات الأميركية التي تدرب وتسلح عناصر «سورية الديموقراطية» التي انتصرت في المعارك، تتعلق بالخطوة التالية التي يجب اتخاذها بعد الانتصارات. منذ أن بدأت الولايات المتحدة أواخر عام 2014 بشن غاراتها ضد «داعش»، وأيضاً دعم القوات ذات الغالبية الكردية على الأرض هناك، تجنبت إدارتان متتاليتان في واشنطن التطرق إلى أي استراتيجية طويلة الأمد، مع تكرار أن التدخل يتركز فقط على محاربة «داعش». ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة تخسر فاعليتها في هذه الأزمة المعقدة، إضافة إلى فشلها في التعامل معها بطريقة مناسبة، واختارت بدلاً من ذلك الخطاب المبسط والنظر إلى العنف في سورية فقط من زاوية عملية مكافحة الإرهاب. وقال السيناتور جون ماكين هذا الأسبوع: «ما نحتاج إليه بدلاً من ذلك هو استراتيجية شاملة تأخذ كل العوامل الإقليمية بعين الاعتبار». وأضاف: «نريد صياغة واضحة لمصالحنا والطرق والوسائل التي ننوي استخدامها لحماية هذه المصالح. هناك شعور قوي بغياب استراتيجية كهذه حتى لو كنا نحتفل بهذا النجاح المهم» في الرقة. ويتواجد نحو 900 جندي أميركي معظمهم من القوات الخاصة في شمال سورية، قدموا دعماً حاسماً لقوات «سورية الديموقراطية» المكونة من الأكراد والعرب. واستفاد المقاتلون العرب والأكراد المحليون من التسليح والخبرات العسكرية التي قدمها المدربون الأميركيون، خصوصاً كيفية طلب غارات جوية. كما تلقى ائتلاف المقاتلين هذا دعماً مستمراً من طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وأرسل البنتاغون فرقة مدفعية للمؤازرة قرب الرقة، فيما أنشأت القوات الأميركية مدرجاً لطائرات الشحن العسكرية في قاعدة جوية في شمال سورية. من الناحية العسكرية، فإن القتال ضد «داعش» في سورية لم ينته بعد، حيث لا يزال عناصر التنظيم ينتشرون في بلدات وقرى وادي نهر الفرات. وقد خسروا تقريباً معظم المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في العراق وسورية، لكنهم أيضاً ما زالوا يعملون على إيجاد موطئ قدم لهم في بلدان أخرى، مثل اليمن وأفغانستان. والبلدات التي أخلاها عناصر التنظيم مليئة بالفخاخ المتفجرة والألغام. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت: «سندعم جهود الاستقرار في الرقة والمناطق المحررة الأخرى، ويشمل ذلك تنظيف المناطق التي خرج منها التنظيم من الألغام واستعادة الخدمات الأساسية ومساعدة هيئات الحكم المحلي». ويواجه الرئيس دونالد ترامب الذي تحدث قليلاً عن سورية ولم يذكر أبداً أي استراتيجية طويلة الأمد، وضعاً مختلفاً عن سلفه باراك أوباما الذي أعطى الأمر لبدء العمليات العسكرية في سورية، فأواخر عام 2015 انخرطت روسيا مباشرة في الأزمة إلى جانب الرئيس بشار الأسد، فيما تنامى تأثير الميليشيات المدعومة من إيران بشكل سريع. وقال جون هانا مستشار «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» ومستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، إن استعادة الرقة من غير المرجح أن تؤشر إلى نهاية التدخل الأميركي في سورية. وأضاف أن تشدد ترامب مع إيران ورفضه الأسبوع الماضي الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق النووي يجب أن يترجم إلى أفعال لاستئصال نفوذ طهران في سورية. وأضاف لـ «فرانس برس»: «إذا كان هناك من معنى لاستراتيجية الرئيس ترامب لمواجهة إيران، فإنها يجب أن تتضمن جهوداً قوية لاحتواء دور الحرس الثوري الإيراني وتحجيمه في سورية». وتابع هانا: «هذا يعني منع إيران وحزب الله وميليشياتهم الشيعية التي تحارب بالوكالة، من بسط سيطرة من دون منازع على شرق سورية والحدود العراقية السورية الحيوية لهدف إيران الاستراتيجي لتأسيس ممر أرضي من طهران إلى البحر المتوسط فالحدود الإسرائيلية». وحذر من أن نتيجة كهذه قد تتسبب ببدء العد العكسي لصراع إيراني إسرائيلي. من جهته، قال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الولايات المتحدة يجب أن تقرر مدى اهتمامها بنتائج مختلفة في سورية، ويشمل ذلك حجم الوجود الإيراني. وقال لـ «فرانس برس»: «المفاوضات ستقرر مستقبل سورية، والولايات المتحدة لم تفعل الكثير لتعزيز نفوذها في هذه المفاوضات». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستطيع الانخراط في جبهات متعددة، لكن «ليس هناك الكثير من الدعم الشعبي لذلك، وإدارة ترامب قد تقرر أن هذا ليس جديراً بالاهتمام». وقال هانا إن وجود قوات مدعومة أميركياً تسيطر على أجزاء واسعة من سورية، يشكل مصدر ثقل دبلوماسي محتمل لواشنطن في تشكيل مستقبل سورية ما بعد الحرب ضد «داعش». لكن نويرت أشارت إلى أن الولايات المتحدة قد تلعب دوراً محدوداً فقط، وقالت في هذا السياق: «مهمتنا هناك في سورية هي إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش ولهذا السبب بالضبط... تحارب الحكومة الأميركية في سورية».

مشاركة :